أعلنت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، تلقيها دعم من الأممالمتحدة متعلق بالألغام، بقيمة 750 ألف دولار أمريكي. وقالت المليشيا في خبر مطول نشرته وكالة "سبأ" بنسختها الخاضعة لسيطرتها في صنعاء، إن فرع مجلس الشؤون الإنسانية بالحديدة، سلم يوم الاثنين، معدات لنزع الألغام والقنابل العنقودية للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام التابع للجماعة في المحافظة. وأضافت، أن "هذه الأجهزة والمعدات التي تأخرت كثيرا، مقدمة كدعم من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي". ونقلت الوكالة الحوثية عن القيادي "جابر الرازحي" مدير فرع المجلس الأعلى للشؤون الانسانية بالحديدة، قوله إن هذا الدعم مكون من "300 جهاز كاشف وماسح ألغام تم تسليمها للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بالمحافظة، وقيمتها 750 ألف دولار". ويأتي هذا الدعم الأممي، في ظل تقارير أممية ودولية، تؤكد زراعة مليشيا الحوثي أكثر من مليوني لغم أرضي ومضاد للدروع وتحويل الأراضي اليمنية إلى حقول ألغام، هي الأكبر منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وتقر المليشيا الإرهابية زراعة الألغام ونشر المئات منها في البحر الأحمر، وتستعرض نماذج منها في العروض العسكرية التي تنظمها بين الحين والأخر، آخرها عرض عسكري نظمته الجماعة عام 2022م، اعتبرته الأممالمتحدة خرقا لاتفاق ستوكهولم. وهذه ليست المرة الأولى التي تدعم الأممالمتحدة زارعي الألغام في اليمن، إذ أعلن البرنامج الإنمائي ذاته، في مايو 2019، تسليم 20 سيارة دفع رباعية، لشريكه المحلي "المركز التنفيذي لنزع الألغام" التابع لسلطات الحوثيين، وقال إن ذلك الدعم للبدء بعملية نزع وتطهير موانئ الحديدة من الألغام. واستخدمت تلك السيارات لاحقا في زراعة الألغام وتفخيخ الطرق الرئيسية والفرعية الرابطة بين مركز محافظة الحديدة والمديريات الريفية، فيما لا زالت الألغام مزروعة بكثافة في محيط موانئ الحديدة وداخل المدينة ذاتها مركز المحافظة، وضحاياها بالعشرات يسقطون بين قتيل وجريح بشكل أسبوعي. وفي نوفمبر العام الفائت، كشف تقرير حقوقي، عن تقديم الأممالمتحدة 15 منحة مالية لمليشيا الحوثي تقدر قيمتها بنحو 167 مليون دولار، أغلب تلك المنح والدعم خصص للفرق الحوثية المتخصصة بزرع الألغام، والتي تسميها المليشيا "مراكز وطنية للتعامل مع الألغام". ونهاية مارس الماضي، كشف تقرير دولي، عن ارتفاع عدد الضحايا الأطفال جراء حوادث الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون والمتفجرات، ثمانية أضعاف خلال الخمس السنوات الأخيرة، وازديادها نسبيا خلال هدنة الستة الأشهر العام الماضي مما يشكل تهديدا دائما لسلامة أطفال اليمن. وقال التقرير الصادر عن منظمة "إنقاذ الطفولة"، إن طفلا واحدا يقتل أو يجرح في المتوسط كل ثلاثة أيام في اليمن خلال الخمس سنوات الماضية، بسبب الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الصراع، بما في ذلك العبوات الناسفة. وفي أبريل الفائت، كشف المرصد اليمني للألغام عن مقتل وإصابة 872 مدنياً خلال الفترة من 4 أبريل 2022 وحتى 4 أبريل 2023م، وذلك جراء الألغام والعبوات غير المتفجرة التي زرعها الحوثيون، مؤكدا أن معظم هؤلاء الضحايا سقطوا في مدينة محافظة الحديدة التي أعلن الحوثيون أنهم تسلموا المعدات والأجهزة لتطهيرها من الألغام. والحوثيون هم الطرف الوحيد الذي يستخدم الألغام الأرضية، والعبوات الناسفة، إضافة إلى تنظيمي القاعدة وداعش، حيث عمدت هذه الجماعات الإرهابية المتهمة بتلقي دعم من إيران، منذ بداية الصراع إلى زرع أعداد كبيرة من الألغام في محافظات عدة، وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة، ما أدى الى سقوط الآلاف من المدنيين، وفقا لتقارير أممية ودولية.