منحت جائزة نوبل للسلام لعام 2011، أمس، إلى الناشطة اليمنية في حركة الربيع العربي توكل كرمان، ورئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف، والمناضلة من اجل السلام الليبيرية ليما غبويي، في ما اعتبر انتصاراً للنساء ولأفريقيا والعالم العربي. وقال رئيس لجنة الجائزة في أوسلو ثوربورن ياغلاند "لا يمكننا تحقيق الديمقراطية والسلام الدائم في العالم إلا إذا حصلت النساء على الفرص نفسها التي يحصل عليها الرجال للتأثير على التطورات على جميع مستويات المجتمع". وتابع أن النساء الثلاث كوفئن على "نضالهن السلمي من أجل ضمان الأمن للنساء وحصولهن على حقوقهن للمشاركة الكاملة في عملية بناء السلام " .
وتوكل كرمان هي أول امرأة عربية تحصل على جائزة نوبل للسلام منذ إنشائها في العام 1901. وأعقب ذلك ردود فعل عدة شملت الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوقية ودولية اعتبرت منح النساء الثلاث تلك الجائزة تعزيزاً لحقوق المرأة وكفاحها في العالم.
فقد رحبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بمنح جائزة نوبل للسلام، أمس، إلى ثلاث نساء، مؤكدة أن هذا الأمر "يعكس جهود النساء من أجل السلام ".وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية. وقالت الوزيرة التي تدافع عن حقوق المرأة وتعتبر إحدى أقوى النساء في العالم إن منح جائزة نوبل إلى اليمنية توكل كرمان والليبيريتين الين جونسن سيرليف وليما غبويي هو "اعتراف بإنجازاتهن الاستثنائية ويعكس جهود الكثير من النساء لنشر السلام والأمن " .
وأضافت إن هؤلاء النسوة الثلاث "هن أمثلة ساطعة على التغيير والتقدم اللذين يمكن للنساء إنجازهما عندما يعطين الفرصة لأخذ قرارات تتعلق بمستقبل مجتمعاتهن وبلدانهن". وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الجمعة، بالفائزات الثلاث بجائزة نول للسلام، الليبيريتين الين جونسون وليما غبويي واليمنية توكل كرمان، معتبرا انه "لا يمكن أن يكون هناك خيار أفضل"، وقال كما نقلت عنه المتحدثة باسمه مارتين نسيركي "انه رمز لقدرة النساء. وهو يعكس في المقام الأول الدور الحيوي الذي تقوم بة المرأة في تقدم السلام والأمن وحقوق الإنسان".
وأشاد الاتحاد الأوروبي، رغم خسارته الجائزة، ب"الدور المحوري" الذي تلعبه النساء في حل النزاعات، متقدماً بالتهنئة من الفائزات. ووصف رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبي وخوسيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية الفوز بأنه "نصر لأفريقيا ديمقراطية جديدة ولعالم عربي ديمقراطي جديد يعيشان في سلام وفي ظل احترام لحقوق الإنسان". وهنأت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الفائزات الثلاث ولا سيما توكل كرمان التي "ما زالت في وضع المحروم من الحرية ".
وأضافت في مؤتمر صحافي أن هذا القرار "مؤشر ممتاز" ينبغي أن يشجع ناشطات السلام وحقوق المرأة. وهنأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ثلاث نساء "استثنائيات" فيما اعتبر وزير خارجيته ألان جوبيه أن " نضال النساء الثلاث اللواتي يقتدي بهن رسالة أمل إلى الشعوب الأفريقية والعربية"، موجهاً تحية إلى "جميع النساء في العالم اللواتي يعملن بعزم من اجل مستقبل شعوبهن".
من جهتها عبرت كاثرين آشتون الممثلة العليا للشئون الخارجية وسياسات الدفاع في الاتحاد الاوروبي/نائبة رئيس الاتحاد الأوروبي عن سعادتها بفوز النساء الثلاث بجائزة نوبل للسلام.
وقالت "إنه لمن دواعي سروري أن أهنئ هؤلاء النساء الثلاث البارزات إلين جونسون سيرليف وليما جبووي وتوكل كرمان على حصولهن على جائزة نوبل للسلام لعام 2011. تمثل الجائزة إجلالا مستحقا لالتزامهن بالسلام والديمقراطية وحقوق المرأة.
وأضافت آشتون " إنني أعتبر هذه الجائزة انعكاسا للأمنيات التي نادت بها الفائزات الثلاث عالميا عبر نضالهن الذي لا يعرف الكلل من اجل السلام والديمقراطية وتحسين حقوق المرأة في بلدانهن وخارج بلدانهن.
وأردفت قائلة " إن القيم التي عملن وفقها لفترة طويلة يشاركهن فيها الاتحاد الأوروبي بشكل كامل. ومن المهم أن قرار لجنة جائزة نوبل يعترف بأن تلك القيم لا تنتمي لأي بلد أو إقليم بذاته ولكنها قيم عالمية.
وقالت" إنني متأكدة من أن منح هذه الجائزة سيلهم الكثير للسير على خطى هؤلاء الثلاث النساء البارزات والإسهام في السلام العالمي في السنوات القادمة."
وأعرب رئيس نقابة تضامن البولندية السابق ليخ فاليسا الحائز على نوبل للسلام 1983 عن تهنئته، قائلاً إن "نساء العالم العربي سيتشجعن .. ومازال الكثير باقياً لفعله، فالديمقراطية لا تبنى في يوم".
وأهدت الناشطة اليمنية جائزتها إلى نشطاء الربيع العربي والمرابطين في ساحات اليمن، كما أعلنت في تصريح لقناة العربية الفضائية. وقالت توكل كرمان المولودة في 1979 في محافظة تعز، "أنا سعيدة جدا، هذا تكريم لكل العرب والمسلمين والنساء". وأضافت أنها تهدي الجائزة إلى "كل نشطاء الربيع العربي"، مؤكدة أن الجائزة يفترض أن تمنح "إلى الشعب اليمني المرابط في الساحات " .
وقالت كرمان متحدثة لوكالة فرانس برس من ساحة التغيير حيث يعتصم المتظاهرون ان الجائزة "انتصار للثورة اليمنية ولسلمية هذه الثورة" التي انطلقت في مطلع 2011 للمطالبة بالإصلاحات وبتنحي الرئيس علي عبدالله صالح. وأضافت "إنها اعتراف من المجتمع الدولي بهذه الثورة وحتمية انتصارها". ووجه الناشطان المصريان وائل غنيم وإسراء عبد الفتاح في "الربيع العربي" واللذان أشيع احتمال حصولهما على الجائزة التهنئة إلى كرمان "على فوز مستحق".
وقال غنيم على صفحته على موقع تويتر "جائزتنا الكبرى جميعا ان تكون دولنا أكثر ديمقراطية واحتراماً لحقوق الإنسان".
ويتم تقديم الجائزة في 10 كانون الأول في أوسلو، وهو تاريخ وفاة الفريد نوبل الصناعي السويدي مؤسس الجائزة. وتتضمن الجائزة ميدالية وشهادة وحوالي مليون يورو توزع على الفائزات الثلاث.