يمكن أن يكون العام الجاري مثاليا ومتميزا بالنسبة لليمن, فهو أعاد البلد مجددا لاستعادة لقبه المفقود "اليمن السعيد", والذي عرف به منذ القدم . يقول عداد الزمن في توثيقه للأحداث أن اليمن شهد مطلع العام في منتصف يناير ثورة شبابية شعبيه ما تزال تواصل زخمها في الساحات, ومن رحم الثورة ولدت توكل كرمان الناشطة الحقوقية البارزة لتكون رسول الثورة إلى العالم الذي منحها جائزة نوبل للسلام وهو ما لم يحدث من قبل لان حصلت سيدة عربيه على جائزة مرموقة بهذا المستوى. من ابرز أخطاء نظام صالح التي ارتكبها بحق اليمنيين انه قتل إبداعاتهم وطموحاتهم وقدمهم للعالم كطالبي موت هنا وهناك,لكن اليمنيون سرعان ما كشفوا للعالم صورتهم الحقيقية,حين فجروا الثورة ومعها تفجرت ينابيع الإبداع وانتشر المبدعون. سبع جوائز ذات قيمه عالميه نالها يمنيون,بينهم خمسه رجال وامرأتان, توزعت ما بين السلام والاختراع والشعر والغناء وحرية الصحافة والمعرفة العلمية. يرى كثيرون أن عهدا جديدا وتاريخا تكتب فصوله اليوم, وان حقبة سوداء في المقابل قد طويت,بعد33عاما من الظلام والتخلف والفساد. ومن الشعر كانت البداية,اليمن تستعيد شعرائها الأوائل امرؤ القيس والبردوني والزبيري والحضراني وصولا إلى المقالح ,واليوم شاعر آخر هو المبدع عبد العزيز الزراعي الذي حصل على لقب أميرا الشعراء العرب في أبو ظبي في فبراير الماضي. وتتوالى الانجازات تباعا ويعود اسم اليمن مجددا إلى منصة التتويج,كما هو علمه يرفرف خفاقا,يدل على شموخ بدل عمره الآلاف السنين. يحصد المهندسين هاني محمد باجعالة وفهد عبدالله باعشن,ثلاث ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في معرض وارسو الدولي الخامس للاختراعات بجمهورية بولندا في فبراير الماضي. وهذه المرة ترفع اسم اليمن امرأة وتخطف جائزة أخرى,وتفوز رئيسة بيت الموروث الشعبي أروى عثمان بجائزة عالمية مقدمة من مؤسسة المينيرفا ( انّا ماريا ماموليتي الإيطالية المخصصة للمعرفة العلمية للنساء ) في كابيتوليني في ديسمبر الماضي، وقد جاء اختيارها لنشاطها الثقافي ، وحماية للتراث ودفاعاً عن حقوق المرأة في اليمن. وقالت اللجنة" إنها منحت طيلة 28 عاما جوائزها لشخصيات نسويه مبدعة في العالم لإسهاماتهن القيمة في التعليم والإعلام والفنون والسياسة وحماية للحقوق الإنسانية والمدنية " . وفي عالم البحث,ينال الباحث إبراهيم صالح بن قفلة التميمي جائزة مسابقة الجزيرة للباحثين الشباب ويفوز بالمركز الأول على الشباب العرب المشاركين في أكتوبر الماضي. وكانت توكل كرمان قد فازت بجائزة نوبل للسلام للعام الجاري مناصفة مع والليبيريتان الين جونسون سيرليف وليما جبووي وهي أول مره تنال فيها امرأة عربية هذه الجائزة، وقد تسلمت توكل أمس السبت الجائزة في أوسلو النرويجيه. وفي شهر ديسمبر الماضي, يفوز الصحفي خالد الحمادي بالجائزة الدولية لحرية الصحافة في مدينة تورنتو الكندية . ويختم فنان صاعد سلسلة انتصارات اليمن بحصد جائزة باتت تحظى بشعبيه كبيره في المنطقة, ويفوز الفنان نجيب المقبلي أبن عدن في المركز الأول لنجم الخليج في دبي في الشهر الجاري. وسيواصل قطار اليمن مواصلة السير حاصدا جوائز ومنافسا أمما أخرى, ولن يتوقف عند محطة أو محطات إلا للتزود بالوقود وما يحتاج من متطلبات الحركة, وغدا سينادي العالم اجمع ذلك البلد الواقع في الجزيرة العربيه بما عرف سابقا حين كان يدعي ب "اليمن السعيد".