استعرض المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن منصور المنصور، نتائج تقييم الحوادث التي تضمنتها ادعاءات تقدمت بها جهات أممية ومنظمات عالمية ووسائل إعلام، حيال أخطاء ارتكبتها قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن خلال عملياتها العسكرية في الداخل اليمني. وتطرق المنصور في مؤتمر صحفي اليوم, لما ورد في بيان مكتب المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن الصادر بتاريخ 30 /07/ 2019م بعنوان (أطفال ضمن عشرات القتلى والجرحى المدنيين إثر هجوم على أحد الأسواق في صعدة) حيث قتل وجرح عشرات الأشخاص في 29 /07/ 2019م إثر هجوم على (سوق آل ثابت) في مديرية (قطابر) بمحافظة (صعدة)، وأشارت التقارير الأولية الصادرة من السلطات المحلية أن (14) شخصاً لقوا حتفهم من بينهم (4) أطفال وإصابة (26) أخرين من بينهم (14) طفلاً, حيث أوضح المنصور أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالبحث وتقصي الحقائق من وقوع الحادثة، وبعد اطلاعه على جميع الوثائق، تبين للفريق المشترك بأن قوات التحالف لم تنفذ أي مهام جوية في مديرية (قطابر)، وأن أقرب مهمة جوية نفذتها قوات التحالف كانت على هدف عسكري يبعد مسافة (150) كم عن محل الادعاء (سوق آل ثابت).
وأضاف: "بعد الرجوع إلى الصور الفوتوغرافية لموقع الادعاء تبين للفريق المشترك وجود أضرار في السوق محل الادعاء، الأمر الذي أكدته المصادر المفتوحة وشهادة الشهود في موقع الحادثة، والتي صرحت بأن ميليشيا الحوثي المسلحة استهدفت (سوق آل ثابت ) بقذائف (هاون) وصواريخ (كاتيوشا)، هذا إضافة إلى ما أدلى به أحد شيوخ (آل ثابت) في مقابلته لأحد القنوات الإخبارية بأن ميليشيا الحوثي المسلحة استهدفت (سوق آل ثابت ) بقذائف (هاون) وصواريخ (كاتيوشا). وفيما يتعلق بما رصده الفريق المشترك لتقييم الحوادث في بعض وسائل الإعلام عن قيام قوات التحالف بتاريخ (16 / 05 / 2019م) باستهداف حي سكني في مدينة صنعاء، تسبب في وفاة وجرح عدد من المدنيين وتدمير مباني سكنية، وبناء على ما تم إحالته للفريق المشترك لتقييم الحوادث من قوات التحالف للنظر باحتمالية وجود حادث عرضي في إحدى نتائج عمليات الاستهداف المنفذة في يوم الخميس الموافق (16/05/2019م) بمدينة صنعاء, أوضح المستشار المنصور أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالبحث وتقصي الحقائق من وقوع الحادثة، وبعد اطلاعه على جميع الوثائق بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك، وجدول حصر المهام اليومي، وتقرير ما بعد المهمة، والصور الفضائية والجوية والفوتوغرافية، وتسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة، والمصادر المفتوحة، تبين للفريق المشترك أنه بناء على معلومات استخباراتية وردت لقوات التحالف عن (موقع محدد تابع لميليشيا الحوثي المسلحة) تستغله ميليشيا الحوثي المسلحة لدعم المجهود الحربي عبارة عن مبنى متعدد الطوابق يقع شمال مدينة (صنعاء) في موقع منعزل ، ويبعد عن أقرب عين مدنية مسافة (300) متر تقريباً. وبين أنه وبتوافر درجات التحقق استنادا للقاعدة العرفية رقم (16) قامت قوات التحالف عند الساعة (8:15) من صباح يوم الخميس الموافق (16 /05/ 2019م) بتنفيذ مهمة جوية على الهدف العسكري المشروع باستخدام قنبلتين موجهتين أصابت القنبلة الأولى هدفها، بينما لم تسقط القنبلة الثانية على هدفها المحدد ولم يتبين للطاقم الجوي مكان سقوطها. وأشار المنصور إلى أنه وبدراسة مراحل التخطيط للمهمة تبين للفريق المشترك أن المهمة كانت ضمن المهام المخطط لها مسبقاً ومراعاة المخططين لعدد من النقاط من ضمنها زاوية الاستهداف ونوع الذخيرة وتوقيت الاستهداف ونوعية الهدف المطلوب استهدافه وغيرها من عناصر التخطيط. وبين المنصور, أن الفريق المشترك قام بدراسة مراحل التنفيذ وتحليل ما أوضحته الصور الفضائية والاستطلاع وتسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة وما أبرزته وسائل الإعلام المختلفة؛ تبين للفريق المشترك من خلال مشاهدة تسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة خلو منطقة الهدف من تحركات الأفراد، إلى جانب أن حاوية الاستهداف للقنبلة الأولى كانت موجهة على هدفها العسكري المحدد قبل وأثناء الاستهداف، حيث أصابت القنبلة هدفها المحدد وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة، فيما كانت حاوية الاستهداف للقنبلة الثانية هي الأخرى موجهة على هدفها العسكري المحدد قبل وأثناء الاستهداف، في حين لم يرصد الطاقم الجوي المنفذ سقوط القنبلة الثانية على الهدف، على الرغم من أن حاوية الاستهداف كانت وجهة على الهدف مما يدل على أن الخلل كان في القنبلة الثانية، وبناءً على عدم سقوط القنبلة على الهدف قرر الطاقم الجوي إيقاف استكمال تنفيذ المهمة، وقام الطاقم الجوي المنفذ بإجراء تقييم ما بعد الاستهداف، وتصوير منطقة الهدف (BDA) ولم يتمكن من تحديد موقع سقوط القنبلة.
وبعد دراسة وتحليل الصور الفضائية والاستطلاع تبين للفريق المشترك أن الهدف العسكري جاء في موقع منعزل عن الأعيان المدنية، مع وجود آثار أضرار على الهدف العسكري ناتج عن استهداف جوي من القنبلة الأولى، وآثار أضرار على مباني غير متجاورة وبدرجة أضرار متفاوتة وغير (متسقة) الأثر والشكل في الموقع (محل الادعاء) وتبعد عن الهدف العسكري المحدد (2500) متر تقريباً.
وأفاد أنه وبدراسة وتحليل الصور الجوية والفوتوغرافية وما نشر في وسائل الإعلام والمصادر المفتوحة من قبل المختصين تبين للفريق المشترك بأن حجم الأضرار في المباني (محل الادعاء) لا يعكس آثار استهداف جوي بقنبلة واحدة، حيث أن تأثير القنبلة يكون محدوداً بمحيط سقوطها، كما أن الأضرار طالت مباني أخرى غير متجاورة وفي أماكن مختلفة، وبأعماق وتأثيرات جزئية غير متسقة مع آثار سقوط قنبلة واحدة.