لم تكتفِ مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، بتحريف مناهج التعليم الاساسي والثانوي وفتح قسم للغة الفارسية في جامعة صنعاء، وإلزام الطلبة بحضور دورات طائفية، وفرض ملازم الهاك حسين الحوثي كمقررات في اقسام الدراسة الإسلامية. فمؤخراً.. وصلت الجماعة مرحلة متقدمة من فرض عقائدها الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني، وبدأت التلاعب في درجات الدكتوراه ورسائل الماجستير، بمنح قياداتها شهادات علمية عليا في بحوث ورسائل لا تمت بالمنهج العلمي و الدراسات العليا بصلة. يوم الخميس الماضي، نظمت نيابة شؤون الدراسات العليا وقسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، مناقشة علنية لما قال إعلام الحوثيين إنها رسالة دكتوراه، مقدمة من حمود عبدالله يحيى الأهنومي. وحملت الرسالة وفق الإعلان والصور التي تداولها نشطاء التواصل الاجتماعي، وسم "سيرة الإمام الهادي يحيى بن الحسين..تأليف علي بن محمد بن عبدالله العباسي العلوي". ووفق الصور فإن رسالة الدكتوراه التي قدمها الباحث الحوثي المفترض، هي "دراسة وتحقيق" لأحد مؤلفات الحوثيين التي تحكي سيرة أحد الإئمة الاثنى عشر، والذي تزعم الجماعة بأنه كان سبب في دخول التشيع إلى اليمن. ويعتبر مثل هكذا تجريف ورسالة بعيدة كل البعد عن منهج البحث العلمي ورسائل الدكتوراه والماجستير التي يفترض أن تقدم للمجتمع شيء من العلم الجديد النافع بعيداً عن الطائفية والمناهج المنحرفة المخالفة لقيم ومذاهب المجتمع اليمني. وعلم "الصحوة نت" من مصادر مطلعة، بأن الباحث الذي نوقشت رسالته الطائفية، هو أحد القيادات الحوثية من محافظة حجة، ويعتبر أحد المرجعيات التي درست دورات في حوزات قوم والنجف خلال السنوات الماضية. ووفق المصادر فإن مقدم الرسالة الأهنومي، هو الشقيق الأكبر للقيادي الحوثي عبدالرحمن الأهنومي المعين من الجماعة رئيس لمجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والمطبوعات، وخبرته الوحيدة أنه كان مقدم برامج في قناة المسيرة التابعة للحوثيين. وانتقد نشطاء ومفكرون قيام المليشيات بمثل هكذا مناقشات طائفية في صرح علمي تابع للجمهورية اليمنية، فيما يدور النقاش عن الإمامة وأحقية سلالة من الناس بحكم الأمة والتفرد بمصالحها وأموالها. وطالب النشطاء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي باتخاذ موقف أكاديمي إزاء كل الدراسات العلمية والمؤتمرات التي تطرح على أساس سلالي أو طائفي واعتبارها في حكم الباطل، كما طالبوا بتوقيف برامج الدراسات العليا بعد استغلال الحوثيين سطوتهم المسلحة على مؤسسات الدولة في منح قياداتهم شهادات عليا دون بطرق غير شرعية.