اغلاق موسم اصطياد الحبار في منطقة البحر الأحمر    اللاعبين المحليين في منتخب اليمن يعودون إلى عدن    مقتل شابين برصاص والدهما في إب في ظل تفشي جرائم العنف الأسري    عن رئيس هيئة المصائد بالحديدة    روسيا تدخل قائمة أكبر خمسة اقتصادات الأقل اعتمادا على الواردات    إيران تعلق الرحلات الجوية وتهدد باستهداف القواعد الامريكية والاركان الاسرائيلي تعلن بدء موجة هجمات جديدة    استشهاد مواطن برصاص قناصة مليشيا الحوثي الإرهابية في شبوة    وزير الدفاع الإسرائيلي: إيران تجاوزت الخطوط الحمراء وستدفع الثمن    السعودية وقطر تستضيفان المرحلة الرابعة لتصفيات مونديال 2026    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    يوفنتوس يعلن تجديد عقد مدربه الكرواتي إيغور تودور    الخدمة المدنية: غداً الأحد استئناف الدوام الرسمي عقب إجازة العيد    هجوم اسرائيلي جديد على ايران وطهران تعلن اغلاق أجواء البلاد والحرس الثوري يحدد الاهداف التي قصفت    صافرات إنذار في البحر الميت إثر تسلل طائرة مُسيّرة    مساحة مديريات الصحراء الحضرمية    ريال مدريد يضم ماستانتونو في أضخم صفقة انتقال في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية    مكون الحراك الجنوبي يدين العدوان الصهيوني على إيران    سياسي جنوبي: انها معركة كل الوطنيين الجنوبيين الأحرار    اتهامات للعليمي بشراء الولاءات الإعلامية بالتزامن مع تأخر صرف رواتب الموظفين    مقارنة القدرات العسكرية بين الجيشين الإيراني والصهيوني.. لمن الغلبة؟!    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    - هكذا سيكون حالة النفط بعد المواجهات الإيرانية الإسرائيلية و إغلاق باب المندب اليمني    - اليك السلاح الفتاك لتقي نفسك وتنتصر على البعوض(( النامس))اليمني المنتشر حاليآ    تخصيص 7 ساحات بصنعاء لاحياء "يوم الولاية" غدا صباحا    السقوط المدوي للإرهابي أمجد خالد... أسرار المداهمة تكشف تورط الإخوان وصراعاتهم الخفية    اغتيال الشخصية!    أب يقتل اثنين من أبنائه داخل مركز تجاري بإب    الأستاذ جسار مكاوي المحامي ينظم إلى مركز تراث عدن    فوضوا مجددا ابوبكر بتولي المسؤلية بعد تدهور حالة والدهم الصحية وبعد العبث بشركاتهم    مأرب في حرب استعادة الدولة والجمهورية(الأخيرة)    الذهب عند أعلى مستوى في شهرين بعد هجوم إسرائيل على إيران    مسؤولة أممية: أكثر من 17 مليون يمني يعانون من الجوع الحاد    صنعاء تعمم .. بموعد اطلاق الألعاب النارية    الحديدة تستقبل 120 ألف زائر خلال عيد الاضحى .. رغم الحر    - الممثلة اليمنية فتحية إبراهيم تشكو عصيان ابنتها بدعم من زوجها إبراهيم الأشول    فضيحة في عدن.. الأخلاق والإنسانية ضاعت في مستشفى الصداقة    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    عاصفة ليفاندوفسكي تسقط مدرب بولندا    النجوم في الدوري السعودي.. هالة إعلامية ومستوى رفيع يدفع ثمنهما المنتخب    بتنسيق كامل مع أمريكا.. هجوم إسرائيلي على إيران    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    النصر مهتم بخدمات المدرب سباليتي    نيمار قد يعود الى الملاعب الاوروبية    العثور على أربعة شباب متوفين داخل حافلة في منطقة العند بلحج    الدولار يتراجع مع تزايد توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية    حلف بن حبريش يقر بوجود خلية فساد في أتباعه المسئولين عن الوقود(وثيقة)    السلطة المحلية والتعبئة بالضالع تنظمان ندوة بذكرى يوم الولاية    القيرعي الباحث عن المساواة والعدالة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الخميس 12 يونيو/حزيران 2025    لحج .. العثور على جثث اربعة شبان في سيارة قيد التشغيل    اليابان.. اكتشاف أحفورة بتيروصور عملاق يقدر عمرها ب90 مليون عام    متحفا «الوطني والموروث الشعبي» يشهدان اقبالا كبيرا خلال العيد    اليمن تؤكد التزامها بحماية المحيطات وتدعو لتعاون دولي لمواجهة التحديات البيئية    تصاعد مخيف لحالات الوفاة بحمى الضنك في عدن ومحافظات الجنوب    محافظة ذمار تبحث خطوات وقائية لانتشار مرض الاسهالات المائية    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة أولية في الضربة الإسرائيلية المركبة.. ماذا بعد؟
نشر في الصحوة نت يوم 13 - 06 - 2025

شهدت إيران فجر اليوم الثالث عشر من يونيو/حزيران هجوما جويا إسرائيليا واسع النطاق استهدف مواقع متفرقة في العمق الإيراني، من بينها منشآت نووية ومقار عسكرية وأمنية، ومساكن ومنازل سكنية، وأسفر عن مقتل عدد من القيادات رفيعة المستوى في قطاعات الأمن والدفاع والبحث العلمي.
