أطلق نخبة من المثقفين والمبدعين اليمنيين داخل الوطن وفي المهجر نداءً عاجلاً وداعي قبلي لقبائل اليمن قاطبة يدعوها فيه لعدم المشاركة في الاعتداءات البربرية التي تتعرض لها مدينة تعز وإعلان البراءة ممن يشاركون في هذه الجرائم المستمرة والتي يهدف من خلالها بقايا نظام صالح إلى دفع أبناء تعز لتبني خيارات غير خيار السلمية الذي ينتهجونه ويجيدونه. وخاطب المثقفون والناشطون الذين تنادوا لإطلاق داعيهم عبر وسائل الإتصال وصفحات الانترنت من قبائل اليمن قاطبة منطلقين في خطابهم هذا من "داعي الأخوّة و القبيلة والوطنية و الإنسانية" طالبين منهم سحب أبنائهم المنتسبين لقوات صالح الغاشمة المعتدية في تعز وإعلان موقف واضح ممن سيستمر منهم في غيه ومشاركته العدوان على محافظة تعز التي لم يرَ اليمن منها إلا كل خيرٍ وعطاء, وإعلان البراءة من المشاركين في هذه الجريمة التاريخية. وأشار الناشطون والمثقفون في بيانهم أو ندائهم إلى أن محافظة تعز ظلت "تدفع الثمن الباهظ من دماء أهلها وممتلكاتهم و دورهم و أمنهم وسكينتهم ولم تحظَ بالتقاط أنفاسها من القصف البربري الجبان من قبل قوات صالح ، والذي طال أحيائها المكتظة بالسكان حتى في لحظات توقيع المبادرة الخليجية مساء 23 نوفمبر الماضي، وهذا القصف الحاقد والمتمادي منذ بدايات الثورة ما زال مستمرا حتى كتابة هذا النداء", مؤكدين أن هذا العدوان والعنجهية المستمرة هي محاولات يائسة لجر أبناء تعز إلى خيارات غير سلمية ولأن تعز " كانت ولازالت و ستظل عصية على الإذعان لجبروت الطغيان الأسري الحاقد". وأوضح الموقعون على هذه الوثيقة أن تعز الباسلة بأحرارها وحرائرها قادرة على مواجهة كل هذه الاعتداءات البربرية وأنهم في ندائهم لا يناشدون قبائل اليمن نصرة أو دعما لتعز إنما بكف أيدي المشاركين أو إعلان موقف منهم إن لم ينسحبوا. إلى ذلك قالت الأديبة والناشطة الحقوقية سارة رشاد الياسين – منسقة النداء – أن هذه الحملة هي صرخة ضد العنف والموت الذي تحول إلى عملية ممنهجة ومستمرة ضد مدينة تعز منذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة الشبابية السلمية الشعبية والذي ما زال يطال أحياء تعز وسكانها المدنيين حتى بعد توقيع المبادرة الخليجية والبدء بتنفيذ مسارها السياسي الذي يفترض توقف القصف والقتل اليومي.
وقالت المهندسة سارة الياسين في تصريح للصحوة نت : هذه الصرخة ربما لن توقف المدافع، لن تمنع الموت.. لكنها على الأقل ستشعر من يدرج اسمه إنه لم يقف متفرجا وصامتا.. فالسكوت على الدمٍ دم. وأوضحت سارة الياسين في حديثها للصحوة نت أن اختيار القبائل ليتم توجيه النداء إليهم جاء لعدة اسباب "أهمها أن القبائل ما زالت تشكل النسبة الأعظم من نسيج الشعب اليمني وبالضرورة ستشكل النسبة الأكبر من قوات الجيش والأمن المشاركة في قصف تعز، إضافة لأن القبيلة ما زالت آخر معاقل الفضيلة والنخوة في مجتمعاتنا العربية, متوقعة أن أن هذا النداء سيلامس النخوة والشهامة في ضمير هذه القبائل ويدعوها لسحب ابناءها والنأي بهم عن هذه الهمجية والبربرية الموجهة ضد مدينة تعز." وعن الحملة التي لم يتجاوز عمرها - حتى ساعة كتابة الخبر - الأربعة والعشرين ساعة، قالت سارة رشاد أن الإقبال عليها جيدا والأسماء في تزايد , كما دعت المثقفين والصحفيين إلى نشر النداءبشكل واسع ليكون صدى الصرخة أكبر. ولاحظت منسقة النداء وفقا لحديثها ل"الصحوة نت" أن أغلب الموقعين هم من التقنيين والحرفيين وأساتذة الجامعات، وهذا مهم وذو عمق اجتماعي، أضافة لتنوع انتماءات الموقعين من كافة أرجاء اليمن". ودعت سارة الياسين إلى توسيع الحملة وإيصال هذا النداء إلى زعامات ومشايخ القبائل ودعت كل من لديه صلة أو معرفة بأحد من هذه القيادات الاجتماعية أن يقوموا بإيصال الرسالة إليهم وشرح فكرتها وأسبابها. وتمنت الياسين أن " ينضم للنداء أكبر عدد من المثقفين والناشطين ليفهم هذا النظام إن أي مدينة يمنية تخصنا جميعا وإن تعز محمية بابناء اليمن وحبهم لها". وقع على البيان كل من : 1- مروان التميمي