الاستعداد لشراء مستلزمات العيد يأتي بمذاق مختلف على أسر المختطفين بغياب ذويهم فهو مناسبة مؤلمة قاسية على القلب ثقيلة على النفس تضطر فيها الأسر لاستحضار شريط الذكريات، بما يحمله من مشاهد ومحطات مختلفة، فتستقبل أسر المختطفين العيد بفرحة ممزوجة بالألم والحزن لغياب ذويهم في سجون الميليشيا الحوثية. في زيارة خاصة لأسرة المختطف (أ . ن) والذي فضلوا عدم ذكر اسمهم خوفا من بطش المليشيات الحوثية بهم تقول زوجة المختطف "للصحوة نت "أنها حرمت نفسها من كل مظاهر الفرحة واستقبال العيد منذ غياب زوجها في سجون الميليشيا الحوثية وتضيف بقولها " أنا فرحتي الوحيدة وجود زوجي إلى جواري وهديتي الوحيدة هي التي يهديها زوجي"، مضيفة "الاستعداد للعيد يبدأ معنا منذ منتصف شهر رمضان ،حيث كان يذهب زوجي لشراء بدلات الأطفال وجعالة العيد"، وبغياب زوجها تغيب كل هذه الفرحة ومظاهرها. تقول زوجة المختطف "ي ع" تعيش عائلات المختطفين وأطفالهم لحظات من الحزن على فراقهم حيث يستذكر الأطفال آبائهم، ويستحضر الأهل سيرتهم وهو ما يجعلهم يشعرون بالحزن على فراقهم ولسان حالهم يقول "عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ". اسماء ابنة المختطف والبالغة من العمر 7 سنوات تؤكد للصحوة نت أنها لن تلبس ملابسها الجديدة حتى يخرج والدها من السجن فتستقبله بتلك الملابس وتقول "لا أخرج في العيد أنا وأخوتي مثل الأطفال لأنهم يخرجوا مع أبائهم ونحن أبي مختطف عند الحوثيين.. تعلق والدتها قائلة: ةكل ما يطلبونه في العيد هو وجود ابيهم بجانبهم". أم المختطف تسأل بصوت حزين: متى سيطلقون المعتقلين ويرجع ابني لي؟ بقلب أم مكلوم لغياب فلذة كبدها تتساءل لعلها تجد ما يبرد شوقها وحنينها تجاه ابنها فتقول: كيف ابني؟ هل أكله تمام؟ هل هم يعذبوه؟ كيف بيكون عيده؟" ثم تنهمر دموع الحسرة والألم والشوق من عينيها لينهال لسانها بالدعاء لابنها بالفرج وللمليشيات بالانتقام والنكال. انتظار بلا أمل والد المختطف "حيدر" لم يكن بعيدا من المشهد فدموع القهر والعجز انسلت على خده بصوت يشوبه النحيب مع سوء الوضع العام وغلاء الأسعار وشحة المصادر وتوقف الرواتب .. أحاول جاهدا توفير لقمة العيش لأسرة ابني وكسوتهم وإشعارهم بالفرحة وأحاول أيضا أن املأ فراغ والدهم لكن كل محاولاتي بإشغال أحفادي وإلهائهم ومداعبتهم تبوء بالفشل وتنزل دموعه وشفتاه ترتجف من الحزن. يتابع بقوله "مع كل شيء وفي كل وجبة ومناسبة يسألوني: بابا فين؟ متى بيجي؟ هل بيعيد معنا؟ يعلو بكاءه ليقول "ايش أقول لهم اننا ننتظره بلا امل!". اسرة حيدر الأسرة الوحيدة التي تنتظر ذويها فهناك أكثر من 12 ألف مختطف غيبتهم الميليشيا الحوثية خلف قضبانها في 484 معتقلا وسجنا تنتظرهم أسرهم بشوق وحنين وبألم وحسرة لحالهم التي يعيشونها في السجون. هذه الأسر بات حُلمهم في العيد ليس التوجّه للأماكن العامة والحدائق والمتنزهات وقضاء ساعات جميلة مع أبنائهم وأحبتهم وأحفادهم، وإنما انحصر حلمهم في عودة أبنائهم المختطفين إلى أحضانهم أو أن يُسمح لهم بالتوافد إلى بوابات سجون ومعتقلات الميليشيا الانقلابية لزيارة أبنائهم وأبائهم.