تحدث تقرير نشرته مجلة The Middle East Forum الأمريكية عن استغلال مليشيا الحوثي للمساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن سيطرتهم على ميناء الحديدة تتيح لهم نهب الإغاثة وبيعها أو توزيعها على أنصارهم، بينما يحرمون منها المناطق التي يرونها غير موالية لهم. وكشف التقرير عن استخدام الحوثيين ميناء الحديدة كأداة للسيطرة على المساعدات الإنسانية، حيث يقومون بتحويل جزء منها إلى السوق السوداء، وتخصيص الباقي لمؤيديهم، بينما يعاقبون المناطق التي تعتبرها الجماعة خارجة عن طاعتها عبر منع وصول الإغاثة إليها.
وأشار إلى أن هذه السيطرة الحوثية جعلت المجتمع الدولي عاجزًا عن إيصال المساعدات بشكل عادل، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، واستمرار استغلال الحوثيين لهذه الموارد لتعزيز نفوذهم.
- اتفاق ستوكهولم.. غطاء لاستمرار سيطرة الحوثيين: في العام 2018، اقتربت قوات الحكومة الشرعية من استعادة الحديدة لوقف هذه الممارسات، لكن الحوثيين شنوا حملة دعائية مكثفة بين المنظمات الحقوقية الغربية، محذرين من أن أي تعطيل للميناء سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
بحسب المجلة، فإن إيران لعبت دورًا داعمًا للحوثيين في ذلك الوقت، حيث استهدفت قواتها الخاصة ناقلات النفط والسفن التجارية قبالة السواحل الإماراتية في خليج عمان، في رسالة تهديد مباشرة لدول التحالف العربي لإجبارها على التراجع.
وأوضحت المجلة أن اتفاق ستوكهولم، الذي تم التوصل إليه في نهاية 2018، لم يحقق أهدافه في إنهاء سيطرة الحوثيين على المساعدات الإنسانية أو وقف تهريب الأسلحة، بل عزز الوضع الراهن، حيث استمر الحوثيون في التحكم بالمساعدات دون رقابة فعلية.
وأكدت أن الاتفاق كان مجرد غطاء دبلوماسي، سمح للحوثيين بمواصلة استغلال الميناء تحت مظلة "نظام تفتيش"، لكنه لم يمنع تدفق الأسلحة أو استمرار نهب الإغاثة الإنسانية.
- دعوة لنقل المساعدات إلى مناطق الشرعية: التقرير الأمريكي شدد على ضرورة تغيير مسار المساعدات الإنسانية، بحيث يتم تسليمها عبر موانئ خاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، مثل عدن والمكلا، لضمان وصولها إلى مستحقيها دون تدخل الحوثيين.
وأكد بأن أي اعتراض من الحوثيين على هذا التوجه اليوم، يعكس ممارساتهم طيلة السنوات الماضية، حيث يعمدون إلى منع المساعدات عن المناطق الخارجة عن سيطرتهم، وهو ما يجعل احتجاجاتهم على وصول الإغاثة عبر عدن غير منطقية.
ودعا التقرير الأممالمتحدة إلى إنهاء تواطئها مع الحوثيين، ونقل مكاتبها وموظفيها إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة الشرعية، مشيرًا إلى أن المليشيات تستخدم موظفي المنظمة الدولية كرهائن لتحقيق مكاسب سياسية.
وطالب التقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باتخاذ موقف حاسم، من خلال إعطاء الموظفين مهلة أسبوعين للانتقال إلى عدن، أو فقدان امتيازاتهم وحمايتهم الأممية.
- إغلاق ميناء الحديدة.. خطوة لا تحتمل التأخير: انتقدت المجلة سياسة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، مشيرةً إلى أنها تجاهلت خطر الحوثيين على مدار أربع سنوات، واكتفت بتمنيات بأن يختفي التهديد الحوثي بدلاً من مواجهته بقرارات حازمة.
ودعت الرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو إلى استخدام نفوذهم للضغط على الأممالمتحدة، لوقف أي مساعدات تمر عبر الحديدة، وإجبار الحوثيين على السماح بعبور الإغاثة إلى كل المناطق بحرية.
واختتم المجلة تقريرها بالدعوة إلى إغلاق ميناء الحديدة فورًا، ووضع عمليات التفتيش تحت إدارة الحكومة الشرعية، مشددةً على أن أي تأخير إضافي يعني استمرار استغلال الحوثيين للمساعدات الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على حساب الشعب اليمني.