البحسني يشهد تدريبات لقوات النخبة الحضرمية والأمن    عقلية "رشاد العليمي" نفس عقلية الماركسي "عبدالفتاح إسماعيل"    تصريحات مفاجئة لحركة حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والانخراط ضمن منظمة التحرير بشرط واحد!    تطور مهم.. أول تحرك عسكري للشرعية مع القوات الأوروبية بالبحر الأحمر    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    هيئة السلم المجتمعي بالمكلا تختتم دورة الإتصال والتواصل الاستراتيجي بنجاح    فيديو صادم: قتال شوارع وسط مدينة رداع على خلفية قضية ثأر وسط انفلات أمني كبير    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    امين عام الاشتراكي يهنئ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بنجاح مؤتمرهم العام مميز    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    فينيسيوس يتوج بجائزة الافضل    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الإطاحة بشاب أطلق النار على مسؤول أمني في تعز وقاوم السلطات    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    رجال القبائل ينفذوا وقفات احتجاجية لمنع الحوثيين افتتاح مصنع للمبيدات المسرطنة في صنعاء    حقيقة وفاة ''عبده الجندي'' بصنعاء    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى انطلاقها الخمسين ثورة ال 14 من أكتوبر المجيدة شرارة الغضب الأولى لصناعة الحرية وطرد المحتلين
نشر في الجمهورية يوم 14 - 10 - 2013

مثلت ثورة 26 سبتمبر 1962م.. عمقاً استراتيجياً وسنداً قوياً وداعماً.. لاندلاع ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963م. والتي نحتفل اليوم بذكرى انطلاقها الخمسين لنروى تفاصيل انطلاقها ونعرض الادوار التاريخية والبطولات لمن كان لهم الفخر في تفجيرها وطرد آخر جنود الاستعمار من جنوب الوطن اليمني وايضا شهادات ودلائل واحديتها مع ثورة ال26 من سبتمبر المجيدة ورصد لأدوار العديد من مناطق الشطر الشمالي من الوطن الحبيب كتعز.. وقعطبة.. والبيضاء ومارب وغيرها من المحافظات التي ساهمت في احتضان المناضلين ومثلت قواعد انطلاق لثوار الجنوب الذين كانوا ينطلقون منها مزودين بالعتاد والمؤن والسلاح التي كان معظمها ياتي من مخازن السلاح في تعز وكانت المأوى ومركزاً لقيادات ثورة الرابع عشر من اكتوبر عام 1963م.. ومعرفة من شارك من خلال افواج المناضلين في ملحمة الدفاع عن الثورة الام.. ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 لرصد كل هذه التفاصيل كان للجمهورية لقاء مع الوالد المناضل ا حمد حسين غوث الدين فإلى الحوار .لا يمكن تزوير التاريخ
دلائل واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في شمال وجنوب الوطن كيف ترد على من ينكرون واحدية الثورة اليمنية ؟
فاجاب بقوله :
طبعا من لم يعيشوا الثورة السبتمبرية والاكتوبرية لا يعرفون هذه الحقائق وللآسف البعض يحاول ان يطمس تاريخ الثورة اليمنية وقدرها ومصيرها المشترك خصوصا هذه الفترة لكن مهما كانت المحاولات فلا احد يستطيع ان يزور ويحرف التاريخ والكثير من المناضلين بحمد لله مازالوا احياء وقد وثقوا كل تفاصيل النضال المشترك لتفجير الثورتين وهناك الكثير من المناضلين والقادة الذين انصفوا ثورتي سبتمبر واكتوبر.
