شاءت إرادة الله عز وجل أن يدخل اليمنيون عامهم الهجري الجديد بنفس جديد وروح جديدة تشكلت هذه الروح بعد تمكنهم من قطف الثمرة الأولى من ثمار ثورتهم المباركة والمتمثلة في إجبار رأس النظام على التنحي عن السلطة بعد تشب امتد ثلاثا وثلاثين سنة لفترة طويلة كانت لها بداية ولم تكن لها نهاية لولا رياح التغيير العاتية التي ساقها الله من أقصى المغرب العربي لتصل إلى أقصى المشرق فتقتلع عروش الطغاة الواحد تلو الآخر , وبرغم كل محاولات الهروب والتصدي لهذه الريح إلا أن صالحا وقع أخيرا في مهبها . ندرك تماما حجم التحديات التي لازالت تواجه قوى التغيير في اليمن لكننا وبكل صدق ازددنا يقينا بأن قادة التغيير في اليمن كانوا أكثر حنكة ودهاء بل باتوا أكثر دراية ومقدرة على تحمل مسؤولية صناعة المستقبل، لقد استطاعوا أن يجرعوا النظام من نفس الكأس التي كان يجرعها الآخرين لقد دخل النظام وأركانه بالمبادرة الخليجية وهم قد خرجوا منها ,والله يعلم ما يبيتون ,دخلها هروبا من ضغط الثوار معتقدا بأنهم سيرفضونها بيد أنه بمجرد أن ادخل حبل المبادرة إلى عنقه إذ بقيادة المعارضة تسارع فتمسك الحبل من طرفه ,وتجره اليها وهو يتخبط يمينا وشمالا ليبحث عن مخرج من هذه المبادرة التي اختارها وهوغير مريد لها فلا يجد إلى ذلك سبيلا وما زالت به إلى أن ارضخته للتوقيع والتنحي . صحيح أن هدفا واحدا من أهداف الثورة هو الذي تحقق لكنه ليس صغيرا بل هو كبير سيترتب عليه تحقق كافة أهدف الثورة . إن قيادة المعارضة و المجلس الوطني للثورة يدركون ذلك تماما ولم يزعموا أو يزعم أحد منهم بأنهم قد حققوا كامل الأهداف بل يؤكدون بأن الثورة لا زالت مستمرة حتى تحقق كامل أهدافها وجهود الثوار لا بد ان تتواصل وتتكامل سلميا بمختلف مواقعهم وتخصصاتهم سواء ثوار الساحات والميادين أم ثوار السياسة أم ثوار الجيش والقبائل. لقد أشرقت شمس الدولة اليمنية الحديثة عندما دخلنا عامنا الجديد بدون صالح وستكون أكثر إشراقا عندما يحل فينا العام بدونه وبدون أركان نظامه, نعم ولى التوريث وإلى غير رجعة ,ورحل الفساد وإلى الأبد ,وقلع الاستبداد غير مأسوف عليه, لكن مع هذا لا بد من إحكام سفينة الثورة فالعقبة كؤود ولا بد من حمل الزاد فالسفر طويل ولا بد من إخلاص العمل, فالناقد بصير ,ولابد من الاعتصام بحبل الله المتين ,ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم .....