باتت جرائم الألغام الحوثية بحق المدنيين في الجوف، حوادث تتكرر وضحاياها يتحولون إلى ارقام دون أي رادع لإيقافها، تصاعدت هذه الجرائم بشكل كبير مؤخر يزيد من فزع المواطنين والمسافرين، رغم هذه الجرائم لم تلتفت المنظمات الحقوقية والمهتمين بحقوق الانسان لإدانة تلك الجرائم، نحو عشرين مدني سقطوا ضحايا في أسبوع واحد والمئات قضوا بآلة الموت الحوثية فيما بقي العشرات من المدنيين بإعاقات دائمة جراء زراعة المليشيا للألغام واستمرارها في ذلك دون أي اعتبار لما يمكن ان تلحقه من اضرار بالمواطنين. في هذا التقرير سلطنا الضوء على تصاعد تعرض المواطنين لانفجارات الألغام الحوثية خلال الفترة الأخيرة، واثارة الأسئلة عن غياب أي دور رسمي او حقوقي لإيقاف هذه الجرائم التي تغتال الأبرياء يوميا او الحد منها. فاتورة الضحايا يدفع المدنيين بالجوف فاتورة باهضه جراء زراعة المليشيا الحوثية الألغام بطريقة عشوائية في المناطق الزراعية والرعي والطرق العامة، وفي اخر إحصائية لمكتب حقوق الانسان بالمحافظة في ديسمبر 2019 فقد بلغ الضحايا 575 مدني منهم 190 قتيل و385 إصابة بينهم أطفال ونساء كان ذلك قبل عام، يضاف له إحصائية الضحايا الذين سقطوا من ديسمبر 2019 حتى نوفمبر 2020م، وهي الفترة التي تصاعدت فيها جرائم الألغام الحوثية بشكل مهول جداَ. اللجنة الحقوقية التابعة للسلطة المحلية بمحافظة الجوف أصدرت الثلاثاء 24 نوفمبر الحالي بيان قالت انها تلقت بلاغات بتعرض مدنيين لانفجارات الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي أدت لتعرض 20 مدني لحالات قتل واصابة منها 3 حالات قتل و17 إصابة بينهم 3 أطفال 12 نساء وتضرر ثلاث سيارات خلال الأسبوع الماضي. نماذج من ضحايا الألغام بالجوف في عملية رصد إعلامية لحوادث انفجار الألغام من الفترة 13 اكتوبر حتى 21 نوفمبر الحالي تبين حصول ست حوادث انفجار للألغام منفصلة الأولى في 13 أكتوبر انفر لغم ارضي بسيارة المواطن محمد عكروت الشاعري في الخط الرابط بين مارب ومنطقة اليتمة شمالي الجوف، أدت الحادثة لاستشهاد السائق محمد عكروت إصابة اثنين اخرين هما محمد حمد الشاعري ، وعلي لشيب الشاعري، لم يمر سوى ثلاثة أيام حتى ينفجر لغم ارضي بشاحنة المواطن حسن هيجان وهي محملة أسطوانات غاز. وفي 14 نوفمبر انفجر لغم ارضي من مخلفات المليشيا بسيارة المواطن سعيد بن مقعس وهم في طريقة الى وعليها ستة اشخاص من النساء والأطفال ما أدى لاستشهاد زوجة سعيد واصابة السائق وخمسة من افراد اسرته بينهم أطفال ونساء، وفي 20 نوفمبر استشهد المواطن مبخوت القح وأصيب اثنين بانفجار لغم ارضي بسيارتهم اثناء عبورهم من الطريق الصحراوي الواصل بين الرويك والحزم، وبعدها بيوم واحد استشهد المواطن علي مبارك دشلان وأصيب نجله بلغم ارضي بوادي هراب شمالي حزم الجوف هذه نماذج من ضحايا الألغام الحوثية التي باتت تمثل هاجس خوف لدى المواطنين. الألغام وعدوانية المليشيا زرعت المليشيا نحو 2 مليون لغم ارضي بحسب منظمات حقوقية ولا زالت تزرع آلاف الألغام بطريقة عشوائية، في محافظة الجوف يسقط مواطنين أبرياء بين حين واخر في مناطق متعددة من المحافظة، ورغم تجريم القانون الدولي لاستخدام الألغام الا ان مليشيا الحوثي تضرب بالقانون الدولي عرض الحائط، توفيق الحميدي رئيس منظمة سام يقول أن الألغام في اليمن