أعلنت الأممالمتحدة، اليوم الثلاثاء، أنّها سلمت 20 مركبة لمليشيات الحوثي الانقلابية بحجة دعم جهود إزالة الألغام في محافظة الحديدة، غربي اليمن. جاء ذلك في تغريدة على "تويتر" نشرها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي عبر الصفحة الرسمية لمكتبه في اليمن، ورصدها "يمن ميديا".آ وقال البرنامج إنّه سلم اليوم، 20 سيارة لشريكه المركز التنفيذي لنزع الألغام (خاضع لسيطرة الحوثيين) بهدف دعم الجهود المستمرة في الحديدة (إزالة الألغام).. مشيراً إلى أنَّ هذه هي الخطوة الأولى من عمليات الشراء الكبيرة لدعم الأعمال المتعلقة بنزع الألغام في كل من شمالي وجنوبي اليمن. وأوضح، أنَّ هذه المركبات من شأنها المساعدة في تجهيز العاملين بإزالة الألغام بشكل أفضل وقدرة على العمل في بيئات صعبة. وأثارت هذه الخطوة التي أقدمت عليها الأممالمتحدة استياءً واسعًا في أوساط اليمنيين، الذين قالوا إن هذه الجهود الأممية من شأنها مساعدة الحوثيين في زراعة المزيد من الألغام كونهم الجهة الوحيدة التي تزرع الألغام والمتفجّرات في البلاد. وأشار الناشط اليمني وافي المضري، إلى أنه "عام 2018 قدمت الأممالمتحدة للحوثة 20 مليون دولار بحجة نزع الألغام، وبعدها حسب تقارير لنفس المنظمة تجاوز ما زرع الحوثي في اليمن من الالغام ما يزيد عن مليون لغم.. مضيفاً: "هذا العام منحت الأممالمتحدة الحوثي 20 مركبة دفع رباعي وقالت إن ذلك من أجل نزع الالغام، أعقد بعد أيام سوف تدعمه بالألغام وذلك من أجل نزع الالغام !" الناشط فارس سعيد، استغرب كيف للأمم المتحدة أن تدعم مليشيا الحوثي ب20 سيارة لجهود نزع الألغام "وهي التي ملأت أراضي اليمن ومدنها ومزارعها وطرقاتها بالألغام والعبوات الناسفة والمتفجرات.. متسائلاً بالقول: "كيف للمنظمة الأممية أن تدعم الجاني بأدوات لغسل جريمته؟!" من جانبه، قال الصحفي اليمني كمال السلامي، إن "هذا فقط ما يحصل عليه الحوثيون بغطاء إغاثي وإنساني، فما الذي يحصلون عليه من خلال الرحلات الأممية الخاصة، وكذا من خلال المنافذ البحرية".. لافتاً إلى أنه "بعد هذا بات جليا أن برامج التفتيش الخاص بالسفن ليس له قيمة لأن المنظمة الأممية ذاتها ضالعة في دعم الحوثي". وأضاف السلامي في تعليق آخر: "الأممالمتحدة شريك رئيس في جرائم الحرب التي يرتكبها الحوثيون بحق اليمنيين، ويجب على الحكومة اليمنية إن كان لها قلب أن توقف التعامل مع هذه الأممالمتحدة وبرامجها حتى يتم التحقيق في هذه الفضيحة ومثيلاتها.. مضيفاً أن "الحوثي يقاتلنا بسيارات الأممالمتحدة وبالدغم اللوجستي الذي تقدمه". الناشط "أبو يوسف"، تعجّب في تعليقه "كم خدعت منظماتُ الاممالمتحدة الشعوب!.. وقال إن "الأممالمتحدة تتغذى على الصراعات، فلولا الصراعات لما وجدت دولارًا واحدًا.. مؤكداً أن "المستفيد من الحرب في اليمن هي الاممالمتحدة". وأضاف "أبو يوسف"، في تعليق آخر على صور المركبات المقدّمة للحوثيين: "من يزرعون الألغام يكافؤون من قبل الأممالمتحدة.. بمعنى ازرع ألغامًا أكثر تحصل على مكافأة أكبر.. مختتماً بالقول: "الأممالمتحدة شريكة الحوثي في قتل الشعب اليمني". من جانبها، علقت ناشطة تحت اسم "حجازية" بقولها إن هذه الخطوة "اصرار دولي على دعم المليشيا المتطرفة الإنقلابية التي زرعت أكثر من ٢ مليون لغم، بالسيارات، والمواد الغذائية، والطبية، والأموال، والأسلحة التي تم إيصالها على متن السفن". فيما، كتب الناشط محمد بن احمد، رساله للحكومة اليمنية، مفادها أنه "نفس الدعم هذا حصل عليه داعش في العراق وسوريا وبسيارات دفع رباعي وعاثوا في الارض فساداً!.. مضيفاً "هذه السيارات سلمت للحوثي حتى لا يتعرض له أحد وتلصق به قضية انه ضد مشاريع الاممالمتحدة". وتواصل مليشيا الحوثي زراعة الألغام والعبوات الناسفة بشكل مكثّف وبمختلف الأنواع والأحجام والأهداف في جميع المناطق التي تسيطر عليها، وتزعم أنها تهدف لمنع تقدم القوات الحكومية، إلا أنها ألحقت أعداد هائلة من الضحايا المدنيين، وأضراراً كبيرة في ممتلكاتهم، وأصبحت هاجساً يهدد حياة ومستقبل اليمنيين. والسبت الماضي، أكد مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام العميد أمين العقيلي، أن الميليشيا تعلم أن الألغام التي تزرعها لن تعرقل العمليات العسكرية، ولكن الهدف منها قتل المواطنين وتعطيل مصالحهم الحيوية". وأضاف في كلمة اليمن التي ألقاها في الاجتماعات الدورية للأطراف في اتفاقية حضر الألغام المضادة للأفراد المنعقدة بمدينة جنيف، أن المليشيات تزرع الألغام في الطرقات والمزارع والمراعي وتلوث البيئة التي يستمر تأثيرها عشرات السنين.. مضيفاً أن التخلص من هذه الألغام يتطلب إمكانيات كبيرة لا تمتلكها الجمهورية اليمنية حالياً إلا في الحد الأدنى. وأكد العقيلي، أن المؤشرات الأولية تؤكد أن الكارثة ستطول لسبب كثافة الألغام وطرق زراعتها العشوائية وتنوع مصادرها وتكاليف رفعها مستقبلاً.