لم تكن ثورة 14 أكتوبر 1963 لتحرير جنوباليمن من الاستعمار البريطاني حدثًا معزولًا في مجرى التاريخ الوطني، بل كانت امتدادًا طبيعيًا لوهج ثورة 26سبتمبر 1962 في الشمال، حين انتفض اليمنيون ضد نظام الإمامة الكهنوتي. هذا التتابع الزمني بين الثورتين لم يكن مجرد صدفة، بل كان انعكاسًا لوعي جمعي بدأ يتشكل لدى اليمنيين جميعًا بأن الحرية لا يمكن أن تتجزأ، وأن التحرر في صنعاء لا يكتمل إلا بتحرر عدن. يناقش هذا التقرير جذور الترابط بين الثورتين اليمنيتين من خلال تتبّع السياق التاريخي والسياسي والاجتماعي الذي مهّد لانطلاق ثورة أكتوبر، واستعراض شهادات عددٍ من المناضلين والمؤرخين الذين وثّقوا مراحل التفاعل بين الشمال والجنوب، وكيف تحوّل التلاحم الشعبي والعسكري بين جناحي الوطن إلى قاعدةٍ صلبة لمشروع التحرر والوحدة الوطنية في اليمن.
العوامل المشتركة وتفاعل الوعي الوطني
حين اندلعت شرارة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في شمال اليمن ضد نظام الإمامة، كان الجنوب ما يزال يرزح تحت وطأة الاستعمار البريطاني الذي بسط سيطرته على عدن منذ عام 1839. وقد شكّلت الثورة وإعلان الجمهورية في الشمال مصدر إلهام عميق لأبناء الجنوب الذين رأوا في انتصارها بداية تحول تاريخي، إذ تابعوا كيف تمكن اليمنيون في صنعاءوتعز من إسقاط الحكم الإمامي وإعلان الجمهورية بعد قرون من العزلة والجمود.
لم يكن دوي المدافع في شمال البلاد بعيدًا عن مسامع عدن والضالع ولحج، بل كان بمثابة نداءٍ واضحٍ يدعو إلى تحرك مماثل ضد الاستعمار البريطاني. وبعد عام واحد فقط على انتصار ثورة سبتمبر، كانت بندقية الثورة تتجه نحو جبال ردفان لتعلن ميلاد ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من النضال الوطني ضد الاستعمار.
من الناحية التاريخية، لم تكن العلاقة بين الشمال والجنوب مجرد حدود سياسية فُرضت بفعل الاستعمار، بل كانت جذور هذه العلاقة أعمق من ذلك بكثير بروابط اجتماعية وثقافية على مدى العقود، وساهم هذا في خلق وعي وطني مشترك بواحدية الثورة والنضال.
في عدن، حيث ازدهرت الحياة الفكرية في الأربعينيات، نشأت مدارس فكرية مثل حزب الأحرار، وقد تأثرت هذه التيارات الفكرية بكتابات المثقفين القادمين من الشمال الذين أسسوا كيانات سياسية وتجمعات ثقافية مؤثرة خلال مراحل مختلفة.
كما تلقّى عدد كبير من الثوار الجنوبيين تدريباتهم في شمال اليمن عقب نجاح الثورة السبتمبرية، ما عزز فكرة الارتباط العضوي بين القضيتين. ولم يقتصر هذا التأثير على الميدان السياسي، بل امتد إلى الأدبيات الإعلامية والثقافية التي حملت روح الوحدة والتحرر.
ففي الفترة الممتدة بين عامي 1962 و1967، كانت إذاعة صنعاء تبث رسائل يومية تحث أبناء الجنوب على مواصلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار، فيما كانت الصحف العدنية تنشر مقالات تمجد الثورة السبتمبرية وتعتبرها نموذجًا للتحرر الوطني الشامل.
وفي المقابل، لم تتأخر ثورة أكتوبر في مدّ يد الدعم المادي والمعنوي للثوار في الشمال الذين كانوا يخوضون في تلك المرحلة الحرب ضد بقايا الإمامة المدعومين من الخارج، لتتجسد بذلك أولى صور التكامل الثوري بين الجانبين.
التلاحم الميداني بين الثورتين
لا يخفى أن التفاعل بين الثورتين تجاوز البعد الرمزي إلى الميدان العملي؛ فقد استقبل الشمال بعد 1962 مئات من أبناء الجنوب الذين فرّوا من الملاحقة البريطانية، ووفّر لهم معسكرات تدريب ومواقع لإطلاق عملياتهم العسكرية.
