يمثل بداية موسم الدراسة فصلاً جديداً من فصول الهم والقلق لدى أولياء الأمور نتيجة الرسوم غير القانونية التي تفرضها ميليشيا الحوثي، تحت مبرر "استمرار العملية التعليمية" في مناطق سيطرتها. ويفرض الحوثيون على طلاب المدارس في صنعاء ومناطق سيطرتهم، رسوم تسجيل تتراوح ما بين 2500 إلى 4000 ريال، إضافة إلى دفع رسوم شهرية غير قانونية 1500 ريال عن كل طالب، بموجب توجيهات إلزامية من قيادة الحوثيين. يقول "ناصر" أحد أولياء الأمور معلقاً على ذلك أنه في زمان الحوثي أصبحت المدارس الحكومية مراكزا للجباية والنهب والبطش والرسوم الباهظة التي تدفع من قبل الطلاب ولا تذهب كرواتب للمدرسين بل الى كروش القيادات الحوثية ".
عبء إضافي ورفعت ميليشيا الحوثي هذا العام رسوم التسجيل إلى 2500 بدلا من 700 ريال إضافة إلى القسط الشهري، وهو ما شكل عبئاً إضافياً ثقيلاً على ذوي الطلاب خصوصا من لديهم عدة أولاد في المدارس. يقول أحد الآباء يدعى "عبدالواسع" إنه قد يعجز عن توفير عشرة آلاف ريال رسوم تسجيل أبنائه الأربعة وقد يضطر لسحبهم من المدرسة وتشغيلهم في أي مهنة رغم صغر سنهم. يتابع قائلا:" 2500 ريال وكل شهر الف ريال ومظاريف فارغة تحت اسم التبرع للمجهود الحربي" ويضيف :" نحن بدون عمل ولا نستطيع توفير كل هذه المبالغ لندرس أولادنا في مدارس الحكومة بينما اولاد المشرفين الحوثيين والقادة يدرسون في الخارج". ويضطر بعض الآباء لإبعاد أبنائهم من المدرسة وحرمانهم من التعليم بسبب ارتفاع الرسوم كحال المواطن "السامعي" الذي تحدث بحسرة قائلا: "مابش معنا معاشات والدنيا غلاء ومعي طفلين صغيرين اريد أدرسهما فكيف ادفع ثمانية آلاف ريال وطول فترة الدراسة سبعة أشهر يطلبوا منا 1500 هذا فوق طاقتنا لا نستطيع أن نتحمل واحتمال لا أقدر ادرس اطفالي خالص ماذا نفعل.. لهم الله".
ويؤكد " جبران" وهو ولي أمر طالب في السادس الابتدائي، أن ابنه خرج من الفصل عندما أرجع المظروف فارغاً بدون أي مبلغ، ونتيجة لهذا قام المدرس بالتشهير به وطرده من الفصل مما أضطر أبوه لاقتراض المبلغ تجنبا للحرج.
خطاب كراهية ونهب أموال من جانب آخر يشتكي الطلاب وأولياء أمورهم من انعدام شبه تام للتعليم في المدارس الحكومية رغم الرسوم المرتفعة، ووصل المعدل في بعض المدارس إلى حوالي حصة واحدة فقط في اليوم وباقي الحصص تهدر في فعاليات واحتفالات وخطابات حوثية طائفية، خصوصاً أن غالبية المدرسين غائبين بسبب انقطاع الرواتب. ويؤكد "فراص" أن ابنه لا يجني أي تحصيل علمي وأنه وجميع طلاب فصله يقضون معظم فترة الدوام في اللعب والمزاح والتجول في الساحة واستماع الزوامل. ويضيف:" يريدون منا أن ندفع الآلاف وأولادنا لا يتعلمون والمدرسون غائبون لانهم بدون رواتب، والميليشيا تسرق منا كل شهر 1500 ريال بحجة دفع معاشات المعلمين، فأين تذهب تلك المبالغ؟"