علي عنتر انصف الثورة اليمنية
منهم على سبيل المثال وليس الحصر المناضل علي عنتر رحمه الله الذي اعلن عن تفاصيل واحدية الثورة اليمنية دون تحيز او مغالاة وذكر وقائع تاريخية حقيقية تؤكد واحدية الثورة وذكر ان قادة ثورة سبتمبر ورفاقهم من قادة ثورة اكتوبر هم الذين شاركوا في الضربة الاولى لتفجير الثورتين سواء ثورة سبتمبر او أكتوبر وهناك شواهد اخرى كثيرة لا يمكن طمسها او تزويرها لأنها كتبت بدماء الشهداء في الوطن اليمني الواحد وهناك مؤرخين واكاديميين قد وثقوا شواهد واحدية ثورتي سبتمبر واكتوبر ومنهم الدكتور حمود العودي الذي حصل على الثانوية العامة في العام 1963م وعاش فترة ما قبل الوحدة والذي اكد ان اليمنيين كانوا موحدين في كل نضالاتهم وتاريخهم حتى قبل الوحدة في عام 90م حيث قال لو رجعنا إلى ما قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر فإننا سنرى اليمنيين لا يفرقون بين معركة كانت تدار في الشمال ضد الإمامة أو معركة ضد الاحتلال في الجنوب والدليل على ذلك أن غالب راجح لبوزة مفجر شرارة ثورة ال14 من اكتوبر كان يقاتل في مسور حجة ضد الإمامة قبل أسبوع واحد من ثورة أكتوبر في الجنوب وانتقل إلى إخوانه في الجنوب لمساعدتهم في التخلص من الاستعمار البريطاني وكأنه انتقل فقط في مهمة عسكرية. والدليل الآخر أن ثورة 26 سبتمبر لم يقم بها أبناء الشمال فقط فأبناء الجنوب هم عنصر فاعل في نجاح الثورة السبتمبرية وذلك من خلال استضافتهم لثوار الشمال وإمدادهم بالمال والسلاح والرجال قبل الثورة وبعدها للحفاظ على الجمهورية، يقول العودي : بالمقابل قامت ثورة 14 أكتوبر بسواعد أبناء الجنوب وبمساعدة إخوانهم في الشمال عند خروج مجموعة الثائر لبوزة من صنعاء كانت طريق عودتهم (صنعاء - إب - قعطبة - الضالع - حالمين - ردفان) وأثناء مرورهم بمدينة إب التقى لبوزة المقدم أحمد بن أحمد الكبسي قائد اللواء، الذي كانت تربطه ب (لبوزة) عَلاقات وثيقة جمعتهم فيها أعمالهم القتالية في جبهة المحابشة، فطلب الكبسي من لبوزة دراسة الأجواء في ردفان للقيام بالثورة مؤكداً استعداده لدعم تفجير الثورة، بعد أن يتم الإعداد لها وتنظيم الجماهير في ردفان، حتى تصبح الظروف مهيأة من الجوانب كافة، كما شرح له بأنّ الأوضاع في الشمال ما زالت غير مستقرة، واقترح الكبسي على لبوزة أنّه نتيجة لعدم وجود السلاح في ردفان بإمكانه تجهيز مجاميع جديدة للمشاركة في الدفاع عن ثورة سبتمبر من جهة وتدريبها وتسليحها وإعادتها إلى ردفان كقوةٍ مدربة على القتال وعادت المجموعة إلى ردفان نهاية شهر أغسطس 1963م فاستقبلتها الجماهير في كل المناطق التي كانت تمر فيها وايضا جسد المناضلون في شمال الوطن موقفهم الأخوي من اخوانهم في جنوب الوطن من خلال استحداث منصب وزير لشؤون الجنوب في حكومة 1964م في الشمال لمساعدتهم لإكمال مشوار الثورة الوليدة ضد الاستعمار ، وهكذا استمر التعاون رغم الصراعات حتى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة ولا تزال روح الحوار تتجسد في نفوس اليمنيين حتى اليوم وهو ما نشاهده في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
كما أضاف الوالد احمد حسين غوث الدين بقوله :
عند إعلان قيام الثورة صبيحة يوم الخميس 26 سبتمبر 1962م عبرت الجماهير اليمنية عن فرحتها بهذا الحدث العظيم في كل قرية ومدينة دون استثناء إلا أنّ تعبير الجماهير الجنوبية المحتلة حينها من قبل الاستعمار البريطاني كان له طابع مميز أظهر ثقل هذه الثورة، وفجر طاقات الشعب الوطنية، فقد خرجت الجماهير في شوارع مدينة عدن تردد الأناشيد الثورية المعبرة عن التأييد للثورة، ونشطت اجتماعات القوى الوطنية وفي مقدمتها الحركة العمالية والأحزاب السياسية وبدأت طلائع المتطوعين للدفاع عن ثورة سبتمبر تتجه نحو عاصمة الثورة صنعاءومنذ الأسبوع الأول لقيام الثورة وخاصة من المستعمرة عدن التي كانت الجماهير فيها أكثر وعياً وتنظيماً، ثمّ تقاطرت أفواج المتطوعين من كل من لحج وأبين وشبوة والضالع ويافع وحالمين والأزارق والشعيب والصبيحة وغيرها من المناطق لنصرة الثورة الام وهناك دراسات واحاديث تؤكد فاعلية مشاركة ابناء الجنوب في تفجير ثورة ال26 من سبتمبر ومنها ما ذكره الدكتور حمود العودي ايضا في هذا الجانب.
