مسؤولة أممية: أكثر من 17 مليون يمني يعانون من الجوع الحاد    الحديدة تستقبل 120 ألف زائر خلال عيد الاضحى .. رغم الحر    أبناء إب يحتشدون في 180 مسيرة إسنادا لغزة وانتصارا للمقدسات    قائد الحرس الثوري الجديد يكشف حجم الرد القادم!    ليفربول يتعاقد مع فيرتز بمبلغ قياسي    صنعاء تعمم .. بموعد اطلاق الألعاب النارية    رسميًا – يوفنتوس يعلن تجديد عقد إيغور تودور حتى 2026    - الممثلة اليمنية فتحية إبراهيم تشكو عصيان ابنتها بدعم من زوجها إبراهيم الأشول    خامنائي يهدد بمصير أليم ومرير وهجمات جديدة تستهدف منشأة نطنز    قراءة تحليلية.. التقاطع الإسرائيلي الإيراني نهاية الصراع أم بداية تفكك الوطن العربي؟    فضيحة في عدن.. الأخلاق والإنسانية ضاعت في مستشفى الصداقة    الللجنة المنظمة تحدد 56 ساحة نسائية لاحياء ذكرى الولاية    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    تفاصيل عن 3 عمليات نفذها الموساد داخل إيران بالتزامن مع الهجوم الجوي    عاصفة ليفاندوفسكي تسقط مدرب بولندا    النجوم في الدوري السعودي.. هالة إعلامية ومستوى رفيع يدفع ثمنهما المنتخب    قرى حاضرة أبين تغرق في الظلام بعد سرقة أسلاك الكهرباء    تعز اليمنية وكر الإرهاب.. مأوى المليشيات، خطر يهدد أمن واستقرار الجنوب    الأمن الجنوبي خط أحمر    عاجل | إسرائيل تشن هجوم كبير على إيران    حكومة التغيير والبناء تدين العدوان الصهيوني السافر على إيران    اعلام ايراني: انفجارات عنيفة تدوي في طهران وتعليق مؤقت لرحلات الطيران المدني    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    مأرب في حرب استعادة الدولة والجمهورية (3)    النصر مهتم بخدمات المدرب سباليتي    نيمار قد يعود الى الملاعب الاوروبية    العثور على أربعة شباب متوفين داخل حافلة في منطقة العند بلحج    المبعوث الاممي: اليمن لا يستطيع تحمل سنوات أخرى من الانقسام والانهيار الاقتصادي والمعاناة    محافظ أبين: نرحب بأي جهود من شأنها الاستجابة للمبادرة التي أطلقناها قبل عام بفتح طريق عقبة ثرة    الدولار يتراجع مع تزايد توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية    حلف بن حبريش يقر بوجود خلية فساد في أتباعه المسئولين عن الوقود(وثيقة)    قافلة عيدية من قيادة السلطة المحلية بالمحويت للمرابطين في الساحل الغربي    السلطة المحلية والتعبئة بالضالع تنظمان ندوة بذكرى يوم الولاية    إصلاح حضرموت ينعى رئيس فرع دوعن إثر وفاته بحادث مروري    القيرعي الباحث عن المساواة والعدالة    توقعات بوصول الدولار بالمناطق المحتلة الى 3000الف ريال    ارتفاع الدخل السياحي في الأردن إلى 3.1 مليار دولار    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الخميس 12 يونيو/حزيران 2025    البحث الجنائي بلحج يوضح حول حادثة وفاة اربعة شبان داخل سيارة بمثلث العند    نائب رئيس مجلس القيادة الدكتور عبدالله العليمي يعزي في وفاة نجل الشيخ حسين بن ناصر الشريف    لحج .. العثور على جثث اربعة شبان في سيارة قيد التشغيل    تعرف على المنتخبات ال13 المتأهلة لكأس العالم 2026 حتى اللحظة    أسعار النفط تقفز بأكثر من 4 في المئة    اليابان.. اكتشاف أحفورة بتيروصور عملاق يقدر عمرها ب90 مليون عام    ألونسو يعلن قائمة ريال مدريد لكأس العالم للأندية    بلون الحزن ومذاق الألم أبتهجت عدن بالعيد وفرحت به    متحفا «الوطني والموروث الشعبي» يشهدان اقبالا كبيرا خلال العيد    مأرب: ميدان النزال والحسم وصناعة النصر(2)    كيف تواجه الأمة واقعها    اليمن تؤكد التزامها بحماية المحيطات وتدعو لتعاون دولي لمواجهة التحديات البيئية    وداعا أحمد الشرف    تصاعد مخيف لحالات الوفاة بحمى الضنك في عدن ومحافظات الجنوب    اكتشافُ أنقاض مدينة في كازاخستان تعود للعصور الوسطى    محافظة ذمار تبحث خطوات وقائية لانتشار مرض الاسهالات المائية    عن تكريس "ثقافة التخوين"..؟!    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    الإسعافات الأولية في حالات الإغماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الولاية" والسلطة الزائفة
نشر في الصحوة نت يوم 11 - 06 - 2025

في المجتمع اليمني التي يتمتع بعاطفة دينية تمثل العقيدة أداة فعالة للتأثير على الوعي الجمعي ، وهذا ما حصل حينما أرادت جماعة الحوثي الإرهابية اقناع المجتمع اليمني بقبول شرعيتها الزائفة وخاصة أن ثمة اجماع بأن مافعلته في العام 2014م كان انقلاباً مكتمل الأركان ، وهذا يقوّض أي مبررات لحق الجماعة في الحكم والتحكم ، ولتحقيق أطماعها السياسية لجأت إلى استغلال العاطفة الدينية واستخدام الرموز التاريخية لتسويق ذاتها عبر مفهوم "الولاية" لإقناع اليمنيين بشرعية حكمها ، وبالاتكاء على خرافة تقول إن الحكم الإلهي للإمام علي بن أبي طالب قد تم اغتصابه ، وأنهم الورثة الشرعيون له ، والمعنيون باسترداد هذا الحق المغتصب! .