لم تقتصر العملية على حجم وكثافة النيران المستخدمة، وإنما عكست قدرة استخباراتية عالية، وتنفيذا متزامنا لمجموعة من الضربات النوعية، في مشهد يطرح أسئلة حادة حول فعالية منظومة الدفاع الإيرانية وطبيعة الرد الممكن.
الاستهداف المتزامن لشخصيات مركزية في مواقع متعددة يشير إلى تخطيط دقيق ومعلومات تفصيلية متقدمة. وتشير المعطيات إلى أن الهجوم ركز على رموز تمثّل عقل النظام، وليس فقط: من مستشاري المرشد في الأمن القومي، إلى قائدي القوات المسلحة والحرس الثوري، إلى علماء مرتبطين بالبرنامج النووي. هذا النمط من الاستهداف يتجاوز الفعل العسكري المباشر، ويقترب من مفهوم "الضربة المؤسِّسة"، التي استهدفت إصابة مركز القرار وتعطيل البنية التي تدير المؤسسة الأمنية والعسكرية والعلمية دون الاكتفاء بالأهداف التقليدية
لم يكن الهدف الرئيسي تدمير المنشآت، وإنما تعطيل آليات اتخاذ القرار وضرب أعمدة المنظومة الاستراتيجية الإيرانية. وفي هذا الإطار، يبدو أن العملية حرصت على توجيه ضربات مزدوجة: جسدية إلى القيادات، ونفسية إلى الجهاز السياسي والعسكري برمّته إلى جانب مادية بتعطيل عمل المنشآت. ويصعب في المدى المنظور تعويض الخبرات والشبكات التي تمت تصفيتها خلال ساعات قليلة.
لا تنحصر دلالات الهجوم داخل حدود إيران. فالرسائل موجّهة إلى الأطراف المرتبطة بطهران أيضا. أعني الميليشيات الحليفة التي لطالما نظرت إلى إيران كمركز للحماية والدعم وتراقب المشهد وهي تعيد النظر في معادلات الردع الإقليمي. كما أن الضربة تضع الدول المجاورة في موقع المراقبة القلقة؛ إذ تفتح الباب أمام احتمالات التصعيد والرد غير المتوقع.
تتقلص خيارات الرد الإيراني في المقابل وسط بيئة إقليمية ودولية مشحونة. الرد المباشر قد يفتح مواجهة مفتوحة لا تملك طهران شروط حسمها. والرد عبر الحلفاء بات مكشوفا ومحدود الفاعلية، في حين أن تأجيل الرد أو الاكتفاء ببيانات رسمية يُضعف موقع إيران في معادلة الصراع ويعمّق فجوة الثقة داخل بنيتها السياسية والعسكرية.
ما حدث يطرح أيضا إشكالية الصورة والواقع. فلطالما قدّمت إيران نفسها كقوة مذهلة لا تُخترق، وكفاعل مستقل قادر على فرض معادلاته في الإقليم لكن العملية كشفت عن فجوة واضحة بين هذا التصور والخريطة الحقيقية للقوة، خصوصا في ما يتعلق بالحماية الذاتية والتنسيق الدفاعي في لحظة الاختبار.
إن إعادة ترميم صورة الردع بعد هذه الضربة ليست عملية سهلة. فالمؤسسات التي جرى استهدافها، والأشخاص الذين تم اغتيالهم، يمثّلون خلاصة التراكم الأمني والعسكري الإيراني خلال العقود الماضية.. وتكرار هذه الضربة أو توسيع نطاقها قد يُضعف تماسك النظام أكثر من أي عقوبات أو عزلة سياسية.
لقد شكلت الضربة الإسرائيلية في عمق إيران تدخلا خشنا في سياق إعادة رسم قواعد الاشتباك، وربما إعادة تعريف التوازنات في الإقليم.. هذه ليست مجرد عملية عسكرية ناجحة، وإنما رسالة سياسية وعسكرية وأمنية مركبة ومفتوحة خلاصتها أن القدرة على المبادرة لم تعد حكرا على طرف دون آخر.
الهجوم الإسرائيلي فتح مرحلة غير قابلة للعودة إلى قواعد الاشتباك السابقة. تجد إيران نفسها أمام استحقاق الرد، ليس لحساب الهيبة فقط، وإنما أيضا لإعادة تثبيت دورها في معادلة الإقليم. وأي تأخر في الرد سيُفسَّر بوصفه عجزا، والاندفاع نحو التصعيد سيحمل مخاطر الانزلاق في مواجهة أوسع يصعب التحكم بنتائجها. في المقابل، سيتطلب إعادة بناء المنظومة المستهدفة وقتا واستقرارا لا تملكه طهران في ظرفها الداخلي والخارجي.
إن المنطقة بأكملها دخلت مرحلة ترقّب مشحونة تتداخل فيها الحسابات العسكرية بالاعتبارات السياسية، ويبدو أن المشهد لم يصل بعد إلى ذروته.
ما جرى فجر الثالث عشر من يونيو لا يمكن قراءته في المحصلة باعتباره حادث منفصل أو تطور عابر... إنه اختبار حقيقي لقدرة النظام الإيراني على الصمود في وجه الضربات النوعية، وقدرته على تحويل الأزمة إلى فرصة لاستعادة زمام المبادرة، أو الدخول في طور دفاعي طويل الأمد.. أما مستقبل الصراع، فسيُرسم في ضوء الإجابة الإيرانية، لا بمجرد التهديدات المعلنة، والتصريحات الصاخبة التي دأبت قيادة المنظومة الحاكمة على إطلاقها في كل محطة صراعية مباشرة وعير مباشرة، وإنما سيرسم ب(الفعل القادر على استعادة توازن مفقود).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.