تتفاقم معاناة المواطن اليمني بمدينة وضواحي صنعاء في ظل استمرار انقلاب الحوثي على الدولة، وعدم استقرار العملة وارتفاع الأسعار وتواصل الحرب، حيث أصبح المواطن بين خيارين لا ثالث لهما، إما النزوح إلى التشرد أو الموت السريري في المنزل في ظل عدم وجود عمل يغطي احتياجات المواطن الأساسية من مأكل ومشرب. فملايين من اليمنيين يقبعون تحت خطر الفقر والبحث عن سبيل للنجاة من حكم الحوثيين الذين أشعلوا الحرب في البلاد ودمروا اقتصاد اليمن سلبا ونهبا. استغلال وتجويع قال التاجر أحمد البراحي " للصحوة نت " إن انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية خلال الفترة الأخيرة انعكس على السلع الأساسية التي تضاعفت أسعارها، وهو الأمر الذي يهدد بمفاقمة الأوضاع الاقتصادية للمواطنين بشكل متسارع، في ظل غياب الرقابة الرسمية على التجار من قبل السلطات. مؤكدا أن الأسعار ارتفعت خلال الأيام الاخيرة بنسبة مضاعفة، وأن الضحية هو المواطن اليمني وأن الأمهات المصابات بسوء التغذية يعجزن عن إرضاع أطفالهن بسبب الفقر والجوع، وأن المعاناة الإنسانية والاحتياجات الصحية في اليمن وصلت إلى مستوى غير مسبوق. ويتهم البراحي الحوثيين باستغلال واستثمار الظروف الاقتصادية الصعبة، قائلاً إنهم يتخذون من تدهور الريال فرصة لرفع الأسعار بشكل جنوني وعشوائي، ما يتيح المجال أكثر أمام التجار للتلاعب بالأسعار.
عبئ ثقيل
ويشكو المواطن عبد القادر المحجري " ل"الصحوة نت " وهو موظف في أحد دوائر صنعاء، من الوضع الحالي الذي يعيشه في ظل توقف راتبه منذ ما يقارب ال 3 أعوام، وأنه أصبح لا يجد قيمة كيس القمح لإعالة أسرته، وكل ما يتمناه الآن هو أن يوفر الأشياء البسيطة لعائلته التي أصبحت تشكل عليه عبئاً ثقيلاً، ولا يكفيه المال الإضافي الذي يجمعه من خلال العمل على سيارة الأجرة لتغطية مصروف المنزل والدراسة.
صراع مع الحياة
من جهته قال المواطن مراد شمسان "بائع متجول" إن حياة المواطن اليمني أصبحت في صراع مع الحياة، فالبعض من الناس هاجر عن وطنه، والبعض الآخر يتكبد عناء الشقاء في ظل حكم الحوثيين ولم توفر له أبسط مقومات الحياة. وأنه كمواطن يفتقد الكثير كي يعيش مثل باقي مواطني العالم، حيث لا يوجد لديه بنية تحتية كاملة كي يعيش على أمل أن يتحسن الحال، وعندما ينظر الى بيته خالية من الكهرباء أو الشوارع من حوله تسبح في ظلامِ هالك، يجد نفسه بين نباح الكلاب في الشوارع ومحلات تفتح أبوابها على ضوء الشموع.
وأضاف، لا أستطيع أن أشرب شيء بارد من تلك الثلاجة في المطبخ، لأنها بالتأكيد خالية من كل شيء، والكهرباء هجرتها منذ زمن طويل .
من جانبه يقول الموطن اليمني أمين و "هو بائع متجول" أن الوضع الإنساني في اليمن أصبح سيء جدًا. فحرب الحوثيين فرقت بيني وبين عائلتي، فلا أستطيع الوصول إليهم بسهولة خوفًا من أن يزج بنا في السجن بتهمة كاذبة، وأوضاعنا صارت مؤسفة للغاية، وأصبحنا نعيش بين مطرقتين، إما التشرد في بلاد بعيدة بحثًا عن مصدر للدخل، أو البقاء في المنزل مع أسرتي، ونظل نرقب رزقًا يأتي من مائدة السماء. فلا منزل يطاق، ولا أرضُ تقبلنا.