إن لم تكون معها فأنت عدو لها، بهذه الطريقة تتعامل مليشيا الحوثي مع المواطنين القابعين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وباتت تتهم بعضهم بالعماله بعد فشلها في استقطابهم واستخدامهم وقودا لحربها العبثية. المواطن المختطف محمد يحيي حجر البالغ من العمر 38عاماً واحداً من آلاف الضحايا الذين زجت بهم هذه العصابة في سجونها ولفقت له تهم باطلة.
استخدمت المليشيات الحوثية مزرعته الواقعة بمديرية حرض في محافظة حجه قبل اختطافه منصة لصواريخها باتجاه السعودية لكنها لم تستمر طويلاً بعد اكتشافها من قبل التحالف وتم قصفها واجبر بعدها على النزوح الى منطقة بني حسن بذات المحافظة.
قضى بهذه المنطقة فترة قصيرة بعدها استدعاه ضابط الامن السياسي والذي بدوره قام بإرساله الى رئيس الجهاز بالمحافظة وتم تغييبه قسرا لمدة اربعة اشهر ولم يسمح له خلالها بالاتصال بأهله إلا مرة واحدة بعدها نقل الى سجن الأمن القومي بصنعاء وتعرض لصنوف شتي من التعذيب ابرزها تهديده بالأعتداء الجنسي اضافة الى اختطاف زوجته وابنه.
وبعد تلك الضغوطات وتحت التعذيب اعترف المختطف محمد بتهم لم يرتكبها وهي التخابر ورفع الاحداثيات بمواقع المليشيات واماكن الأسلحة الى الدول الداعمة للشرعية لقصفها وبموجبها حكمت العصابة عليه بالإعدام تعزيراً ولم تسمح حتي لمحامي الدفاع الحضور اثناء محاكمته.
انفردت المليشيات بالنطق بحكمها غير القانوني والصادر من المحكمة الابتدائية المتخصصة الخاضعة لسيطرتها بصنعاء وهو ما اعتبره كثيرون استغلال واضح للقضاء الذي تستخدمه لتهديد معارضيها بما يتنافى مع أبسط مقتضيات العدالة.
اربع سنوات واطفال المختطف محمد حجر السبعة ينتظرون عودة والدهم الا انهم فوجئوا بحكم المليشيات بإعدامه الأمر الذي ضاعف معاناتهم ومثلهم الكثير من الأطفال الذين فقدوا من يعولهم بطرق مختلفة نتيجة الحرب التي فرضتها العصابة الحوثية على اليمنيين.