تحولت مراكز الامتحانات لشهادتي الثانوية والأساسية بمحافظة إب، إلى موسم جبايات وإتاوات مالية، وعنوان واضح لتدمير التعليم وسمة بارزة للتميز العنصري والسلالي للمليشيا والتي تحكم قبضتها على المحافظة منذ سبع سنوات. وقالت مصادر تربوية إن مليشيا الحوثي، حولت العملية التعليمة إلى مهرجان للجهل وهدف للحرب ومكان لنشر أفكارها الطائفية، في مشهد يدل على العبث الذي يجري في الأسواط التعليمية. وأضافت المصادر أن بعض المراكز الامتحانية في محافظة إب، تحولت إلى "غش" جماعي، حيث يتناقل الطلاب الإجابات الجاهزة، يسبقها جمع مبالغ مالية من كل طالب تدفع للمراقبين والمشرفين على المراكز. وأوضحت المصادر أن اختبارات الشهادتين الثانوية والأساسية، تتم في مراكز موحدة للمدارس الحكومية والخاصة، حيث وجد طلاب الأخيرة تعاملاً خاصاً من مراقبي الامتحانات، كون البعض منهم أبناء قيادات حوثية أو من أسر "غنية"، وصلت إلى حل النماذج من قبل معلمين يتم استقدامهم بحسب كل مادة. وقال مواطنون بأن أبناءهم، لم يتمكنوا من أداء الامتحانات، لفوضى القاعات التي يؤدون فيها الامتحانات، وذلك لدخول مسلحين مرافقين لأبناء مشرفين حوثيين. وأكدت المصادر أن امتحانات الثانوية والأساسية ظهر فيها التميز العنصري بوضوح وجلاء غير مسبوق، وأن أبناء المشرفين الحوثيين والموالين لهم يجري التسهيل لهم وإحضار من يقوم بحل الاختبارات لهم وإدخالها جاهزة، فيما يتم التعامل مع بقية الطلاب بدونية وإحتقار وإهانة في بعض الأحيان. وقال شاهد عيان إن طالب انتقد قيام مليشيا الحوثي بتغشيش أحد أبناء قيادات الحوثي فهدده رئيس المركز الإمتحاني بعمل محضر "غش" نتيجة انتقاده للسماح بالغش، في واحدة من مهازل المليشيا تجاه التعليم. وشهدت اختبارات بعض المواد كاللغة الإنجليزية والفيزياء ومواد أخرى أخطاء واضحة وبعضها وضعت بطريقة معقدة ولا تتناسب مع الوقت الزمني المسموح للاختبارات، وأخرى تم وضع أسئلة من المقررات المحذوفة في مشهد وصفه تربويون أنه تعقيد للطلاب والتعليم، حيث يصبح الطلاب هدفا سهلا للمليشيا التي تسعى لاستدراج الطلاب إلى محارق الموت الحوثية بمختلف الجبهات القتالية.