ازدادت في الآونة الأخيرة حالات الانتحار في مناطق سيطرة الحوثيين، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي تتوسع مع مرور كل يوم، بالتزامن مع استمرار نهب مرتبات الموظفين للعام السادس على التوالي. انتشار للظاهرة وكان آخر تلك الحوادث المؤلمة، إقدام طالب جامعي في كلية الإعلام جامعة صنعاء يدعى فيصل المخلافي على شنق نفسه في حوش الكلية أمام أعين الطلاب وهو ما سلط الضوء على انتشار الانتحار في تلك المناطق واسبابها، فهي وان كانت موجودة قبل مجيء الحوثيين، إلا انها لم تكن بهذا المعدل المتصاعد. ويرى الدكتور محمد جار الله " أخصائي نفسي" بأن "المجتمع بدأ في تقبل ظاهرة الانتحار، نظرا لما يعايشونه من فقر وجوع وتخويف، وهي عوامل تؤدي في النهاية لاتخاذ قرارات حاسمة وان كانت خاطئة إلى حد بعيد". ويقول مواطنون إن الأوضاع الكارثية التي يعشيها الملايين والطريق المظلم في ظل عدم وجود أي بصيص من النور، وتزايد القلق واليأس وصلا بالمواطنين إلى حد السكوت عن ظاهرة الانتحار التي انتشرت مؤخرا بين اوساط الشباب بسبب سوء الاوضاع المعيشية وانعدام فرص العمل ووصول الحياة إلى طريق مسدود بالنسبة لهم. وتؤكد إحصائية رسمية أن عدد المنتحرين في 19 محافظة يمنية، بلغ 253 شخصاً، منذ العام 2012 حتى 2016، لكن حالات الانتحار تزايدت في محافظة إب، بشكل كبير، في 2018 ،2019 ،2020 ويؤكد سكرتير منظمة نداء لحماية الطفولة الأستاذ محمد رزق، أن منظمته وثقت 3 حالات انتحار في محافظتي الحديدة غرب البلاد، وعمران. وبحسب تقارير الشرطة في المحافظتين، فإن حدثاً يبلغ من العمر 14 عاماً، شنق نفسه في مدينة الحديدة، في حين انتحرت فتاة في ال20 من عمرها، في مديرية الحسينية بنفس المحافظة. وقال رزق إن المنظمة رصدت 5 حالات انتحار في صفوف الأطفال من مراحل عمرية متفاوتة، في 3 محافظات يمنية، ونقلا عن شيماء قاسم، المدير التنفيذي لمنظمة "ناشطون بلا حدود للحقوق والحريات إن منظمتها رصدت 10 حالات انتحار في محافظة الحديدة. تكتم حوثي وبالرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة، بسبب فرض ميليشيات الحوثي قيودا صارمة على المستشفيات ووسائل الإعلام في المناطق الخاضعة لسيطرتها بهدف منع تسريب أي معلومات حول معدلات الانتحار، إلا أن مصادر مطلعة في وزارة الداخلية الحوثية، كشفت عن حصيلة وثقت خلالها حدوث 152 حالة انتحار خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2020، والتي انحصرت جميعها في 10 مدن يمنية، في مقدمتها محافظة إب ب 42 حالة، تلتها صنعاء ب 41 حالة. ويرى باحثون اجتماعيون في صنعاء أن الأعداد الحقيقية لحالات الانتحار في اليمن أكثر بكثير من الأرقام المذكورة في إحصائية الداخلية الحوثية، مشيرين الى أنه لا يمر أسبوع إلا ويسمع أهالي العاصمة عن حالة انتحار هنا أو هناك. المعتقلات وفي سياق تعمقهم في تلك الظاهرة، يتناول الباحثون حالات الانتحار، التي أقدمت عليها سيدات معتقلات داخل السجون الحوثية، لافتين إلى أن حجم تلك الظاهرة أعلى بكثير من العدد الصادر في الإحصائية، لاسيما وأنه تم توثيق 9 حالات انتحار لمعتقلات في السجون الحوثية، خلال الأشهر الخمسة الأولى فقط من العام الحالي. وكانت وزارة الداخلية التابعة للميليشيات الحوثية، قد أعلنت في وقت سابق، عن وقوع 13 حالة انتحار لسيدات، دون أن تحدد أسباب الانتحار أو مكان وقوعه. يشار إلى أن اليمن قد احتلت المرتبة الرابعة عربياً عام 2014 بنسبة 3.7 حالة انتحار لكل 100 ألف شخص، وفقا لتقرير سابق أعدته منظمة الصحة العالمية، ليصعد في عام 2019 على سلم الترتيب و يحتل المركز الثالث عربياً بتسجيل 2335 حالة انتحار.