رأت صحيفة"الخليج" الإماراتية في افتتاحيتها اليوم الأربعاء,أن رفض صالح المتكرر بالتوقيع على المبادرة الخليجية والقبول بالحل السلمي يوضح استمراره فيما وصفته ب"لعبة",المناورة والالتفاف على المبادرات والوساطات التي قدمت في هذا الشأن. وانتقدت الصحيفة بشدة محاولة النظام البقاء في الدوامة نفسها رغم ما قد يؤديه ذلك السلوك إلى تهديد لوجود البلاد برمتها على حساب بقائه في الحكم.
وقالت تحت عنوان" اليمن والمناورات المكشوفة",إن النظام يهدف من وراء ذلك إلى إبقاء جميع اليمنيين ومن يعنيهم أمر اليمن في إشارتها إلى دول الخليج والمجتمع الدولي إلى كسب الوقت وتيئيس من هم في الشارع مطالبين بالتغيير وانتظار تطورات أو متغيرات تبدل المشهد في المنطقة وتحول الاهتمام إلى ملفات أخرى.
وفي حين أوضحت الصحيفة أن هذا الأسلوب المكشوف هو ديدن أهل النظام منذ أن اندلعت الأزمة في اليمن قبل أشهر،نبهت في المقابل إلى أن البلد يعيش وضعاً صار أقرب إلى الانهيار،مستندة إلى التقارير والمواقف الصادرة عن المنظمات الإنسانية وعن الوسطاء،التي تتحدث عن ملايين يعيشون في بطالة أو تحت خط الفقر، وعمن يعانون سوء تغذية كما حال الصومال، على ما تقول "اليونيسيف" .
وتعتقد الصحيفة أن الأخطر ليس ما يتعلق بالوضع الاقتصادي والإنساني فقط،وإنما تذهب إلى ابعد من ذلك لتقول إن " ثمة من يذهب أكثر إلى التحذير من خطر فوضى عامة، وخطر حرب أهلية تعصف بما تبقى من اليمن، وتهدّد وحدته وتردّه عقوداً إلى الوراء".
وتتابع:"شهور انقضت، دماء وخراب وتفتيت يزداد منسوبها، يوماً بعد آخر، ولا شيء ينفع في تغيير نهج النظام في التعاطي مع الأزمة والحلول المطروحة للخروج منها، وإحداث نقلة نوعية لليمن على أرضية وقف النزف وبلسمة الجراح وإحداث تغيير في أسلوب إدارة البلاد بالشكل الذي يحصّنها ضد أية هزات جديدة ".
الصحيفة تخلص في الأخير إلى التذكير بان اليمن يدخل في دوّامة تهدّد بضياعه،وهو ما يتعين على اليمنيين إيجاد حل واعٍ وحكيم ينقذ بلدهم مما يعيشه ومما يتهدّده، وينهي أية مناورات أو ألاعيب أو أحابيل تدفع البلد إلى هاوية لا خروج منها،مشيرة إلى أن المبادرة الخليجية هي خشبة الخلاص التي قُدّمت ومن شأنها المساعدة على تفادي الغرق والوصول إلى بر الأمان .