حضرموت .. نجاة قيادي في تشكيلات مسلحة غير رسمية من محاولة اغتيال    صنعاء .. احتفالية إصدار "دليل السراة" للكاتب مصطفى راجح    صنعاء .. احتفالية إصدار "دليل السراة" للكاتب مصطفى راجح    رسمياً.. بيرلو مدرباً ل«يونايتد» الإماراتي    نقابة الصحفيين بتعز تدين الاعتداء الوحشي على الزميل الحمادي وتدعو لضبط الجناة    الحوثي:الوسيط الامريكي في مفاوضات غزة ليس نزيها    الثوابتة : مشاهد الحشود اليمنية تؤكد أننا لسنا وحدنا    جمعية ساحل تهامة تستكمل التجهيزات لزراعة 160 ألف شتلة مانجروف في سواحل الحديدة    تصعيد خطير في وادي حضرموت بعد اعتقال قائد نقطة العطوف.. وأصابع الاتهام ل "بن حبريش"    قرارات الرئيس الزبيدي الأخيرة... ماذا تعني لشعب الجنوب؟    مانشستر سيتي يتفق على صفقته 12 في 2025    تفاصيل جريمة قتل الملازم السيباني في مخيم بن حبريش    حين تصبح الحياة... انتظارًا طويلًا لشيء لا يحدث    اليمن يرحب بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين    الإعلامي الحكومي بغزة : 122 شهيداً بسبب المجاعة في قطاع غزة بينهم 83 طفلاً    احياء ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي في رواد السلام    عدن .. البنك المركزي يوقف تراخيص 5 منشآت صرافة    عاجل: شباب قبائل آل جابر يقطعون طريق نقل الوقود في نقطة العطوف بمديرية ساه النفطية    صورة مؤلمة من تعز    ريال مدريد يجهز عرضًا ضخمًا لضم رودري    خبير أرصاد: تغيرات مرتقبة في الطقس توقعات بتوسع الأمطار ونوجة غبار قادمة من الشرق    تساؤلات حول تزامن انقطاع الإنترنت في اليمن مع انقطاع خدمة "ستارلينك" وغياب التوضيح الرسمي فتح الباب للتكهنات    وكيل محافظة صنعاء يتفقد سير العمل بمؤسسة الفتح للإنتاج والتسويق الزراعي    تأملات ومراجعات في الشعر الشعبي التهامي اليمني: من الغناء إلى الغضب – للشاعر حميد عقبي    والدهم ينتظرهم على الرمال.. غرق ثلاثة أشقاء في المكلا    الصين تتوقف عن استيراد النفط الأمريكي لأول مرة منذ 3 سنوات    ريال مدريد يمدد عقد قائد السلة    رسميّا.. أتلتيكو يتعاقد مع هانكو حتى 2030    «جراحية» تغيّب تير شتيجن 3 أشهر    اليابان تبتكر ألواحاً شمسية تعادل قوة 20 مفاعلاً نووياً    مركز الراهدة الجمركي يحبط ثلاث عمليات تهريب كمية كبيرة من الأدوية    حليب القمر.. مشروب سحري للاسترخاء والنوم العميق    البعثة الأمريكية للتنقيب عن الآثار أمام مدينة شبام    إجراءات اوروبية مضادة للرسوم الأمريكية بقيمة 93 مليار يورو    اكتشاف مقبرتين داخل "أهرامات" في بولندا!    نيوكاسل يكشف سبب غياب إيساك عن جولة آسيا    فواكه فعّالة في خفض الكوليسترول وتحسين صحة القلب    الفريق السامعي يدعو للاسراع بإعادة فتح طريق رئيسي تربط بين محافظتي عدن وتعز    وفاة أسطورة مصارعة المحترفين الأمريكي هالك هوغان    انفجارات في منطقة عسكرية بمحافظة لحج    ترامب ينفي رغبته في "تدمير" شركات ماسك    متوسط أسعار الذهب في صنعاء وعدن الخميس 24 يوليو 2025    هلال الإمارات يضيء موسم "نجم البلدة" بفعاليات إنسانية وتنموية في حضرموت    البنك المركزي يوقف تراخيص خمس منشآت صرافة جديدة بسبب المخالفات    أيهما يساعد على إنقاص الوزن.. المشي قبل الأكل أم بعده    وزارة التربية تعلن نتائج اختبارات شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2025/2024م    تحول بيوت أهالي عدن إلى أفران محرقة جراء انقطاعات الكهرباء    درع الوطن يسحق أوكار ثلاثي الشر في المهرة والعبر    وفاة شخصين واصابة آخرين اختناقا داخل بئر في تعز    بذور اليقطين.. الوصفة الكاملة من أجل أقصى فائدة    إعادة فتح عيادة د. ليالي عكوش: انتصار للعدالة وفضح الفساد    تواصل الاحتجاجات بالمكلا    وفاة مغترب يمني بسبب جرعة زائدة من الماء    جبر الخواطر يكفيك شر المخاطر:    جريمةُ ظليمينَ البشعةُ تهزُّ شبوةَ    في كلمته بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام .. قائد الثورة : موقفنا ثابت في نصرة الشعب الفلسطيني    فتى المتارس في طفِّ شمهان .. الشهيد الحسن الجنيد    السيد القائد: نحيي ذكرى استشهاد الامام زيد كرمز تصدى للطاغوت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور "عارف أحمد علي" وعدن التي لا تنسى أبناءها
نشر في الصحوة نت يوم 28 - 05 - 2020

تبتسم البنايات العتيقة على جنبات شارع "مدرم" بمدينة المعلا في عدن بمناسبة العيد كما هو الحال لقهقهات أطفال المدينة وأناشيد مناراتها العنقاء إلا أن الحزن كان بادياً على منزل طبيب عدني فقدت أسرته أغلى من عندها.
