في إطار دعمها السياسي والعسكري المستمر للميليشيات الحوثية الانقلابية في اليمن، عينت طهران سفيراً معتمداً لدى مليشيات الحوثي في صنعاء، وهو ما أثار استياء واسعاً في الشارع اليمني، بالتزامن مع دعوات للشرعية للرد على هذه الخطوة العدائية من قبل طهران. وتحاشت طهران الاعتراف الرسمي المباشر بالمليشيات الحوثية طيلة سنوات، قبل أن تقوم الاخيرة في أغسطس (آب) 2019، بتعيين القيادي المقرب من زعيم المليشيات إبراهيم الديلمي سفيراً مزعوماً لها في طهران، وتقوم الأخيرة بالاعتراف به وتسلمه مقرات السفارة اليمنية. وجاء إعلان طهران أمس (السبت)، في تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، نقلتها عنه وكالة أنباء «فارس»، قال فيها إن «السفير الإيراني الجديد لدى اليمن حسن إيرلو وصل إلى صنعاء»، ووصفه بأنه «سفير فوق العادة ومطلق الصلاحية». وفي حين لم تكشف إيران عن الطريقة التي وصل بها إيرلو إلى صنعاء، أفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأنه وصل على متن طائرة عمانية نقلت الأربعاء الماضي، 283 جريحاً حوثياً كانوا يتلقون العلاج، بحسب الشرق الاوسط. ويتهم ناشطون يمنيون الأممالمتحدة وطائراتها بتسهيل وصول القادة والخبراء الإيرانيين إلى اليمن للمساعدة في تثبيت حكم الانقلاب والإسناد العسكري ونقل تقنيات تصنيع المتفجرات والتدريب على تجميع قطع الصواريخ والطائرات المسيرة المهربة. ويقول الناشطون اليمنيون إن على الحكومة الشرعية الرد على الخطوة الإيرانية التي رأوا فيها انتهاكا للسيادة وإصرارا من قبل طهران على إطالة أمد الحرب وانتهاك القوانين والقرارات الدولية. يشار إلى أن الحكومة اليمنية كانت طلبت من مجلس الأمن الدولي إدانة تصرف النظام الإيراني على خلفية قيامه بالاعتراف بحكومة الانقلابيين الحوثيين وتسليم السفارة اليمنية في طهران وبقية المقرات الدبلوماسية إلى الجماعة الحوثية. واعتبرت البعثة اليمنية لدى الأممالمتحدة في رسالة قدمتها العام الماضي إلى مجلس الأمن أن ما قامت به طهران يعد «خرقاً لالتزامات إيران الدولية بموجب ميثاق الأممالمتحدة واتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية وقرار مجلس الأمن 2216». وكان اليمن قطع علاقته الدبلوماسية مع طهران بتاريخ 2 أكتوبر (تشرين الأول) 2015 وطالب النظام الإيراني، بمراعاة أحكام المادة 45 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية للعام 1961 وحماية مقر البعثة الدبلوماسية للجمهورية اليمنيةبطهران وأموالها ومحفوظاتها».