فرضت مليشيات الحوثي الانقلابية، حملات تبرع إجبارية على المزارعين في مناطق سيطرتها، لصالح مقاتليها في جبهات القتال. وشكى المزارعون من فرض الميليشيات حملات تبرعات إجبارية لصالح المقاتلين في الجبهات، وهي حملات تضاف إلى جباية أخرى بأسماء مختلفة، أثقلت كاهل المواطنين في مناطق سيطرتها. وتجبر الميليشيات المزارعين على التبرع من كل عملية حصاد، ولديها ما يشبه الجهاز الرقابي في المناطق الزراعية؛ حيث يعمل القادة الذين يعرفون بالمشرفين على مراقبة ومتابعة عمليات الزراعة حتى لحظة الإنتاج، ليتم الإعلان عن حملات التبرع التي يُجبر فيها المزارعون على تقديم كميات من منتجاتهم دعماً للمجهود الحربي للميليشيات. وذكرت مصادر في العاصمة صنعاء ل«الشرق الأوسط»؛ أن بعض القادة يعلنون عن حملات التبرع، ويدعون وسائل الإعلام التابعة للميليشيات لتغطية فعاليات حملات تسيير القوافل المزعومة، إلا أن قادة آخرين يتجنبون مثل هذه الفعاليات؛ خصوصاً عندما تكون الكميات التي أجبروا المزارعين على التبرع بها قليلة. وتطال حملات الميليشيا المزارع في جميع المحافظات تحت سيطرتها، للاستيلاء على مبالغ مالية، بحجج ومبررات مختلفة، إلا أنها لا تكتفي بذلك، وفي كل موسم، تعلن عمّا تسميه «حملة رفد الجبهات»، لتجبر المزارعين خلالها على التبرع من منتجاتهم الزراعية، وتزيد عليها طلب مبالغ مالية لتكلفة نقل التبرعات العينية. ويحاول إعلام الميليشيات إيهام الرأي العام بوجود رفاهية في جبهات القتال؛ حيث يُجبَر المزارعون على التبرع بمحاصيلهم من الفواكه والخضراوات والمكسرات، إضافة إلى اللحوم والحلوى، ووصل الأمر إلى حدّ الزعم بتبرع النساء بحليهن ومجوهراتهن، لإغراء الأفراد، وخصوصاً العاطلين، بالتوجه إلى القتال للحصول على تلك الرفاهية. وعلى العكس من ذلك؛ يستغرب العائدون من الجبهات من مزاعم تسيير كل تلك الأنواع من التبرعات، وما تحتويه من تنوع غذائي كبير، في حين أنهم غالباً لا يتناولون سوى «الكدم» في الوجبات الثلاث الفقيرة القيمة والتنوع