كشف تقرير صادر عن موقع Foreign Policy الأميركي عن تنامي دور مليشيا الحوثي كأحد أبرز أذرع إيران في المنطقة، مستفيدًا من الدعم العسكري والتقني الذي يتلقاه من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، إلى جانب تنسيق وثيق مع ميليشيات شيعية عراقية. ووفقًا للتقرير الذي اطلع عليه الصحوة نت وترجمه للعربية، فإن الحوثيين تحولوا إلى كيان شبه دولي (من خلال سيطرتهم على مؤسسات الدولة) يدير اقتصاد حرب معقدًا، يمكنهم من تمويل عملياتهم عبر التهريب غير القانوني للسلع، وجمع الضرائب والإيرادات، على غرار أسلوب حزب الله في لبنان.
- جزء من شبكة إيرانية مترابطة: على خلاف ما تحاول ميليشيا الحوثي إظهاره للعالم بأنها جماعة مستقلة القرار عن إيران، أكد التقرير أن الحوثيين لم يعودوا مجرد جماعة انقلابية داخل اليمن، بل أصبحوا جزءًا من شبكة إيرانية مترابطة تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة ككل.
ولفت إلى أن ميليشيا الحوثي تتبع النهج الإيراني وتمضي وفق ما يتوافق مع مصالح إيران، وتستخدم الأساليب نفسها التي تبنَّتها طهران مع ميليشيا حزب الله في لبنان والميليشيات العراقية.
وذكر التقرير أن إيران عملت على تطوير قدرات الحوثيين العسكرية، حيث زودتهم بتكنولوجيا الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، إلى جانب توجيه ودعم عملياتهم الميدانية.
كما أشار إلى أن مسؤولين بارزين من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني والميليشيا العراقية قاموا بتدريب الحوثيين وتقديم استشارات استخباراتية لهم خلال السنوات الأخيرة.
- تعزيز العلاقات مع باقي الميليشيا الإيرانية: بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وهو أحد الأذرع الإيرانية في المنطقة، تزايدت حركة انتقال قادة ومقاتلين سابقين من حزب الله في لبنانوسوريا، وكذلك عناصر من ميليشيات عراقية موالية لإيران، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.
ووفقًا للتقرير، فإن هذا النشاط العابر للحدود عبر محور لبنان-سوريا-العراق باتجاه اليمن يمثل جزءًا من اتجاه أوسع لإعادة التعبئة وإعادة التموضع، مع تراجع الأدوار الاستراتيجية لميليشيا إيران لي المنطقة.
كما أكد التقرير وجود مكتب جديد لميليشيا الحوثي في بغداد، إلى جانب مكاتب أصغر في كركوك وجنوب العراق، وهو ما يعزز من علاقاتهم الوثيقة مع الميليشيات الشيعية العراقية.
وكشف التقرير عن استخدام الحوثيين معسكر تدريب في بلدة الخالص بمحافظة ديالى، وهي منطقة تسيطر عليها كتائب حزب الله وقوات الحشد الشعبي في العراق، حيث يتلقون تدريبات على تكتيكات القتال الحديثة، ونشر الطائرات المسيرة، واستخدام العبوات الناسفة.
- محاولات سد الفراغ وتوسيع النفوذ: ميزان القوى داخل المحور الإيراني بات يميل لصالح ميليشيا الحوثي في اليمن، حيث برزت كأكثر الجماعات المسلحة غير الحكومية تسليحًا وتمويلاً ضمن حلفاء إيران في المشهد الأمني الجديد، وذلك بعد تراجع القدرات الدفاعية والهجومية لحزب الله.
وفي هذا الإطار، أوضح التقرير أن ميليشيا الحوثي عملت على تقديم نفسها كبديل مثالي لحزب الله عقب انهياره، كما عملت على توسيع نفوذها إلى خارج اليمن عبر علاقات مع جماعات إرهابية.
وأكد التقرير أن الحوثيين ينخرطون في علاقات مع جماعات مسلحة أخرى خارج اليمن مثل حركة الشباب الصومالية وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهو ما يعكس سعيهم لتعزيز حضورهم الإقليمي.
- مأزق الحوثيين أمام الضغوط العسكرية: وتحدث التقرير عن الضغوط التي يواجهها الحوثيون حاليًا، خصوصًا في ظل الحملة العسكرية الأميركية على مواقعهم. وأوضح أن المليشيات تعتمد على قدرتها على امتصاص الهجمات الجوية الأميركية، وتراهن على عامل الوقت.
ونوَّه أن الحوثيين يأملون أن تفقد واشنطن اهتمامها بالحملة العسكرية مع مرور الزمن، وهو ما قد يمنحهم فرصة لإعادة ترتيب صفوفهم، كما فعل نظام الأسد وحزب الله في أوقات سابقة.
وبحسب التقرير، فإن المليشيا تواجه تحديات أخرى، أبرزها الصعوبات الاقتصادية التي تعيق قدرتها على حشد المقاتلين وتمويل جولة جديدة من الحرب، إضافة إلى تصاعد الغضب المحلي في مناطق سيطرتها بسبب سياساتها القمعية.