جمعة جديدة أداها اليمنيون اليوم تحت شعار " الاستقلال",احتفاء بالذكرى ال44 لاستقلال جنوب الوطن عن الاستعمار البريطاني وتأكيدا على الاستمرار في ثورتهم لرحيل الاستبداد العائلي لنظام صالح. وتأتي هذه المناسبة هذا العام ,واليمنيون في ساحات الحرية والتغيير يواصلون ثورتهم التي أطاحت برأس النظام بانتظار فرحتهم بسقوطه الكامل. في 30 نوفمبر من عام 1967 تمكن الثوار في جنوب الوطن ومعهم إخوانهم من الشمال بالانتصار على إمبراطوريه قيل عنها أنها "لا تغيب عنها الشمس",,لكنها افلت إلى غير رجعة وتحرر الجنوب ونال استقلاله في هذا التاريخ برحيل آخر جندي . وتكريما لهذه المناسبة وتخليدا لشهدائها الأبطال, كان عنوان جمعة اليوم في عموم ساحات الثورة في 18 محافظة يمنية مرتبطا بهذا التاريخ,وهي رسالة يقول الثوار إنهم يستلهمون تاريخهم منها ليكون وقودا يخلصهم من ربقة الاستبداد المحلي. في العاصمة صنعاء,احتشد نحو مليون من ثوار ساحة التغيير وأبناء العاصمة صنعاء في شارع الستين في عيد حريتهم الأسبوعي ,وسط حضور جماهيري مليوني أدوا فية صلاة الجمعة ومارسوا طقوسهم الثورية كما يفعلون دائما. جاء خطيب الجمعة من محافظة لحج في الجنوب,ليؤكد الجميع أن الثورة ضد المستعمر الأجنبي كما هي الثورة اليوم ضد الاستبداد الداخلي,اشترك فيها اليمنيون في الشمال والجنوب على حد سواء. استهل الخطيب حديثة مذكرا الحضور بمصير صالح ,وكيف انه أقصى الشركاء ,فكان جزاؤة من نفس العمل,حين قام الشعب لاسقاطة. قال الشيخ عز الدين السروري, إن صالح لم يوقع على المبادرة من اجل اليمن أو العالم طوعا,وإنما بضغط الثورة مجبرا. وبعث الخطيب برسالة إلى مجلس الأمن الدولي ,دعاة فيها إلى أن يقوم بواجبه في محاكمة رأس النظام في اليمن ومساعديه من اغتصبوا السلطة ونهبوا الثروة وقتلوا اليمنيين. وأكد السروري في سياق حديثة أن :"الثوار حراس الثورة والوحدة ولن نقبل بعد اليوم أن يسرقها منا مشروع العائلة وهدم مشروع الوحدة". وأثناء ذلك,لم ينس الثوار تعز الجريحة وما تتعرض له من عدوان على يد قوات صالح,وصدحت حناجرهم تهتف لتعز وثوارها وتندد بمجازر صالح هناك وتتوعده ومعاونيه بالعقاب. أما في محافظة إب فقد أدى مئات الآلاف صلاة جمعة "الاستقلال ", في ثلاث ساحات في هي خليج الحرية بالمدينة والقاعدة ويريم,وسط تأكيد على الاستمرار حتى تحقيق كامل أهداف ثورتهم. وقال خطيب الجمعة عبد الله عبد اللطيف, إن " ثورتنا مستمرة حتى قلع كل الظلمة والمستبدين ومحاكمة صالح وأعوانه ",مترحما على شهداء تعز الأطهار . واستنكر الخطيب هذه الهجمة الشرسة على هذه المحافظة الحالمة وذكر الحرس العائلي كيف سيكون حالهم عندما يقفون بين يدي الله وأيديهم ملطخة بدماء إخوانهم . وشدد على مواصلة درب الثورة وقال بأن دماء الشهداء الأطهار أمانة في أعناقنا حتى طرد المستعمر الداخلي علي صالح وأولاده ونظامه. وأضاف :"في 30 نوفمبر طردنا المستعمر الخارجي ونحن اليوم بإذن الله ماضون نحو طرد المستعمر الداخلي :. وصلى الثوار صلاة الحاضر على الشهيد عبد الرحمن المليكي الذي أستشهد أمس الخميس, على أيدي قوات الحرس العائلي في تعز وشيع إلى مثواه الأخير. وردد المشاركون عقب الصلاة عبارات تندد بما تتعرض له تعز وتدعو مجلس الأمن لمحاكمة صالح على جرائمه وفرض عقوبات علية. تعز التي خصص