ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في قطاع غزة راح ضحيتها نحو 180 شهيداً وجريحاً، بعدما استهدفت فلسطينيين احتشدوا في محيط مركز توزيع المساعدات التي تشرف عليها شركة أميركية بتأمين إسرائيلي بالمنطقة العازلة في رفح. وقالت وزارة الصحة في غزة، إن الحصيلة الأولية للمجزرة بلغت 179 حالة من بينها 21 شهيداً، و5 حالات موت سريري، و30 حالة إصاباتها خطيرة جداً، مشيرة إلى ازدحام أقسام الطوارئ والعناية المكثفة جراء العدد الكبير من الإصابات.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن "المجزرة بحق المدنيين الجوعى تثبت زيف الادعاءات الإنسانية"، واصفة مراكز توزيع المساعدات ب"مصائد الموت الجماعي".
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في بيان، أن "الجريمة الجديدة تُعدّ دليلاً إضافياً على مضيّ الاحتلال في تنفيذ خطة إبادة جماعية ممنهجة، عبر التجويع المسبق ثم القتل الجماعي عند نقاط التوزيع، وهي جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي، ولا سيّما المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948".
وأضاف: "ما يجري هو استخدام ممنهج للمساعدات كأداة حرب تستخدم لابتزاز الجوعى بتجميعهم قسرياً في نقاط قتل مكشوفة تُدار وتُراقب من قبل جيش الاحتلال وتُموّل وتُغطى سياسياً من الاحتلال والإدارة الأميركية، التي تتحمّل المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة عن هذه الجرائم".
وبحسب البيان، فإن مشروع المساعدات الجديد عبر المناطق العازلة "مشروع فاشل وخطير، يشكّل غطاءً لسياسات الاحتلال الأمنية والعسكرية، ويُستخدم للترويج الكاذب لمزاعم الاستجابة الإنسانية"، في الوقت الذي يُغلق فيه الاحتلال المعابر الرسمية، ويمنع وصول الإغاثة الحقيقية من الجهات الدولية المحايدة".
وفيما طالب البيان الأممالمتحدة ومجلس الأمن بتحمّل مسؤولياتهما القانونية والإنسانية، وفتح المعابر الرسمية فوراً دون قيود، وتمكين المنظمات الأممية والدولية من تقديم المساعدات بعيداً عن تدخل الاحتلال أو إشرافه، دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق المجازر، بما فيها جرائم القتل في مواقع توزيع المساعدات، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية.
كذلك عبّر المكتب الإعلامي عن رفضه بشكل قاطع كل أشكال "المناطق العازلة" أو "الممرات الإنسانية" التي تُقام بإشراف الاحتلال أو بتمويل أميركي، محذراً من "خطورة استمرار هذا النموذج القاتل الذي أثبت أنه فخ للمدنيين الجوعى، لا وسيلة للنجاة".
وفي اليوم الأول لانطلاق عمل هذه المراكز، اقتحمت حشود فلسطينية يائسة مركزاً لتوزيع مساعدات في جنوب القطاع، فأطلق عليهم جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص، ما أدى إلى وقوع ثلاثة شهداء وإصابة نحو 50 آخرين.
يأتي ذلك في ظل انتقادات دولية وأممية لآلية توزيع المساعدات الجديدة في القطاع، التي رفضت المؤسسات الإغاثية الدولية والأممية الاشتراك بها، واعتبرت أنها تنطوي على "إذلال" يفاقم معاناة الفلسطينيين، إضافة إلى أنها "تفتقر إلى الإنصاف والحياد والاستقلالية".