حيث ذكر انه وبعد وصول أفواج المتطوعين من الجنوب إلى مدينة تعز عملت القيادة العربية المشتركة، المكونة من القيادات العسكرية اليمنية والمصرية بعد قدوم المصريين الى اليمن على توزيع المجاميع الأولى من المتطوعين الجنوبيين في ثلاث جبهات رئيسية هي:
جبهة خولان : أرسلت إلى هذه الجبهة مجموعة مكوَّنة من أكثر من (90) مقاتلاً معظمهم من العسكريين في المؤسسات العسكرية والأمنية الجنوبية الذين هربوا من وحداتهم بغرض التطوع للدفاع عن ثورة سبتمبر والعناصر الهاربة إلى الشمال قبل الثورة، وقد عين قائداً لهذه المجموعة الرائد محمد أحمد الدقم من (الصبيحة) وكان من اهم قيادات هذه الجبهة المناضل اللواء علي عبدالله السلال. و جبهة الحيمتين: التي بلغ عدد أفرادها حوالي (100) متطوع ومعظم أفرادها من العمال والطلاب والمدرسين الذين جاءوا من المستعمرة عدن، وقد عين قائداً لهذه المجموعة الأستاذ محمد عبده نعمان الحكيمي و جبهة المحابشة في لواء حجة: والتي بلغ عددها أكثر من (120) مقاتلاً، ومعظمهم من قبل ردفان وقد أتى توزيع المتطوعين الجنوبيين على هذه الجبهات نتاجاً لأسباب عدة أهمها:
ضراوة المعارك التي تشهدها تلك المناطق و تمكين أفراد المجموعات من القتال في جبهات ومواقع محددة يسهل التجانس فيما بينهم ايضا اطمئنان القيادات العسكرية المصرية المتواجدة في تلك المناطق إلى عدم قدرة الاستخبارات العسكرية على اختراق أفراد تلك المجموعات و تمتع أفراد تلك المجموعات بشيء من روح الانضباط للأوامر إلا أنّه يمكن الإشارة إلى أنّ هذه الجبهات لم تبقَ فيما بعد هي وحدها التي تمّ توزيع المتطوعين فيها من أبناء الجنوب، بعد أن زاد عددهم، فقد تمّ توزيعهم على معظم جبهات القتال ضد الملكية وتمّ إلحاقهم في صفوف الحرس الوطني والجيش حتى إنّ بعضهم تمّ إلحاقهم بالكلية الحربية كطلبة ليتخرجوا منها قيادات عسكرية مؤهلة في جبهات القتال أمثال: ثابت عبده حسين، وعبدالله علي الضالعي، وأحمد مهدي المنتصر وغيرهم.
واحدية الثورة
عندما كانت مجاميع المتطوعين للدفاع عن ثورة سبتمبر من أبناء الجنوب تقاتل في المناطق الشمالية أصدرت بريطانيا قانوناً يحرم ذهاب أبناء الجنوب للدفاع عن ثورة سبتمبر، كما نص القانون على أنّ على كل العائدين من الشمال أن يقوموا بتسليم أسلحتهم وما لديهم من ذخائر وقنابل ودفع ضمانة قدرها خمسمائة شلن (درهم) وعندما عادت بعض المجاميع من الشمال إلى مناطقها قدمت ضمانات بعدم العودة بواسطة السلطات المحلية.