وقد لعبت العديد من القيادات العسكرية والسياسية أدوارًا مزدوجة بين الجبهتين؛ فعدد من ضباط جيش التحرير الجنوبي كانوا قد شاركوا في الدفاع عن الجمهورية في شمال اليمن، كما شارك متطوعون من تعز وإب وصنعاء في معارك ردفانوعدن. هذا التلاحم في الميدان خلق شعورًا عميقًا بالانتماء المشترك، ترسخ بعد الاستقلال عام 1967 عندما رُفع علم اليمن لأول مرة في عدن.
وقبل اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962 كانت عدن ملاذ للمناضلين اليمنيين ضد الإمامة في الشمال، ويبرز في ذلك المناضلين الذي فروا من الإعدامات والملاحقة عقب مقتل الإمام يحيى حميد الدين خلال ثورة الدستور 1948 التي فشلت في أهدافها وتم تصفية الثوار، كانت عدن الملجأ الوحيد للمناضلين، حتى حصل تخادم بين الامامة والاستعمار البريطاني وطردوا من عدن ومن أبرزهم الزبيري.
أثر الثورتين على مسار الوحدة الوطنية
يمكن القول إن سبتمبر وأكتوبر أسّستا معًا الوعي الوحدوي الحديث الذي تُوّج بإعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990. فبعد الاستقلال، ظلّ حلم الوحدة حاضرًا في الخطاب السياسي لكلا النظامين؛ ففي بيان الاستقلال الصادر عن الجبهة القومية عام 1967، ورد نص صريح يقول: "إننا نؤكد على أن وحدة التراب اليمني هدف لا حياد عنه، وأن الجنوب لن يكون إلا جزءًا من الوطن اليمني الكبير".
وفي المقابل، ظلت صنعاء ترى في عدن الامتداد الطبيعي لمشروع الجمهورية، لذلك، فإن اللقاء التاريخي بين الرئيسين علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض عام 1990 لم يكن سوى تتويج لمسار بدأ فعليًا قبل ذلك بسنوات حيث كانت مسار نضالي للتيارات السياسية والفكرية في الجنوب والشمال.
ويرى الدكتور فضل ناصر مكوع، رئيس نقابة هيئة التدريس في جامعة عدن، في ورقة بحثية قدمها في الندوة العلمية المعنونة ب«واحدية الثورة اليمنية» التي نظمتها جامعة الحديدة، أن ثورة سبتمبر كانت الشرارة التي مهدت الطريق لثورة أكتوبر. ويؤكد أن قيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963 في الجنوب جاء امتدادًا طبيعيًا لوهج ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 في الشمال.
شهادات تاريخية لمناضلي الثورة
في لحظةٍ فارقة من تاريخ اليمن، حين كانت ثورة سبتمبر في الشمال قد أيقظت الحلم الوطني بالحرية، كانت إرهاصات الثورة في الجنوب تتشكل على نحوٍ يعكس الهموم الوطنية. ومع حلول الرابع عشر من أكتوبر عام 1963، كانت جبال ردفان الشمّاء على موعدٍ مع التاريخ.
يستعيد اللواء المناضل حمود محمد بيدر تلك اللحظات قائلاً إنّ "شعبنا كان على موعد آخر مع القدر في ذلك اليوم، حين بدأت المعركة المسلحة بقيادة البطل الشهيد راجح البوزة". ويضيف خلال ورقة عمل قدمها في ندوة الثورة اليمنية ونشرها مركز التوجيه المعنوي بصنعاء، أن قيادة الثورة في صنعاء كانت تتابع الموقف عن قرب، وقد كلّفت كلاً من الشهداء أحمد بن أحمد الكبسي، محمد حاتم الخاوي، حسين شرف الكبسي، علي علي الحيمي، علي محمد السعيدي، أحمد الفقيه، وعيدروس القاضي وغيرهم بالتنسيق مع الثوار في الجنوب وتوفير الإمكانيات الممكنة لهم من أسلحة، وذخائر، وأموال، ورجال.
ويشير بيدر إلى أنّ الدعم لم يكن مقتصرًا على الإمدادات العسكرية، بل شمل كذلك تسهيلات رسمية للجنود والضباط الجنوبيين العاملين في الشمال، إذ منحتهم وزارة الدفاع بصنعاء إجازات مفتوحة للقتال في صفوف إخوانهم بالجنوب، مع استمرار صرف مرتباتهم وحقوقهم كاملة. وكان ذلك تعبيرًا عمليًا عن وحدة النضال ووحدة الهدف بين جناحي الوطن.
ولأن الكلمة كانت سلاحًا لا يقل تأثيرًا عن الرصاصة، فقد عملت القيادة الثورية على تعزيز حضورها الإعلامي. يوضح اللواء بيدر أنّ الجمهورية الوليدة في الشمال حصلت أثناء زيارة الرئيس المشير عبد الله السلال على قرضٍ تشيكي، مكّنها من الحصول على محطة إذاعية جديدة تم تركيبها في منطقة الجند بتعز، لتكون على مقربة من الجنوب، وقد أدت هذه الإذاعة واجبها خير أداء في إذكاء الحماس الثوري وإيصال صوت الكفاح إلى كل ركن من أركان الوطن.