الدكتور "عارف أحمد علي"، بكت المدينة لفراقه في "27" رمضان؛ 20 مايو، بعد أن ألم به المرض وألجأه إلى أحد أقسام مستشفى مأرب العام ليفارق الحياة بذات المرض الذي عمل على مكافحته لسنوات في عدن قبل أن يهجر منها عنوة.
ما إن أُعلن عن تشييع جثمان الدكتور عارف في محافظة مأرب حتى احتشد الناس لوداعه ووارت جثمانه الثراء بمقبرة الشهداء بالمحافظة؛ حيث كتبت نهاية رجل أخطأته السيارات المفخخة في عدن ليدركه داء الملاريا بمأرب.
للمُعلا ذكريات مُؤلمة بالنسبة للدكتور عارف وأسرته ما تزال آثاراها قائمة حتى اليوم؛ ففي صبيحة "31" يوليو من العام 2018م انفجرت سيارة الرجل الذي يعمل في مجال السياسة إلى جانب كونه طبيباً، ونجا من الموت بأعجوبة فيما ابنه الوحيد "أحمد" لينجم التفجير عن بتر إحدى رجليه من الفخذ، وأظهرت الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام للطبيب أثناء قيامه بإسعاف ولده بالتزامن مع اشتعال السيارة كمادة صحفية تحمل الغرابة والصدمة كتب عنها الكثير من الصحفيين.
لم يكن أحد متطوعي "الخوذة البيضاء" بل كان أباً يسعف ولده الوحيد والدماء تمطر من جسده، حمل ابنه ذا "19" عاماً إلى رصيف الشارع وأنقذه من الموت، وخسر القاتل خطته للإيقاع بالقيادي في حزب "التجمع اليمني للإصلاح".
قبل ذلك، وتحديدا فجر الأربعاء بتاريخ "11" أكتوبر من العام 2016م، لم تتورع إدارة أمن عدن عن مداهمة منزل الدكتور عارف بمدينة القلوعة واختطافه مع عدد من قيادات وقواعد حزب "الإصلاح"، وأعلنت لذلك العديد من المبررات التي اثارت يومها السخرية لدى الرأي العام، وأجبرت إدارة الأمن على إطلاقه مع رفاقه.

في السجن الذي لا يعلم المخفيون حينها مكانه؛ والذي يفتقر لأبسط مواصفات السجون ونتيجة لإصابة القيادي الآخر "محمد عبدالملك" بصمامات القلب كان الدكتور عارف يتولى إسعافاته الأولية بإجراءات طبيعية، وهو زميله الذي شغل يوماً منصب مدير مكتب محافظ عدن الأسبق، وما إن أستجوبه المحققون لم يتلعثم ووقف صلباً مردداً " أنا أمثل حزب سياسي معروف له ما له من نصوص الدستور في بلد يضج بالتعددية فبأي حق تحاكمني"؟
كانت الاعتقالات لقيادات "الإصلاح" لها ما بعدها، فقد شهدت المدينة تحريضاً مسعورا حُشدت له العشرات من وسائل الإعلامية، والمئات من الصفحات الممولة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي خصصت بدرجة رئيسية لشيطنة حزب سياسي منضو تحت راية الشرعية، وأعقب ذلك اقتحامات لمقرات الحزب وإحراقها ونهبها وموجة اعتقالات ومداهمة للمنازل، بل وتصفية قيادات بعيارات نارية وكاتم الصوت ونسب تلك العمليات لمجهولين هم في الحقيقة معلومون.
كان الدكتور عارف ذو ال"58" عاماً وهو عضو عن المجلس المحلي في القلوعة، يعي أنهم قد كشروا عن أنيابهم بوجه الحياة السياسية بعدن، وكان قارئا جيدا للأحداث وله صوت مسموع؛ فشهدت السنوات الخمس الأخيرة محاكم تفتيش أخرى بحق رجال المقاومة وأعضاء الإصلاح وخطباء المساجد والقضاة ورجال الأمن وعسكريين.
كان الطبيب بحسب الأهالي أول من بدأ بحملة طبية وإسعافات أولية من خلال إدارته للمجمع الصحي بالقلوعة إبان معارك تحرير عدن من مليشيا الحوثي في 2015م، ورغم إدارته للمجمع كان طبيباً جراح يقدم خدماته للعامة حيث كان المجمع يستقبل حالات الإصابة للجرحى مجرياً عمليات جراحية للمصابين حيث شغل بعدها المسؤولية عن حملات الرش والتعقيم بمحافظة عدن لدى مركز الملك سلمان عقب تفضي الأمراض والأوبئة.
مات الدكتور عارف وهو أمين لنقابة الأطباء بعدن والتي انضم لها في 1995م، وإلى جانب ذلك هو عضو المجلس المحلي بمحافظة عدن عن القلوعة بين الفترة "2001 _ 2006"م فهو من مواليد 1962م وأب لأربعة أولاد ثلاث بنات وإبنسبق له أن تخرج من كلية الطب بجامعة عدن في 1985م وهو من ابرز الكوادر الطبية على مستوى محافظة عدن وانتخب لعضوية شورى "الإصلاح" بالمحافظة في 2007م.
ردود فعل سكان عدن يوم اختطافه، ثم يوم محاولة اغتياله، كانت دليلاً كافياً على ما يحظى به الرجل من حب لديهم، ورغم تهجيره عن عدن قسرا وانه عاش بعيدا لنحو سنتين، إلا أن إعلان وفاته كان صدمة جديدة، وقدم دليلاً على عمق محبة الناس للفقيد الراحل، وتلك هي عدن التي لا تنسى أبناءها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.