في مأرب رجال ونساء. خلقوا وخلقن يوم أن قال الله للرجولة والعزيمة والشهامة والنجدة ذات يوم كوني فكانت . فكانت هم وكانوا وهي ، تؤم سيامي لا ينفصل بعضه عن بعضٍ أبداً . في مأرب أولوا بقية من أثر لأقدار الله الغالبة التي قالت ذات يوم : " نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد" . قوة لم تدفع بهم خارج عقد الدولة المنتظم بل جعلت منهم حزام يشد من أزرها ويقوي شوكتها حينما أردفوا قولاً : " والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين" . فهم أصل الدولة ورعاتها منذ أن كانت نشأتها الأولى ولا زالوا وسيظلون جنودها وسر وجودها وعجز ذنبها الذي ستنبت منه كلما كادت أن تفنى أو تبيد. لتعود خلقاً آخر من جديد . في مأرب وجوه أصيلة ترى في ملامحها معدن العروبة الأولى التي لم تلوثها عاديات الحضارات الوافدة . وفي مأرب وجوه تشم فيها عبق الحضارة اليمنية السبئية التي لم يؤثر فيها تطاول الزمن ولا عوامل التعرية وتغير المناخات وتقلب الأحوال . فألف تحية لكل مأرب من أدنى ذرات رمالها إلى أعلى هامات رجالها . ألف تحيه وحب واحترام ، وإجلال وإكرام ، لصمام أمان الوطن وحامية حماه ، وصائنة شرفه ورافعة لواه . عنوان الكرامة والشهامة والنجدة والإنتصار . حفظ الله مأرب وأهلها من شر الأشرار وكيد الفجار وشر مكر الليل والنهار . يارب العالمين .