تعتبر احدى كوارث الحرب الدائرة من ست سنوات ورغم ان اليمن موقعة على اتفاقية (اتاوا) بشأن الألغام الفردية الا ان الحوثيين يزرعون الألغام في كثير من المحافظات خاصة تلك التي لا يمتلكون فيها حاضنة شعبية مثل تعزوالجوف والحديدة ولحج، وضحايا الألغام بصورة يومية. ويؤكد الحميدي أن الجوف من المحافظات التي انهكتها هذه الألغام وازدادت حوادث انفجار الألغام بالمدنيين خصوصا بعد سيطرة الحوثيون على مركز المحافظة وزرع الألغام في الطرق العامة وبطريقة عشوائية. تعمّدت مليشيا الحوثي هذه الجرائم غير مبالية بالضحايا او القانون الذي يجرم زراعة الألغام ما يضع تفسير وحيد لسلوك هذه المليشيا العدواني كما يصف ذلك الناشط الحقوقي في محافظة الجوف مبخوت عذبان " تكرار ممارسة الحوثيين واصرارهم على ارتكاب الانتهاكات يعود لتركيبة المليشيا العدوانية والتعبئة الفكرية والعقائدية التي تدفعهم لمزيد من القتل والإيذاء بحق المدنيين. ويضيف عذبان " إن غياب العدالة والقانون والضغط الدولي للقيام بواجبه الانساني ومحاسبة ومسائلة المنتهكين وتقديمهم للعدالة وايضا غياب روح الانسانية والوطنية والاخلاق التي تمارس وتففن بقتل، وتعذيب الناس جعل من مليشيا الحوثي تتمادى في ارتكاب انتهاكاتها دون رادع. الجوف.. جرائم لم تتوقف؟! مع كل جريمة ترتكبها المليشيا الحوثية بحق المدنيين يتساءل الكثير اين دور المنظمات الحقوقية ؟! الألغام المجرمة دوليا لاتزال مليشيا الحوثي تواصل زرع الألغام، وتحصد أرواح الأبرياء كل يوم، فيما يبدو انه استهتار بدور هذه المنظمات، وحقيقة تأثيرها في إيقاف هذه الانتهاكات؟ او ما يمكن ان تقوم به من دور في تحريك المجتمع الدولي للضغط على الحوثي وإيقاف هذه الجريمة، التي تكتفي بالإدانات، يشير مبخوت عذبان الناشط الحقوقي في الجوف إلى أن ادانات وتقارير المنظمات المحلية والدولية تبقى حبر علي ورق اذا لم تقم ومعها احرار العالم بطرق ابواب العدالة والقضاء ومحاسبة كل من نهب واعتدا وهدد وعرض حياة المدنيين للخطر. كما أن هناك دور لابد من تكثيف العمل فيه ويقع على عاتق الجهات المعنية وتضافر الجهود الرسمية والدبلوماسية لإظهار هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها. رئيس منظمة سام توفيق الحميدي يؤكد ما طرحه عذبان في أن جرائم الألغام تستوجب المحاسبة وتحرك المجتمع الدولي بهذا الخصوص لأنها تعد من جرائم الحرب ومخالف للاتفاقيات الدولية. ضحايا الألغام الأكثر تعتبر محافظة الجوف من اكثر المحافظات التي يسقط بها مدنيين بالألغام الحوثية يوم لكن هذه الجرائم لا تلقى حقها من الإدانة والاستنكار وأيضا من التوثيق وايصالها الى المنظمات والمحافل الدولية، وهذا يجعل المسؤولية تقع على عاتق منظمات المجتمع المدني المختصة بهذا الجانب كما تقع على عاتق الجهات المعنية بالحكومة والسلطة المحلية. يقول طارق السعيد وهو ناشط حقوقي واعلامي في الجوف أن الجهات المعنية والمهتمة بحقوق الانسان قصرت ويضيف نلاحظ عدم وجود عمل حقوقي بقدر الانتهاكات التي تحدث من قبل المليشيا الحوثية والتقصير هو محلي ومركزي طبعا إذ لا نجد لوزارة حقوق الإنسان اي تحرك بهذا الخصوص وهذا شيء مفزع حقيقة كذلك مكتب الوزارة بالمحافظة لا يعمل على تدويل هذه الانتهاكات ولا حتى لإظهارها للرأي العام بالوجه الذي تبدو عليه تلك الانتهاكات.