وقف شامخًا كالطود الاشم لم تلنِ له قناة، ولم تنحني له هامة، أقام الحجة على الجميع بثباته وصموده في وجه عصابة الأجرام الحوثية
ملامح وجهه النقي الصافي تنبئك عن رجلٍ لا يعرف الزيف وبطلٍ لا يعرف الهزيمة
لم يخرج حاملاً سيفًا ولا بندقية، بل حمل راية القرآن حافظاً له ومعلماً طوال خمسة عقود تخرجت على يده أجيال من حفظة الذكر الحكيم (ترتيلاً وبيان) عرفتهم جبال ريمة وسهولها وذلك الامر هو الذي اقلق المسيرة الشيطانية الحوثية التي تحاول الانتساب للقرآن زورا ، وهي مُنْذُ جاءَت تُحَاربُ حُفَاظَهُ، وَتُفجِّر دُور تَعْلِيمِهِ
حين داهمته عصابة الإجرام، ظنّوا أنهم أمام رجل أعزل، لم يعرفوا أن في قلبه سورة "الأنفال"، وعلى جبينه سورة "التوبة" وأنه طالما كان يتلوا قول الله تعالى ( أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)
استُشهد واقفًا، لم يهرب، لم ينحنِي او يتراجع ، بل كان طودًا شامخًا، يشهد على زمن الخذلان ، وعار الصمت، وذلّ التواطؤ. كان يعلم أن الموت آتٍ، لكنه آثر أن يأتيه منتصب القامةً، كالأشجار التي تموت واقفة.
زوجته... تلك المرأة الحرة، لم تكن الا ظلًا لِرجُلِها، كانت درعًا يقيه و جدارًا يسنده قاتلت معه حتى ارتقى الى الله شهيداً لا بالسلاحً وحده ، بل بالعزيمة، بالكرامة، بصوتها الذي يضج في وجه المعتدين الظالمين : «لن تأخذوا كرامتنا، لن تمسّوا عرضنا». كانت تعرف أن التضحية لا تكون فقط بالدم، بل بالصبر والثبات عند أشتداد المحنة
الشيخ معلم القرآن صالح حنتوس ، لم يكن شهيدًا فقط، بل صار رمزًا. رمزًا لكرامة لا تُشترى، لإيمان لا يُساوَم، لعقيدة لا تنكسر ،لثورة قادمة بإذن الله تجتث قوى البغي والظلم الحوثية التي اوغلت في ظلم وقتل اليمنيين وستباحة دماؤهم في حين لايزال بعض المغفلين داخل اليمن وخارجه يصدق ان هذه الجماعة يمكن ان تنحاز لقضية عادلة او تنتصر لمظلومية أحد
رحم الله حامل راية القرآن في وجه عصابة الظلم والطغيان الشيخ الشهيد صالح حنتوس وجعل منزلته في الدرجات العُلا من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا