ككل مرة لا يأتي الدفاع المدني إلا بعد انتهاء الحريق ووقوع الخسائر الكبيرة التي يمكن تفاديها أو التقليل منها في حالة الاستجابة السريعة للاستغاثة في أي حريق يحدث في المدينة" هكذا قال المواطن محمد البعداني وهو يرى الحريق يلتهم محلات تجارية في شارع العدين الرئيسي بقلب مدينة إب عاصمة المحافظة الخميس الماضي. خسائر هائلة حديث البعداني يأتي للتأكيد على إهمال وفساد ولا مبالاة بحياة المواطنين في المحافظة التي تعد واحدة من أكثر المحافظات اليمنية بكثافتها السكانية، خصوصا مدينة إب عاصمة المحافظة، حيث تشهد بين الفينة والأخرى حرائق عدة تتسبب بوقوع خسائر مادية وبشرية، ووكل مرة يكون الأهالي هم المنقذون والمسعفون ورجال الإطفاء، في ظل غياب الدفاع المدني الخاضع لسيطرة المليشيا الانقلابية. وخلال السنوات الأخيرة، شهدت محافظة إب عشرات الحرائق في مختلف مديريات المحافظة، وخلفت خسائر مادية وبشرية كبيرة، وسط غياب أي دور للدفاع المدني الخاضعة لمليشيا الحوثي للحد من تلك الحرائق والخسائر الناجمة عنها، رغم جباية المليشيات لمئات الملايين. وتركزت تلك الحرائق بشكل لافت في مدينة إب عاصمة المحافظة، وكان الغالبية منها بفعل انتشار السوق السوداء للمشتقات النفطية التابعة لقيادات المليشيا والتي أدت لخسائر باهضة وتجرع العديد من المواطنين الأبرياء ثمنا كبيرا لتلك الحرائق. نهب للإيرادات المواطن علي محمد السماوي ذكر بحريق شهدته المحافظة قبل عامين في شارع المحافظة جراء السوق السوداء والخسائر، مؤكدا أن المليشيا أعلنت حينها عن تعويضات لم تصل أصحابها شيء. وأكد السماوي أن مليشيا الحوثي لا تهتم بحياة المواطنين ولا تفكر بهم وهي غارقة في الفساد وتنهب ايرادات المحافظة ولا يمكن أن تنظر لأي استحقاق يتوجب عليها تجاه حياة من تحكمهم بالحديد والنار حد قوله. وقال إن المليشيا لم تصلح طريق أو شارع أو مدرسة ولم تصرف راتب رواتب الموظفين رغم كمية الإيرادات الهائلة التي تتحصل عليها، فكيف ستهتم بالحرائق التي تشهدها المحافظة بين الحين والآخر. الناشط ابن ردمان، تطرق إلى مهمة الدفاع المدني وأنها كبيرة وصعبة للغاية فهي الجهة المخولة بإخماد الحرائق وإنقاذ الناس من الكوارث الطبيعية كالسيول وغيرها حد قوله. دفاع بلا إمكانيات وأوضح بن ردمان أنه عندما تكون هذه الجهة الدفاع المدني خالية على عروشها ولا يوجد لديها أي مؤهلات لكي تقوم بواجبها تجاه المواطنين فهنا تكمن المشكلة التي يجب التطرق إليها. وتطرق إلى الحريق الأخير بشارع العدين بمدينة إب، حيث قال "لطف الله ما كان في ضحايا كثير بالحريق اللي حصل،، ولو قدر الله وحصل حريق آخر والدفاع المدني يعانون من عدم توفير اعتمادات ومتطلبات تساعدهم على أداء واجبهم وإخماد الحرائق في جميع أنحاء المحافظة" مؤكدا أن الخسائر حينها ستكون كارثية. الناشط الإعلامي ابراهيم عسقين أشار إلى نهب إيرادات المحافظة وعدم استفادة أبناء المحافظة منها في شيء، حيث قال: "مئات الملايين بل المليارات يتم نهبها من المواطنين في محافظة اب في الجمارك والضرائب والواجبات والاوقاف والنظافة وبقية المؤسسات الايرادية ويتم ترجيلها الى صنعاء.". وأضاف: "تلك المبالغ يتم توزيعها على المليشيات في صنعاء وصعده وعمران وذمار ومحافظة اب لها (الرجل الخامسة)". وأضاف قائلا "مؤسسات خدمية في اب اعتماداتها الشهرية لا تتجاوز تخزينة احد المشرفين الحوثيين الهوامير في المحافظة.."، مستدلا بميزانية مستشفى ناصر العام والذي يعتبر مؤسسة صحية خدمية مهمة للمواطنين خصوصا من شريحة محدودي الدخل، قائلا :"تصدقوا ان ميزانية المستشفى الشهرية ربما ماتتجاوز المليون ريال.". وفي منشور آخر له، دعا عسقين إلى الالتفاف والاهتمام بالشخص الذي اصيب بالماس الكهربائي فواز الهندي في الحريق الأخير بشارع العدين، حيث تم نقله للمستشفى". وأكد أن مبادرة الهندي، للمساعدة بإطفاء الحريق في الوقت الذي كان فيه العشرات من الاشخاص يقفون موقف المتفرج فقط منشغلين بالتصوير، تلزمنا جميعا ان نكون بجانبه وان لا نتركه وحيدا في حالته هذه". مبادرات مجتمعية أطلق نشطاء في إب، مبادرة مجتمعية تدعو رجال المال والأعمال والميسورين من الأهالي للوقوف مع المتضررين جراء الحريق، حتى وإن كانوا تجار، كون الأضرار كبيرة والصدمة مهولة وبحاجة لمن يتضامن معهم، مؤكدين أن المبادرة يمكن أن تتطور أكثر وتصبح عادة مجتمعية لمن يطاله أعمال ونكبات مماثلة في المستقبل. الناشط إبراهيم عسقين تحدث عن أحد تلك المبادرات، حيث أفاد بأن أحد الشباب الذي يعملون في مجال الديكورات مفضلا عدم ذكر اسمه، تكفل بعمل الديكور الداخلي لمحلات الركن التركي الذي شب فيه الحريق في شارع العدين، ووصف المبادرة بأنها تعبر عن "موقف نبيل من هذا الانسان الرائع . أما الناشط عماد الخطيب، فقال بأن مكتب الاشغال صاحب أكبر إيرادات صرفوا لعامل النظافة تعرض منزله للحريق 20 الف، وما حصلها الا بعد ما قد طلعت روحه وخسر نصفها باصات سرحه وجيه لعند الصندوق". وتتعمد مليشيا الحوثي وباستعراض فاضح عقب عمليات الحريق، بأنها تتفقد اماكن الحرايق وأنها قامت بعمليات إطفاء الحريق وغيرها من الكذبات التي تقوم بها. وقبل شهرين حدث حريق في مخازن أحد التجار بمنطقة قحزة غرب مدينة إب، وأعلن حينها القيادي الحوثي ماجد التينة والذي عينته المليشيا مديرا لهيئة الزكاة الحوثية، بأن الهيئة تبرعت للتاجر بعشرة مليون ريال ضمن مساهمتها للتخفيف من تبعات وخسائر الحريق حينها، إلا ان مصادر مطلعة كشفت كذب المليشيا وقياداتها حيث لم تصرف حتى الان ريالا واحدا.