كما يتحدث بيدر عن محاولاتٍ بريطانية فاشلة لاحتواء الموقف، إذ جرت مفاوضات سرية بين صنعاء ولندن بطلبٍ بريطاني، وعد خلالها الإنجليز بالاعتراف بالنظام الجمهوري ومساعدته ماليًا، شريطة أن تتوقف صنعاء عن دعم الثوار الجنوبيين، غير أن الرئيس السلال رفض ذلك العرض رفضًا قاطعًا، لأنه يتنافى مع جوهر الثورة وأهدافها العليا، وفي مقدمتها التحرر من الاستبداد والاستعمار معًا.
ويختم اللواء بيدر شهادته بالتأكيد على أنّ الجميع آنذاك كان متمسكًا بالثوابت الوطنية الكبرى التي انبثقت منها الثورة: واحدية الثورة اليمنية، والجمهورية إلى الأبد، والوحدة الوطنية باعتبارها وحدة التراب اليمني التاريخي الذي لا يتجزأ.
من جانبه، يتحدث اللواء أحمد مهدي المنتصر، عن جانبٍ آخر من مشهد دعم أبناء الجنوب للدفاع عن الثورة الوليدة في الشمال، حيث كانت مدينة عدن تشتعل بالعمل السياسي والتنظيمي مثلما كانت الجبال تشتعل بالرصاص. يقول المنتصر إنّ نداء الثورة لم يكن محصورًا في جبهات القتال، بل تجاوبت معه شوارع عدن وموانئها ومكاتبها، حيث شهدت المدينة حراكًا واسعًا جسّد وحدة النضال بين الريف والمدينة.
ويصف كيف أنّ العمال والمثقفين والتجار والشباب هبّوا منذ الأيام الأولى إلى مكاتب التطوع في الحرس الوطني، مدفوعين بإيمانٍ بأن لحظة التحرر قد اقتربت وأن عليهم أن يكونوا جزءًا من التاريخ.
ومن أبرز الشخصيات التي برزت في تلك المرحلة، يشير المنتصر إلى علي حسين القاضي، الذي أقام صلاتٍ سرية مع وطنيين داخل القوات العربية التابعة للجيش البريطاني، واستطاع عبرها الحصول على خرائط طبوغرافية دقيقة كانت تفتقر إليها القوات اليمنية في الشمال. وتم نقل هذه الخرائط بواسطة المناضل علوي عبد الإله الشاذلي إلى سعيد الحكيمي الذي تولّى مع سعيد محسن إدارة مكتب حزب الشعب والمؤتمر العمالي في شمال الوطن. ويصف المنتصر هذه المكاتب بأنها كانت "شريانًا لوجستيًا ومعنويًا يمدّ جبهات القتال بالرجال والمؤن والخرائط وحتى السلاح".
ورغم ضعف الإمكانيات وقسوة الظروف، لم تفتر عزيمة الثوار، فقد قُتل الآلاف من المتطوعين نتيجة ضعف التدريب وسوء التسليح، لكنهم لم يتراجعوا عن أداء واجبهم. ويؤكد المنتصر أنّ تلك التضحيات رسّخت وحدة الهدف بين الشماليين والجنوبيين، بين العامل في عدن والمقاتل في جبال ردفان، لتغدو الثورة مشروعًا وطنيًا واحدًا لا يعرف الانقسام.
توأم الثورتين السبتمبرية والأكتوبرية
يتناول المؤرخ سعيد أحمد الجناحي البدايات الأولى التي مهدت لامتداد الثورة من الشمال إلى الجنوب، فيرى أن اليوم الثالث، الموافق السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962، لم يكن حدثًا عابرًا في تاريخ اليمن، بل لحظة ميلادٍ لثورةٍ تجاوزت حدود صنعاء لتصل أصداؤها إلى عدن والضالع وردفان. فقد استمدت الجماهير في الجنوب من الثورة السبتمبرية طاقةً معنويةً هائلة، تجلّت في المظاهرات الصاخبة التي اجتاحت شوارع عدن متحديةً الوجود الاستعماري البريطاني.
وما إن أُطلق نداء الثورة للتطوع دفاعًا عن النظام الجمهوري الوليد حتى لبّت الجماهير النداء بحماسٍ لافت، إذ تدفقت أفواج المتطوعين من عدن نحو الشمال، وبلغ عددهم في الأسبوع الأول خمسة آلاف، قبل أن يرتفع إلى عشرين ألفًا. ويشير الجناحي إلى أن قيادة الثورة فتحت معسكرات تدريب في تعز وأطلقت على هذه الكتائب اسم الحرس الوطني، في دلالةٍ على الطابع الشعبي الواسع للحركة الثورية التي جمعت بين بندقية المقاتل وإرادة الجماهير.
