ما بين رمضان مضى، وآخر آت، تظل العاصمة المؤقتة عدن مساحة "وجع دائم"، يعاني منها أبناء المدينة وهي التي كانت قبل أعوام قليلة، ميدانًا تركض على جنباته البهجة في مثل هذا الشهر. فمن دائرة الظلام وقتامة الليل في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي إلى هموم ومشاكل اخرى يعاني منها سكان المدينة قبل ايام من حلول شهر رمضان لهذا العام، متمثلة في "المبكيات الثلاثة": انقطاعات الكهرباء المتكررة وارتفاع أسعار السلع ووباء كورونا الذي اجتاح العالم . يقول مواطنون في تصريحات ل " الصحوة نت " ان ما وصلت إليه أوضاع الناس في عدن قبل دخول الشهر المبارك، من حال بائس، جراء الانقطاعات المتكررة للكهرباء وارتفاع اسعار السلع الغذائية واستمرار فرض حظر التجوال واغلاق المساجد يقلل من استعدادات الناس وفرحتهم بالشهر الفضيل". جائحة كورونا تقول المواطنة هبة الله في تصريحات خاصة ل " الصحوة نت " ان اكثر ما يمكن ان نفتقده خلال شهر رمضان القادم هي روحانية هذا الشهر الفضيل بسبب امتناع الناس عن اقامة صلاة التراويح وحلقات القران والمسابقات الرمضانية التي تقام كل عام في مختلف مساجد المدينة . وتضيف بأن جائحة وباء كورونا والإجراءات التي تم اتخاذها من منع اقامة الصلاة في المساجد وإغلاقها وتنفيذ حظر التجوال وذلك الأمر الذي سيفقدنا الشعور بروحانية هذا الشهر الفضيل . وأكدت ان الوضع الذي تشهده العاصمة المؤقتة عدن حاليًا كارثيا وشاهدا على عجز الجهات المعنية عن إيجاد حلول ناجعة حيال مشكلة الكهرباء ومشكلة ارتفاع الأسعار خصوصا الأمر الذي سيدخل المواطن في مأزق خطير ما لم تسارع الجهات ذات العلاقة لحل المشاكل فورًا . انقطاع الكهرباء على صفيح ساخن، تعيش العاصمة المؤقتة عدن هذه الأيام يعاني سكانها الأمرّين بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي حيث وصلت ساعات الانقطاع للتيار الكهربائي إلى اكثر من 15 ساعة يومياً الأمر الذي سيضاعف من معاناة المواطنين خلال شهر رمضان. وفي نفس السياق قال المواطن ياسر عبده احد ابناء مديرية خور مكسر في تصريح خاص ل " الصحوة نت " ان إشكاليات الانقطاعات المستمرة لخدمة التيار الكهربائي في عدن أصبحت كابوساً يتصدر هموم ومنغصات المواطنين الذين وصل بهم الحال إلى عدم احتمال هذا الوضع خصوصاً في ظل الصيف الحار وطقوس شهر رمضان. وأضاف إن استمرار عملية انقطاع الكهرباء خلال شهر رمضان، وعلى نفس المنوال المتكرر الذي أعتدنا عليه بالتعايش معه على مضض خلال الأيام العادية، زاد من غضب الناس، وضاعف معاناتهم كونه يفاقم من معاناتهم اثناء الصيام ويفسد عليهم أجواء صومهم. وأشار الى ان قضية الكهرباء أصبحت من القضايا الثانوية في كل بلدان العالم الا في بلادنا ما زالت تعتبر الكهرباء مشكلة أساسية ومعضلة حقيقية يكتوي بها كل المواطنين خصوصاً سكان المناطق الساحلية. وأكد ان أهالي عدن اصبحوا يعيشون أوقاتاً صعبة ومتواصلة من الانقطاعات المستمرة التي أفسدت على المواطنين مباهج الفرحة باستقبال الشهر الكريم، وحرمتهم من لحظات الاستمتاع بأجواء أمسياته الروحانية، وعكّرت أجواء صومهم في ظل المناخ الحار الذي تشهده عدن. ارتفاع الأسعار في الوقت نفسه يستقبل المواطنون في مدينة عدن شهر رمضان هذا العام، بموجة من الغلاء غير المسبوقة، بالتزامن مع انعدام الخدمات، وتكدس النفايات في شوارع المدينة بشكل يصادر فرحة استقبال شهر رمضان.
ويشكي المواطن العدني من تلاعب التجار بالأسعار بحجة ارتفاع العملات الأجنبية أمام العملة المحلية، وكذلك انعدام الغاز المنزلي، وبيعه في الأسواق السوداء الأمر الذي يزيد من معاناة المواطنين خلال الشهر الفضيل. من جهته قال المواطن وسيم عبد الله من ابناء مديرية كريتر في تصريح خاص ل" الصحوة نت " إن التجار يجعلون من شهر رمضان موسما تجاريا ومضاعف الأسعار بشكل غير مبرر بالرغم من انخفاض سعر الدولار أمام الريال المحلي إلا أن التجار يتلاعبون بالأسعار وبقوت المواطن دون أي رقابة. وأضاف في سياق تصريحاته انه ومع قدوم الشهر الفضيل ارتفعت الأسعار بشكل كبير، وأصبح رمضان يمثل المعاناة الحقيقة لأبناء هذه المدينة في وقت يتعامل فيه أغلب التجار مع الموطن دون رحمة ولا إنسانية في ضل استمرار غياب دور الرقابة . واشار الى ان تلاعب أسعار العملات الأجنبية وعدم وجود رقابة على التجار الكبار المتحكمين بالسوق تسبب بفوضى تجارية كما وصفها حيث اصبح كل تاجر يبيع كما يريد، فلو وجدت الرقابة الصارمة لتحسنت الأمور بشكل كبير.