الدور الأخوي للمملكة تجاه اليمن يمثل وقفة أخوية ومساندة عروبية لا يمكن أن ينساها الشعب اليمني، حضرت المملكة في أصعب الأوقات، عشر سنوات منذ انطلاق عاطفة الحزم، يتذكر اليمنيون اندفاعة مليشيا الحوثي بالبلاد نحو حرب شاملة، غير آبه بشيء، حتى كسر صوت الطيران الحربي هدوء الليل، وأشعل الضوء في ظلمة اللحظات القاتمة، واعلن بيان قيام عاصفة عربية بقيادة المملكة العربية السعودية، فتنفس الشعب الصعداء، وتأكد له بأن السيطرة والحكم صار وهم حوثي، وحلم أيرنة اليمن أصبح مستحيلاً. في ال26 من مارس 2015 أعلن الأشقاء في المملكة العربية السعودية انشاء تحالف عربي لدعم الشرعية استجابة لدعوة الرئيس هادي بعد تعرضه للحصار بصنعاء، وعندما غادر لعدن قصفه الطيران الحربي الخاضع للانقلابيين، ارادوا القضاء على الرئيس، ودفن آخر عقبة قد تقف في طريق تحقيق مشروعهم، فكان لابد من طلب النجدة من الاشقاء، شكلت استجابة المملكة و اعلان عاصفة الحزم موقف أخوي لحماية الشرعية اليمنية، ومنع احكام ايران سيطرتها على الجغرافيا اليمنية عبر اذرعها المليشيا الحوثية، تحملت الشقيقة قيادة التحالف، وساندت القوات المقاومة، وعملت على دعم الجوانب الإنسانية والتنموية وحملت القضية اليمنية في المحافل الدولية ولا زالت ضامن على حل يحفظ استقرار وأمن ووحدة الجمهورية اليمنية. تراكمات فرضت العاصفة تراكمت الاحداث التي سبقت قيام عاصفة الحزم وجعلت منها ضرورة، وفرضت الممارسات الحوثية تحرك عربي بادر له الاشقاء وكانوا على رأسه ولازالوا حتى اليوم، وهنا لابد من التذكير بالإرهاصات التي أدت للتدخل العربي، من لحظة اجتياح صنعاء حتى انطلاق العاصفة، لم تترك المليشيا الحوثية من خيار سوى التدخل العسكري لإيقاف جنونها ومقامرتها خدمة لأجندة ايران، لقد كانت تعيش عنفوان انتفاشتها، وسطوة جنونها، لقد عاد لها شيء من ماضيها الإمامي ولا ترى لها ارتباط يمني يمكن أن يوقفها ويراجع خطواتها نحو اشعال حرائق الحرب في كل مكان. كابرت باليمن ومستقبله وعمقه العربي، وجواره الخليجي، استجابة لتوجيهات ايران، دفعت المليشيا بمسلحيها مدججين بسلاح الدولة التي استولت عليه شرقا لإسقاط مارب وجنوبا لاحتياج تعزوعدن وغربا، وأصبحت على بعد خطوة من احكام قبضتها على اليمن. الحوثي وأيرنة اليمن تدفق السلاح الايراني مبكراً للحوثيين واستمرت دفعات السلاح والخبراء تصل المليشيا بشكل مستمر بإشراف مباشر من الهالك قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري، الذي تبنى وتولى تدريب وتسليح الحوثيين، وكانت السفينة، الايرانية جيهان1 التي ضبطت في 23 يناير 2013م قبل وصولها الى ميدي وتحمل 48 طن من السلاح و3 خبراء من الحرس الثوري- اطلقهم الحوثيون من سجن الأمن القومي في 24 سبتمبر بعد ثلاثة ايام من احتياج العاصمة - انكشاف لحجم الدعم للحوثي، ولم يخفي الايرانيون سعادتهم بإسقاط صنعاء ليعتبروا ذلك قطف ثمرة دعم واسناد لعقود، ولازالت تصريحات علي رضا زاكاني البرلماني المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي بعد يومين من الانقلاب بأن العاصمة العربية الرابعة أصبحت بايديهم، وأكثر جرأة من الحرس الثوري والسياسيين الايراني، كانت وسائل الاعلام الفارسية والتابعة لحزب الله تحتفى بانتصار كبير وتقدمه ثورة ضد السعودية فنشرت وسائل اعلامهم في 23 سبتمبر 2014 بالعنوان العريض " ثورة أخرى في اليمن على... السعودية وأخرى تنشر "السعودية تدفع بالقاعدة لمواجهة "الخطر" الحوثي. المقامرة دون حساب المألات قررت مليشيا الحوثي الهروب للأمام وردد أنصارها مقول "كسرنا الريوس" في عمران، تصاعدت وتيرة المعارك الداخلية في ماربوتعزوعدن، في حين مثل شهر مارس 2015م ذروة الاندفاعة الحوثية التي لايمكن للمملكة تجاهل مايحدث في الجوار المشتعل، في مارس قرر الحوثيون تسيير 28 رحلة اسبوعية بين صنعاء وطهران واطلاق مناورات عسكرية في البقع المحاددة للمملكة رافقها تغطية اعلامية بوسائل اعلام الحوثي والايراني واذرعها، لم يتوقف الامر على ذلك بل تعمدت تصفية الرئيس في 19 مارس وكان الطيران الحربي الذي استولى عليه الحوثين يقصف معاشيق للتخلص من هادي، الذي غادر الى حضرموت وطلب تدخل الاشقاء لإنقاذ اليمن. ماذا لولم تكن عاصفة الحزم؟ ماعاناه الشعب اليمني في نطاق سيطرت المليشيا الحوثية طوال فترة الحرب، فتح تساؤل كيف لو تم لها السيطرة الكاملة على اليمن؟ لقد بطش الحوثي بالشعب اليمني، ولم يردعه شيء وسام المواطنين العذاب وضيّق معيشتهم ومنع الراتب وفرض الجبايات، واستحوذ باسم السلالة على موارد الدولة، وافسد التعليم والمناهج وحول مؤسسات التعليم لبؤر طائفية، كل هذا يحدث ولم يستتب له الوضع بعد في الحكم والسيطرة، ولاتزال قواته تتراجع أمام ضربات الجيش والمقاومة واسناد التحالف العربي. ما ذاقه اليمنيون تحت وطأة المليشيا اثار تساؤل ماذا لو لم تدخل عاصفة الحزم وتمكنت المليشيا من بسط سيطرتها على كامل التراب اليمني لكنا اليوم نشاهد عودة سنوات الرسي وعبدالله بن حمزة وغيرهم من الكهنوتيين وعهود الظلام، هذا يعيدنا للحظة الأولى لانطلاق عاصفة الحزم واستفاقة الشعب وتنفسه الصعداء، فقد شكلت العاصفة منعطف في مواجهة المليشيا وحالة دون تمدد المليشيا نحو اخضاع بقية المحافظات، وكانت متنفس اتاح تجمع المقاومة الشعبية في ماربوتعز، صمدت ابطال عدن، وسرعان ما تحولت المعركة نحو التحرير فتطهرت عدن وأبين ولحج و واتسعت نطاق سيطت المقاومة في تعز، وأتج الابطال في مارب الذين كانوا يخوضوا المعارك في كيلو مربع حول المجمع الحكومي، ليهاجموا حشود المليشيا ويحرروا التباب والجيال وصولا الى مشارف صنعاء، وشكل تدخل عاصفة الحزم وصمود المقاومة الشعبية تجمع أحرار الجيش لتتأسس القوات المسلحة اليمنية من جديد ويتم تشكيل الألوية والمحاور والمناطق وتشكلت وزارة الدفاع بهيئاتها ودوائرها وتمكنت الحكومة التحرك لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، وتبدد أوهام الحوثي بحكام سيطرته. موقف ثابت من الوحدة وضوح المملكة العربية السعودية وقيادتها من الوحدة اليمنية، موقف أخوي راسخ، وظلت تأكد بين حين وآخر ذلك الموقف، وتقطع كل الطرق على المتربصين، وأفشلت محاولات استغلال الحرب لتقسيم البلاد، وخلال احداث عدن في اغسطس 2019م مثل البيان الذي اصدرته عن موقفها من تلك الاحداث، موقف أخوي، وصخرة حطمت أوهام التقسيم، وتحركت الجهود السعودية لرأب الصدع الذي حدث داخل الشرعية ورعت اتفاق الرياض في 5 نوفمبر من نفس العام عادت بموجبه الحكومة لعدم واكد الاتفاق على توحيد الصف لمواجهة الانقلاب، ورعت الكثير من التفاهمات والحوارت، وأوقفت التصعيد الذي يحاول أي طرف النيل من الوحدة والانتقاص من شرعية اليمن ومعركته ضد الانقلاب. تأتي ذكرى الوحدة مناسبة سنوية تأكد فيها المملكة وقوفها مع وحدة اليمن وشرعيته وتنطلق المملكة عبر دبلوماسيتها فتجد المواقف الدولية المؤكدة على وحده اليمن ودعم شرعيته موقف دولي ثابت على غير عادة القوى الدولية التي تجد الحروب الداخلية فرصة للتقسيم. حضرت مواقف المملكة لتوقف أصوات التقسيم التي تشهدها المحافظات الجنوبية وطوال عشر سنوات لا شيء أوقف التقسيم في ظل ضعف حالة الدولة الشرعية لو لم يكن موقف الاشقاء واضحا ومانعا لكل محاولات التقسيم وضامن لوحدة اليمن واستقراره. دعم سخي حضر الدعم الإنساني الأخوي الذي قدمه الاشقاء في المملكة للشعب اليمني في منذ انقلاب المليشيا الحوثي إلى جانب الدعم المساند للشرعية، قدمت المملكة الدعم المباشر عبر المنح والودائع للبنك المركزي اليمني وفي لحظات فارقة، مثّل هذا الدعم ركيزة في ثبات الاقتصادي اليمني واستمرار اداء الحكومة لمهامها ودفع الرواتب، وقدمت المملكة منح مشتقات نفطية لدعم قطاع الكهرباء بمبلغ 622مليون دولار، ودعم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ثمانية قطاعات أساسية وحيوية، ونفذ مشاريع ومبادرات تنموية تجاوزت 200 مشروع ومبادرة تنموية في مختلف المحافظاتاليمنية نجح مشروع «مسام» التابع للمركز في انتزاع 462,289 لغماً وتطهير 60,034,518 كيلومتراً مربعاً من الأرضي اليمنية من الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي. ولايزال مشروع مسام يطوف الجبال والوديان لتطهير الاراضي اليمنية المحررة من المليشيا لنزع الالغام التي زرعها الحوثيون بطريقة عشوائية دون اعتبار لما يمكن أن يسقط من ضحايا مدنيين، وهو ما نسمع به بين حين واخر عن انفجار لغم حوثي في الجوف أو الحديدة والبيضاء. لايزال الدور الأخوي للمملكة تجاه اليمن يمثل وقفة أخوية ومساندة عروبية لايمكن أن ينساها الشعب اليمني، وينظر اليمنيون لقيادة المملكة وشعبها الأخوة الذين حضروا في أصعب الأوقات ولم يألوا جهدا في سبيل الخلاص من المليشيا الحوثية وعمل كل مامن شأنه حفظ استقرار اليمن ووحدة اليمن