لها ثوار اليمن نصيبا كبيرا من شعاراتهم وأناشيدهم, هتفت بدورها تبادلهم الوفاء وتعاهدهم الثبات رغم قسوة الألم وبطش النظام. تؤكد تعز أنها عصية على الانكسار وأنها قبلة الثورة,كيف لا وهي تحتضن مئات الألآف في 13ساحة في مديرياتها ,تتعهد لبقية المدن بالمدد بالثوار للاستمرار في الثورة السلمية. إلى ذلك,خرجت اليوم في مدينة ذمار حشود كبيرة في مسيرة ضخمة، بجمعة الاستقلال تضامناً مع تعز مرددة "بالروح بالدم نفديك يا تعز" ومتعهدة بتحرير اليمن من الاستعمار العائلي، في ذكرى استقلال الجنوب من الاحتلال البريطاني. ونددت المسيرة التي انطلقت من منطقة الجمارك باتجاه ساحة التغيير، باستمرار جرائم قوات صالح في تعز، وسقوط المزيد من الشهداء وعشرات الجرحى برصاص قوات العائلة وبلاطجة صالح، انتقاماٌ من المدينة التي يعتبرها اليمنيون قلب الثورة.وهتف المشاركون في المسيرة تضامناً مع تعز الحرة، وأبنائها الأحرار، الذين يواجهون آلة القتل الإجرامية لعائلة صالح، وهتفوا "يا تعز همك همي.. افديك بروحي ودمي" و "بالروح بالدم نفديك يا تعز". وأشار خطيب جمعة الاستقلال بذمار "ابراهيم العمدي" إلى ما يقترفه بقايا نظام صالح من جرائم بعد توقيع المبادرة الخليجية، مؤكداً أن ذلك يقتضي تكاتف كل اليمنيين من أجل افشال مخططاته الإجرامية، ووحدة الصف من أجل تحقيق أهداف الثورة كاملة دون انتقاص، بالتصعيد الثوري السلمي. وأكد العمدي أن شباب الثورة لا يعتمدون على الخارج في انتصار ثورتهم، لكنهم يعتمدون على الله، وعلى صمودهم وثباتهم في ساحات الحرية. وقد أعلن العشرات من قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام في ساحة التغيير –للأسبوع الثاني- انضمامهم إلى الثورة السلمية، كما أعلن أعضاء جمعية الإرادة للصم والبكم انضمامهم إلى الثورة. وفي مدن حضرموتوالحديدةوشبوة وعدن ولحج والضالع وحجة وسقطرى والمهرة تعهدت الجموع الحاشدة بالاقتصاص من القتلة وفي مقدمتهم علي صالح، وعائلته الإجرامية، الذين وصل إجرامهم إلى قتل الأطفال والنساء، وقصف مدينة تعز بصورة عشوائية.وطالبوا الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي بإثبات كفاءته، وتحمل مسئولياته إزاء ما يجري، كما طالبوا المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالوقوف على ما يرتكبه صالح في تعز من جرائم مروعة، كما طالبوا محكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق صالح وأبناءه وكبار معاونيه، وملاحقتهم حتى القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة، كمجرمي حرب. وطالبت المسيرات دول مجلس التعاون الخليجي بالتدخل لوقف جرائم صالح، التي عاد ليرتكبها بعد توقيع المبادرة الخليجية وهتفوا "وقع ورجع يقتلنا". وقد احتشد الآلاف من أبناء مأرب في ساحة الحرية في جمعة "الاستقلال ". ونحدث الخطيب علي صوفان عن مثل هذا اليوم الخالد في حياة اليمنيين قائلا : "لم يأتي إلا بعد سلسلة من التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء الشعب اليمني من أقصى الوطن إلى أقصاه شمالاً وجنوباً ". وترحم الخطيب على شهدا كل الثورات اليمنية وعلى رأسها الثلاثون من نوفمبر والشهيد راجح لبوزة الذي أوقد شعلة الثورة للتخلص من الاستبداد والقهر والظلم . كما أشاد بكل التضحيات التي قدمها كل اليمنيين رجال ونساءً . ووصف الخطيب ما يجري في تعز بأنه " حرب إبادة ",تقوم بها كتائب صالح وأركان نظامه . وفي البيضاء خرجت مسيرة حاشدة تنديدا بقصف قوات صالح للأحياء السكنية في تعز ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى ، وللمطالبة بالقبض على صالح واعوانه وتجميد ارصدتهم ومحاكمتهم . كما ندد المتظاهرون بالصمت العربي و الدولي إزاء ما يمارسه صالح من قتل في تعز وأرحب ، مستنكرين الأعمال الإجرامية ضد مدينة تعز التي لم يسلم أهلها من قصف قوات صالح ليل نهار في ظل صمت عربي ودولي مريب . وجدد المتظاهرون مطالبتهم بمحاكمة صالح وأركان نظامه ، ورفضهم للمبادرة الخليجية التي تمنحهم حصانة من الملاحقة القضائية ، مؤكدين الاستمرار في الثورة والتصعيد حتى تحقيق كافة الاهداف ومحاكمة القتلة هاتفين : " لا حصانة لا ضمانة .. يتحاكم علي واعوانه " ، " لا كلينا ولا ملينا .. لا حد يراهن علينا " . ورفع الثوار لافتات تطالب العالم ، بتجميد ارصدة صالح ، والقبض عليه وتقديمه للمحاكمة جراء الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان والواضحة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع ، وهتفوا " الشعب يريد تجميد الرصيد " ، " ، " ثورة ثورة يا شعوب .. نعيد المال المنهوب " ، و " الشعب يريد محاكمة السفاح " . وردد ثوار البيضاء شعارات تحيي صمود أبناء تعز الأسطوري أمام عنجهية هذا النظام المتهالك الذي يقصف المدينة ليل نهار منذ عدة أشهر ، وأبرز الهتافات " الحالمة لن تركع.. لو يقرح مليون مدفع" ، "من البيضاء تحية.. لتعز الحرية " ، " يا تعز انتي أبية .. على الظالم عصية".. وكانت المسيرة قد انطلقت من ساحة أبناء الثوار وجابت عدد من الشوارع ثم عادت إلى الساحة، وقد لاقت ترحيب أبناء الأحياء التي مرت بقربهم ، وقاموا برش المياه ورمي الحلوى على المشاركين فيها. رغم بطش عصابة صالح يحتشد مئات الآلاف في ساحة الحرية وسط قصف وقذائف لم تتوقف,كما تشيع شهداءها وتتعهد للقاتل وأولاده وعصابته بسقوط مريع. وفي محافظة الضالع,خرجت مسيرتان كبيرتان في مدينتي دمت وجبن تطالب بمحاكمة صالح ورموز نظامة على جرائمهم بحق أبناء الشعب. المشاركون في المسيرة هتفوا قائلين :"قسما بالله يا نوفمبر..عهد الاستبداد لن يتكرر". وفي الحديدة غرب البلاد أو كما تعرف بعروس البحر الأحمر,خرجت مظاهرة شارك فيها الآلاف منم شباب التغيير بالحديدة بعد صلاة الجمعة,تتضامن مع تعز وتؤكد أن مرتكبي الجرائم بحقها لن يفلتوا من العقاب. ردد المتظاهرون شعارات تقول:" المستعمر ولى وراح .. والآن دورك يا سفاح",وهتفوا" مهما تقتل في تعز.. لن تحيا أبداً في عز". كما توعد المتظاهرون قادة العدوان هناك وخصوا عبدالله قيران مدير الأمن هناك بنصيب كبير,وهتفوا" قتل الأطفال والنسوان ..عمل العاجز يا قيران ". وشهدت محافظة شبوة هي الأخرى,خروج مسيرة جماهيرية كبيرة عقب صلاة الجمعة هتف المشاركون فيها قائلين:"هذه جمعة الإستقلال..حطمنا كل الأغلال". وردد المشاركون أيضا "مرحى عيد الإستقلال..لم يبق للظالم مجال",وشعارات أخرى " المستعمر ولَّى وراح..والآن دورك يا سفاح ". كما خص المتظاهرون تعز قائلين :" مهما تقتل في تعز ..لن تحيا أبداً في عز",و "مهما تقتل يا قيران .. في تعز أنت الخسران" ,و "قسماً يا يوم الجلاء.. أن نسقط رأس البلاء".