كما لبّى النداء آلاف المقاتلين من أبناء ريف الجنوب، خصوصًا من ردفان والضالع ويافع، ومن مختلف مناطق اليمن، لتصبح ثورة سبتمبر قاعدةً صلبةً للحركة الوطنية في الجنوب، ومصدر إسنادٍ مادي ومعنوي لنضالها المتصاعد. ويرى الجناحي أن هذا التفاعل التاريخي بين الثورتين خلق تلاحمًا عضويًا جعل ساحة الشمال حاضنةً للكفاح الجنوبي وخلفيةً استراتيجية لانطلاقه نحو التحرر الكامل من الاستعمار.
ويضيف الجناحي أن الاستعمار البريطاني لم يقف مكتوف اليدين أمام هذه التحولات، بل سعى إلى دعم القوى الملكية المعادية للنظام الجمهوري انطلاقًا من قناعته بأن الثورة في الشمال تشكل خطرًا مباشرًا عليه، بخلاف حكم الإمامة الذي تعايش معه من قبل. فتحوّلت منطقة بيحان إلى قاعدةٍ لوجستية لعملياته ضد الثورة، ومركزًا لتمويل وتسليح القوى المناوئة للجمهورية، في محاولةٍ يائسة لإجهاض التجربة الجديدة.
لقد كانت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، كما يؤكد الجناحي، نقطة التحول الكبرى التي قلبت الموازين وأربكت الحسابات البريطانية في الجنوب. ومع حلول ربيع عام 1963، كانت صنعاء تشهد حدثًا وطنيًا بالغ الأهمية، حين التأم في الرابع والعشرين من مارس لقاءٌ سياسي موسّع ضم أكثر من ألف من المناضلين والكوادر السياسية والعسكرية من مختلف الاتجاهات الوطنية.
يصف الجناحي هذا اللقاء بأنه المنعطف الحاسم الذي خرج منه المشاركون بقناعةٍ راسخة بأن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد للتحرير، ومن رحم ذلك الاجتماع وُلدت الجبهة القومية لتحرير الجنوباليمني المحتل التي سرعان ما تحولت إلى المظلة الجامعة لكل فصائل النضال الجنوبي.
وقد تشكل مجلس مركزي لإدارة العمل الثوري برئاسة قحطان محمد الشعبي وتوزعت فيه المهام بين التنظيم والتمويل والإعلام والشؤون العسكرية والخارجية، ثم انضم إليه في أكتوبر 1965 عبد الفتاح إسماعيل بصفته المسؤول السياسي والعسكري في الداخل وقائد جبهة عدن، الأمر الذي عزز التنسيق بين القيادة السياسية والجناح الميداني للثورة.
ولإحكام هذا التنسيق، فتحت الجبهة مكتبًا رسميًا في تعز التي أصبحت قاعدة خلفية رئيسية للكفاح التحرري، وبذلك، كما يختتم الجناحي، بدأت مرحلةٌ جديدة من التلاحم بين إرادة الثورة في صنعاءوعدن، بين الجمهورية الوليدة وحركة التحرر المتصاعدة في الجنوب.
الخلاصة
أثبتت الوقائع التاريخية والشهادات الميدانية أن ثورتي سبتمبر وأكتوبر لم تكونا حركتين منفصلتين، بل مسارين متوازيين في رحلة وطن واحد نحو الحرية؛ فقد تقاسم الشمال والجنوب الألم ذاته، وخاضا معركة التحرر بروحٍ واحدة وإرادة لا تلين.
ومع تعاقب الأحداث، تبلورت فكرة واحدية الثورة كحقيقة راسخة في الذاكرة الوطنية، تؤكد أن نضال اليمنيين كان دائمًا موحد الهدف والمصير. ومن رحم تلك الأيام، وُلدت الفكرة الوحدوية التي ألهمت الأجيال اللاحقة، لتجعل من الحرية اليمنية قضية لا تُجزّأ، ومن ثورتي سبتمبر وأكتوبر فصلين متكاملين من حكاية وطن واحد نابض بالكرامة والإصرار.
وهذا السياق الذي انتج الوحدة اليمنية ليس تحول تمت صناعته، بل امتداد طبيعي لليمن التاريخي الذي كان محل صراع في الحضارات اليمنية القديمة، قبل ان يكون التفكك مسار له علاقة بنزعات سلطوية قديماً، أو أجندات خارجية ترى في التقسيم مشروع صراع داخلي يمنحها حرية السيطرة كما فعل الاستعمار البريطاني.