توفي السبت الماضي، الشيخ سعيد محمد الأقرع، أحد مشايخ قبيلة الأقرع مديرية الجدعان محافظة مارب، بعد حياة من الكفاح والنضال في صف الثورة والجمهورية. قاتل الأقرع في صف الثورة ودافع عن الجمهورية وقاتل ضد المخربين في حرب المناطق الوسطى، واختتم حياته في قتال مليشيا الحوثي الإرهابية.
ولأن الشيخ الأقرع تربى على يد أحد الأبطال، انضم في وقت مبكر للقتال ضد الإمامة في جبهات عدة، وكان ضمن الأبطال الذين صمدوا أمام حصار السبعين يوما للعاصمة صنعاء حتى حققوا الانتصار ودحر الإمامة.
بعدها غادر الشاب "البدوي" العاصمة صنعاء وعاد إلى قريته في "الجدعان" شمالي مارب، معتمدا على مزرعته وماشيته كمصدر رزق له وأسرته، لا وظيفة له ولا راتب حتى وفاته، لم يحصل على شيء من الدولة، "لم يكن يهتم لذلك" كما يقول ولده صالح.
عاش الأقرع بعد قيام الجمهورية عقودا، وعندما شاهد أعداء الجمهورية يكشرون عن أحقادهم وبغضهم لليمن واليمنيين، أخذ بندقيته، رغم سنه، وقاتل مع أبنائه واحفاده وقبيلته رغم سنه المتقدم.
لم يتهاون أو يتوارى كما فعل غيره ممن عاشوا على مائدة الجمهورية وتنكروا لها عندما استغاثت بهم لنجدتها.
شارك الشيخ الأقرع، في الثورة ضد الإمامة، في منطقة "الحيمة" و"مناخة" و "ضلاع همدان" بالعاصمة صنعاء، كما شارك في منطقة "ثلا" محافظة عمران، و"مسور" محافظة حجه.
بحسب أقارب الشيخ الأقرع فقد كان يحدثهم عن المواقف التي حدثت له في تلك المعارك، ابرزها حصاره مع ثلاثة من رفاقه نحو شهرين.
شارك الشيخ سعيد الأقرع في حصار السبعين يوما الذي فرضته أتباع الإمامة "الملكيين" على العاصمة صنعاء والذي بدأ في 28 نوفمبر 1967، وحتى 7 فبراير 1968.
حرب المناطق الوسطى
لم يقتصر دور الشيخ الأقرع في قتاله ضد أعداء الجمهورية من الملكيين، لكنه اعتبر نفسه حارسا للجمهورية، فكلما تعرضت الجمهورية لمؤامرة فزع الشيخ ببندقيته الشخصي وذخيرته يدافع عنها.
فعندما بدأت العناصر التخريبية أو ما يسمى ب "الجبهة القومية" حربها حربا ضد أبناء المناطق الوسطى (تعزإب ريمة البيضاءذمار) عام 1978، كان للشيخ الاقرع، كما يقول أقاربه، دورا كبيرا في قيادة المجاميع للدفاع عن الجمهورية والقتال ضد الجبهة وشارك في القتال بمنطقة وادي بنا محافظة إب، وكذلك في محافظة ريمة.
من أبرز المواقف في قتاله ضد الجبهة القومية فك الحصار على مقاومين حاصرتهم عناصر الجبهة القومية، كان ذلك عند استشهاد الشهيد الشيخ صالح عبدالله أبولحوم والشهيد الشيخ ناجي بن صالح الاقرع وبعض رفاقهم.
والشيخ الأقرع احد رفاق خاله الشهيد الشيخ ناصر صالح التام الاقرع الذي استشهد إلى جواره في احدى المواجهات مع عناصر الجبهة القومية.
أبو الشهداء
ولد الشيخ سعيد محمد الأقرع، عام 1935، بمديرية الجدعان محافظة مارب، توفي والده وهو صغير، ورباه خاله الشهيد الشيخ ناصر صالح الأقرع.