يرتكز الحوثيون في خطابهم السياسي المغلف بالصبغة الدينية على فكرة "الولاية" والتي تعني في المفهوم الشيعي أن علي بن أبي طالب والأئمة من ذريته هم أوصياء المصطفى صلى الله عليه وسلم وأحق الناس بالحكم من بعده ، ومع أن هذا المفهوم دخيل على الفكر الإسلامي وتطور تاريخياً في سياقات سياسية وعقائدية معقدة داخل الفكر الشيعي ، إلا أن الانقلابيين الحوثيين يقدمونه في صورة مظلومية تاريخية مبتكرة عمرها أكثر من أربعة عشر قرناً ، ثم يتم إسقاطها بشكل متعسف على واقع اليمن المعاصر .
في هذه السردية يقدّمون علي بن أبي طالب –كرم الله وجهه– باعتباره الحاكم الشرعي الأول، الذي حُرِم من حقه وتعرض للغدر! وتوارثت ذريته هذا الحق المغتصب ، ثم فجأة يظهر الحوثي –بلا دليل تاريخي موثق أو شرعي معتبر– ليقول إنه ينتمي لتلك الذرية ، وبالتالي فهو "الحاكم بأمر الله" ، مع أنه لا توجد وثيقة تاريخية موثوقة أو دراسة أنساب رصينة تؤكد أن أسرة الحوثي تنتمي إلى الإمام علي بن أبي طالب! ، وحتى لو صح النسب فإنه لا يبرر الأحقية بالحكم ، لا قديماً ولا في ظل مفاهيم الدولة الحديثة والمواطنة والمشاركة السياسية .
لا يقدم الحوثيون أي مبررات معتبرة نقلاً أو عقلاً لكنهم فقط يمارسون إثارة العاطفة الدينية لتسويق خرافة الولاية ، ولذا تتجه كل جهودهم إلى صبغة المجتمع بالجهل ومحاربة التعليم والتطوير وفرض العزلة ليتمكنوا من تمرير هذه السردية المغلوطة والتي ترتكز على كون "سيدهم" من نسل النبي! ، وبالتالي يجب توقيره وطاعته وعدم معارضته ، وتكمن خطورة هذا التوظيف في أنه يطعن في مبادئ الاسلام ، ويحول شخصية علي بن أبي طالب -كرم الله وجه- من رمز إسلامي للعدالة والشجاعة والحكمة إلى غطاء لتبرير الاستبداد والقتل والنهب ، ويغدو مجرد "رمز وراثي" لإضفاء قداسة على سلطة ظالمة قائمة على الإكراه .
إن التسويق لخرافة الولاية كمبرر للحكم والسيطرة والتحكم يترك آثاراً سياسية مدمرة فهو يقسّم المجتمع على أساس طبقي وسلالي، و يصنف الناس إلى "سادة" و"عبيد"، أو "قناديل" و"زنابيل"، وهذا يشرعن الإقصاء السياسي لكل من لا يؤمن بفكر الجماعة الانقلابية أو لا ينتمي إلى سلالتها ، وهو ما يعني إعادة استزراع الأنظمة القمعية التي لا تتيح أي أفق للتعدد أو التداول السلمي للسلطة ، ويعطل مفهوم الدولة الحديثة القائمة على المواطنة المتساوية ، كما أن هذا المنحى ينسف الهوية الوطنية اليمنية عبر الإعلاء من شأن الانتماء السلالي على حساب الانتماء الوطني ، وفرض أجندة طائفية دخيلة على المجتمع اليمني الذي ظل طوال تاريخه متسامحاً ومتنوعاً .
إن ما يفعله الحوثيون اليوم بترويجهم لخرافة "الولاية" وحقهم الإلهي المزعوم في الحكم هو من أخطر الجرائم التي تُرتكب باسم الدين ، بينما لايقر الاسلام تزييف وعي الناس واستغلال عاطفتهم لإضفاء سلطة زائفة على مشاريع طائفية واستبدادية ، ولمقاومة هذا التوجه الحوثي لابد من الاتجاه إجبارياً إلى ترسيخ المفاهيم الإسلامية الصحيحة للحكم ، والقائمة على الشورى كنظام حكم نقيض للاصطفاء ، والاختيار المقنن في اسناد إدارة الدولة كبديل للوراثة ، والكفاءة في الوظيفة العامة وليس النسب والسلالة .
دمتم سالمين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.