يتساءل المواطن اليمني عن سبب عدم دفع جماعة الحوثي للرواتب بشكل منتظم رغم توقف الحرب أو ما يدعونه " العدوان" وتعم الشارع حالة سخط واسع مع اقتراب عيد الفطر المبارك وخلو الجيوب وتهرب الحوثيين من دفع الرواتب والعويل ان أسباب البلاء العدوان وهم مستمرون في نهب ارزاق الناس.
مزاعم العدوان يقول "دهم "من جماعة الحوثي ان الحرب لم تتوقف مطلقا ان ما يقال عن توقفها مجرد دعايات "أمريكا وإسرائيل " بزعمه، ويؤكد ان الحرب لن تتوقف مادام فيهم قطرة دم واحدة، وليس على اليمنيين سوى حمل السلاح والذهاب إلى الجبهات بدلا من انتظار الرواتب والكهرباء والمياه والمشتقات النفطية " كالنسوان" ويضيف:" الأولى هو نصرة الدين وال البيت عليهم السلام، الرواتب ونعم الحياة الدنيا مجرد وسائل لتخدير الشعوب الإسلامية عن نشر دين الله، من بريد منكم راتب فليذهب إلى الجبهة حتى لو كان دكتور او مهندس، اما غير ذلك فمستحيل، بل اننا يمكن أن نأخذ من الناس الرواتب الذي قد اخذوها طوال فترة حكم عفاش ".!!
البنك في عدن "رضا الله" قيادي حوثي يبرر عدم صرف رواتب الموظفين بأن البنك المركزي لايزال مقره الرئيسي في عدن وليس في صنعاء، يسأله احد الحاضرين" واين تذهب إيرادات الضرائب والاتصالات والميناء وووو؟ " فيجيب:" هذه الإيرادات تذهب الجبهات ونفقات الدولة". تبلغ إيرادات الجمارك والضرائب فقط شهريا 400 مليار ريال بحسب اقتصاديين الذين يؤكدون ان هذا المبلغ يكفي ليس لدفع الرواتب فقط بل لجعل اليمن في مصافي الدول المتقدمة اذا احسن استغلاله. ويؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور نشوان الصلوي بأن جماعة الحوثي لا تنوي إصلاح حياة المواطنين رغم أنها قادرة على ذلك، وان قسم كبير من تلك المبالغ الطائلة يذهب لتغذية حروبهم المستمرة على الشعب اليمني والباقي إلى جيوب القادة والمشرفين والشعب يموت من الجوع وخصوصا في هذا الشهر الفضيل والأسعار في ازدياد مستمر ". أما سمير القيادي في مايسمى" هيئة رفع المظالم "في رئاسة الجمهورية المختطفة فيؤكد ان الرواتب ستصرف ولكن للشرفاء الذين وقفوا ضد العدوان، حسب تعبيره، وهذه الفئة تشمل الجنود في الجبهات والاساتذة والاعلاميين وكافة الموظفين الموالين لهم، لكن هذه التصريحات يفندها محللون محليون لانه من شبه المستحيل ان تستطيع جماعة الحوثي التمييز بين الموالين والمعارضين وان تلك التهديدات هي فقط للترهيب والضغط النفسي ليس أكثر، ويؤكد الأستاذ وهيب قاسم، المعيد بكلية التجارة جامعة عدن انه "حتى لو فرضنا ان الحوثيين استطاعوا التمييز بين المؤيدين لهم والمعارضين فإن قيامهم بصرف رواتب الموالين فقط فإنهم سيفتحون على أنفسهم أبواب الجحيم وستكون غضبة المواطنين مزلزلة بشكل لن يستطيعوا الصمود أمامه، وستكون نهايتهم". كما يقول قاسم.
لعنة التاريخ يستبشر اليمنيين بالعهد القادم خيرا في ظل الهدنة الإنسانية ومؤشرات السلام، ومن اهم الأشياء التي ينتظرها المواطن اليمني هو ملف الرواتب المنقطعة منذ تسع سنوات بحجة الحرب، غير أن تأخر الصرف رغم حلول شهر رمضان المبارك ومرور أسابيع على الهدنة جعل الشارع يشعر بالغضب والنقمة على الميليشيات التي لا يبدو أنها تعير هذا الأمر اي اهتمام، فكما قال قيادي حوثي رفيع فأن الرواتب ليست من ضمن اهتمامات الميليشيا لأنها جاءت فقط لتثبت قواعد الحكم السلالي والقضاء على اي وجود لما يمسى "الوهابية" اما الأمور الاقتصادية والخدمات الأساسية والعامة فهي من اختصاص الحكومة الشرعية، وتعليقا على هذا الكلام قال مواطن يدعى غيث:" يعني هم جاؤوا فقط للأخذ والسلب، اما واجبات الدولة تجاه مواطنيها فهم يردونها إلى الحكومة الشرعية لأنهم يعلمون بانهم انقلابين غير معترف بهم، يعتبرون أنفسهم دولة وقت الجبايات، اما الرواتب والمصالح العامة فهي ليست من اختصاصهم، هؤلاء هم لعنة التاريخ واسوء الخليقة.