اشتهرت ميليشيات الحوثي باستغلالها للمناسبات الدينية والاعياد الوطنية لابتزاز المواطنين ونهب الاموال حتى اصبحت مصدر سخرية وتندر من اليمنيين، ولم تكتف الميليشيات بالمناسبات الدينية والوطنية المتعارف عليها بل اضافت بالقوة مناسبات واسماء لم يعرفها اليمنيون من قبل، كيوم الغدير ويوم الولاية ويوم استشهاد الحسين وزيد وغيرهم، بغرض مضاعفة مواسم جلب الاموال وفرض الجبايات، كما يقول المواطنون. نهب باسم الله.. ويحتفل الحوثيون اليوم بالذكرى الخامسة لاحتلال صنعاء، وادخال اليمن تحت عمامة الخميني كما يقول المواطن " حسين" 49 عاما "للصحوة نت "، وكغيرها من المناسبات المفروضة على الشعب بالقوة، يشكو المواطنين من قيام الميليشيات بفرض مبالغ مالية عليهم بدعوى التبرع للمجهود الحربي أو رعاية اسر الشهداء، ومن يرفض يتهم بالخيانة أو الداعشية ويودع في السجن. ويؤكد "حسين" الذي يعمل في بقالة مسلحين أتوا يوم الاربعاء ووضعوا كرتوناً أمامه وطلبوا منه بلهجة الأمر ان يعطيهم "في سبيل الله"، وتجنباً للمشاكل اعطيتهم مبلغ خمسة ألف ريال لكي اتمكن من إعالة اولادي بسلام. ويواصل الحوثيين حتى هذه اللحظة حملاتهم الميدانية في العاصمة صنعاء ومدن أخرى خاضعة لهم لإجبار أصحاب المتاجر والباعة المتجولين على دفع مبالغ مالية بحجة دعم "اعيادهم المشبوهة وجبهات الموت"، وأكد شهود عيان قيام دوريات حوثية مسلحة بالنزول إلى المحال التجارية والبسطات في مناطق متفرقة بالعاصمة صنعاء وإخضاع اصحابها لدفع مبالغ مالية، تحت مسمى دعم أحياء فعالية 21 سبتمبر. ويوكد أحد التجار في العاصمة صنعاء: "يأتون الينا بين الحين والاخر بحجة التأكد من عدم تعاملنا بالعملة الجديدة، وفي المناسبات يطلبون منا مبالغ كبيرة لدعم مناسباتهم والمجهود الحربي واقل مبلغ 100الف ريال، ومن يتأخر عن الدفع يأخذونه شخصياً أو أحد اقاربه". استغلال الخطاب الديني.. خطباء مساجد وأئمة حوثيون في صنعاء ومدن يمنية أخرى يوم الجمعة دعوا من على منابر المساجد جموع المصلين لتقديم الدعم وكذا الحضور والمشاركة في إحياء ما سموها "ذكرى ثورة العزة والكرامة"، واعتبر عدد من الخطباء الحوثيين من يرفضون تقديم الدعم أو المشاركة في هذه المناسبة بأنهم منافقون وخارجون عن الدين وأعداء لله وللرسول وللإمام علي. يقول المواطن "ع، 50 عاما " فوجئنا بصناديق داخل المساجد مكتوب عليها "هل المائة الريال أغلي عندك من الله؟" ولا أدرى ما دخل الله-جل جلاله-ب 21 سبتمبر !!. ويضيف: "بغض النظر عن الخطبة التي كانت كلها شتم وسب للحاضرين بطرق غير مباشرة، وكذلك الاستجداء والشحت، العبارة التي كتبت على الصندوق فيها كلام لا يليق بمقام الله عز وجل حين يقرنون اسمه تعالى بمائة ريال، أي قوم هؤلاء؟؟ تهديد بالسلاح.. ويقول " الوصابي" صاحب بسطة ادوات منزلية وسط العاصمة صنعاء "انه يتعرض دائماً لعمليات ابتزاز ومضايقة من قبل الحوثيين، حيث يأتون إليه دائما قبل كل مناسبة حوثية لإجباره على دفع مبالغ مالية. وقال ل "لصحوه نت "، دائماً يهددني الحوثيون أنا وغيري من البساطين في هذا الشارع ويطلبون دفع مبالغ مالية كإتاوات وجبايات ودعم احتفالات تحت مسميات عدة ك 21 سبتمبر او ذكرى عاصفة الحزم وعيد ما يسمى الغدير او الولاية، ويحاولون إضفاء غطاء رسمي عليها بهدف تكرارها في كل عام. ويرى أن هذه الإجراءات التعسفية التي اتخذتها الجماعة ضد البساطين من الباعة المتجولين تأتي رغم انهم يدفعون باستمرار تحت قوة السلاح بالإضافة إلى رسوم نظافة يدفعونها بشكل منتظم لمالكي الأسواق والجهات المختصة في المديرية التي يبيعون في نطاقها.
المال او السجن.. ويتحدث المواطنون عن حملات شنتها الميليشيات الأيام الماضية، وقيامها باختطاف عدد من التجار والباعة المتجولين في عدد من أسواق وشوارع العاصمة واقتيادهم إلى سجون مجهولة بتهمة رفضهم دفع المبالغ التي فرضتها الميليشيات عليهم. واكد التاجر " محمد. ض "ان عدد كبير من التجار تعرضوا للاعتداء والابتزاز لإجبارهم على دفع مبالغ غير قانونية، وقالوا أن من يرفض ذلك يهدد بالحبس وإغلاق محله أو منشأته التجارية. وأشار الي ان بعض التجار باتت تجارتهم معرضة للإفلاس جراء الإتاوات المستمرة التي تفرضها الميليشيات الحوثية على مدار العام، وفي مناسبات عدة، وتحت مسميات متنوعة. مقارنة ب 26 سبتمبر من جهته يقول "صديق " صاحب صيدلية، " لم نسمع ان نظاما من الانظمة التي حكمت اليمن من بعد 26 سبتمبر 1962 الى 21 سبتمبر 2014 فرض على المواطنين دفع جبايات في ذكرى الثورة اليمنية العظيمة التي قامت اصلاً من اجل حماية ممتلكات وحقوق هذا الشعب". ويضيف " اما هذه النكبة السوداء "21 سبتمبر" فهي احتلال نابع من حقد دفين ومتراكم مهمته تركيع اليمنيين وخنقهم وتجويعهم والانتقام منهم، ولن تنقشع هذه الغمامة المظلمة عن اليمنيين الا بالطريقة التي علمهم اياها اجدادهم في 26 سبتمبر العظيم". ويرى اقتصاديون أن ميليشيات الحوثي تسعى بالدرجة الأولى عبر حملاتها الممنهجة، لضرب وتدمير القطاع الخاص ودفع ما تبقى من التجار ورؤوس الأموال إلى مغادرة البلاد أو مغادرة مناطق سيطرتهم على الاقل، حتى يتمكن التجار الجدد الموالون للميليشيات من الاستحواذ على السوق بهدف مواصلة حربهم على الشعب اليمني والدفع به إلى حافة المجاعة.