تزوج الشيخ الأقرع، رحمه الله، ب 4 زوجات، وله من الأبناء 20، 12 رجلا، و 9 بنات، استشهد 6 من أبنائه و3 من أحفاده، خلال المعارك ضد مليشيا الحوثي، استشهد اول أبنائه في 2011.
يلقب الشيخ الأقرع ب "أبو الشهداء" لعدد أبنائه وأحفاده الشهداء الذين استشهدوا وهم يقاتلون مليشيا الإرهاب الحوثية منذ 2011 وحتى سبتمبر 2020، قاتلوا دفاعا عن وطنهم ودينهم وكرامة شعبهم.
الأب المناضل والشيخ المُصلح عُرف الشيخ الأقرع، بين قبيلته خاصة وفي الجدعان عامة بالحكمة والحنكة والشخصية القوية والمؤثرة وتدينه، فكان له دورا في اصلاح ذات البين سواء في المواقف الخاصة بين قبلية "الأقرع" أو بين الجدعان بشكل عام وبين القبائل المجاورة خاصة قبائل نهم.
في بيته ربى الشيخ الأقرع أولاده على تعلم أموره دينهم، وعلى الأخلاق والقيم والمبادئ والمعاملة الحسنة وحب وطنهم والدفاع عنه، ورباهم على كراهية وبغض وقتال مليشيا الحوثي الطائفية الإرهابية، ونتيجة لذلك قدم 9 شهداء من أبنائه وأحفاده.
والشهداء من أبناء وأحفاد الشيخ الأقرع هم: 1/ ناجي سعيد الاقرع (2011) 2/ أحمد سعيد الاقرع 2014 3/ مفرح احمد سعيد الاقرع (حفيد) (2015) بموقع القده جبهة نجد العتق 4/ فهد محسن سعيد الاقرع،(حفيد) (2016) استشهد في نجد العتق وراس جبل بحره، بعد تحريرها من مليشيا الحوثي من قبل الجيش الوطني وبمشاركة كبيرة من قبائل الأقرع بقيادة القائد العميد خالد صالح الاقرع. 5/ صادق سعيد محمد الاقرع (2016) استشهد بعد أخيه بفترة قصيرة ب جبل قرود وفرضة نهم، يقول أقاربه "ولأنه قاتل عناصر المليشيات من مسافة صفر لم يتمكن أخوه ومن معه من اخراج جثته، وبعد شهر تمكنوا من استعادتها في صفقة تبادل جثث.
6/7/ مرضي و بشير سعيد الاقرع (25يناير (2020 8/ استشهاد همدان سعيد الاقرع 23) سبتمبر (2020 9/ استشهاد رامي احمد سعيد الاقرع (حفيد) 16) أكتوبر (2020
الشهيدة فاطمة الأقرع وكعادة المليشيات عندما تتجرع الهزيمة في الجبهات تلجأ للانتقام من المدنيين من النساء والأطفال. ففي منتصف شهر مضان، 1441، (9 مايو(2020 استشهدت فاطمة سعيد الأقرع، بقذيفة هاون أطلقتها مليشيا الحوثي على منزلها في منطقة الجدعان مارب.
لحقت فاطمة بزوجها الشهيد واثنين من بنائها استشهدوا جميعا وهم يقاتلوا مليشيا الحوثي الإرهابية.
بسبب جريمة استهداف منزل فاطمة الأقرع، خاض الجيش الوطني بقيادة العميد خالد الأقرع وبمشاركة كبيرة من قبيلة "الأقرع" معركة خاطفة، ضد مليشيا الحوثي، اطلق عليها "معركة الكرامة".
نتج عن المعركة انتصارات كبيرة بمقتل نحو 30 من عناصر المليشيات وتحرير 4 مواقع استراتيجية، وأسر آخرين بينهم قائد اللواء.
والشهيدة فاطمة، زوجة شهيد وأم شهيدين واخت ل6 شهداء، وخالة لثلاثة شهداء أيضا.