كما اضاف الوالد احمد حسين غوث الدين حول واحدية الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وقال
:اولا نحن بالذات وبالتحديد اخي اللواء يحيى غوث الدين كان بجانب قائد خلية تعز التي كانت ستفجر ثورة سبتمبر من تعز وكان معظم الضباط برتبة ملازم ما عدى قادتهم مثل المناضل حمود بيدر ومحمد الخاوي والجايفي والمشير السلال وعلي عبد الله السلال ومحمد عبد الكريم الماخذي اما الضباط الاحرار فكانوا صغار السن في رتبة ملازم ومعظمهم مازال اعزب كالشهيد علي عبد المغني وكان لهم علاقات مع مناضلين من جنوب الوطن والربط بين ثورة سبتمبر واكتوبر لا يحتاج الى دلائل فمن المعروف ان ثورة سبتمبر تعتبر الثورة الام والثورة الداعمة لثورة ال14 من اكتوبر وبالنسبة لي اعتبر ثورة اكتوبر امتداداً طبيعياً لثورة ال26 من سبتمبر المجيدة فالطلقة التي كانت تطلق في عام 62م و63م اطلقت من نفس السلاح فهذا السلاح كان يسلم للكثير من قادة حرب التحرير في جنوب الوطن وهذه حقيقة تاريخية يعرفها كل المناضلين فبعد انتصار ثورة سبتمبر في عام 62م كانت الاوامر تصدر من المشير عبد الله السلال واللواء محمد الخاوي الى مسئولي مخازن السلاح في مدينة تعز بصرف السلاح من المخازن في تعز كالبنادق والذخيرة ومنها ايضا الكثير من القنابل اليدوية التي كانت تسلم لمشايخ وثوار من الضالع ومن لحج قبل تفجير ثورة اكتوبر بفترة بسيطة وبالتالي كانت هذه الاسلحة عون حقيقي للمناضلين لتفجير ثورة ال14 من اكتوبر 63م اضف اليها ان كثيراً من المناضلين في شمال الوطن توجهوا لتفجير ثورة ال14 من اكتوبر تحت قيادة لبوزة واستمرت المقاومة ضد الاستعمار حتى نجحت ثورة 14 اكتوبر في طرد الاستعمار من جنوب الوطن في 67م وملاحم البطولات في ثورة ال14 من اكتوبر لا يمكن وصفها وشجاعة وتضحيات المقاتلين اجبرت المحتل على مغادرة جنوب الوطن.
وايضا قرأت ما ذكره الاخ المقدم ركن محمد عباس ناجي الضالعي حول ليلة ثورة 14 أكتوبر 1963م ومقدماتها حيث ذكر أنّ يوم 14 أكتوبر 1963م لم يكن يوماً قد حدد مسبقاً بأنّه يوم الثورة، لكن تفجير الثورة كان قد تم الاتفاق عليه، وهذا ما أكده المناضل الراحل ناصر علوي السقاف، الذي كان حينها نائب قحطان محمد الشعبي بقوله: عاد راجح بن غالب لبوزة من جبهات الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر ومعه 100 مقاتل، وقد سمع بقانون حكومة الاتحاد، وبعد التشاور مع القيادة والحكومة من شماليين وجنوبيين أعلن أنّه سيعود وسيقاوم إذا تطلب الأمر ذلك.. أخذنا وعد لبوزة بعين الاعتبار ، المهم عاد الرجال إلى ردفان وطالبوهم بتسليم السلاح فرفضوا فنشب القتال.
في اليوم الثاني لاستشهاد المناضل لبوزة أي في 15 أكتوبر 1963م قام المناضل صالح علي الغزالي بتحرير رسالة إلى المقدم أحمد الكبسي قائد لواء إب حملها إليه الأخ صالح أحمد حسين البكري أبلغه فيها نبأ استشهاد راجح بن غالب لبوزة وما تعرضت له قبائل ردفان من اعتداء بريطاني غاشم وطلب منه إبلاغ قحطان الشعبي وقيادة الجمهورية ايضا في صنعاء بذلك.
بيان حكومة الاتحاد
بعد مرور ثلاثة أيام من استشهاد لبوزة أي في يوم 17 أكتوبر 1963م أصدرت وزارة الإرشاد القومي والإعلام في حكومة اتحاد الجنوب العربي بياناً أُذيع من إذاعة عدن بأنّ فرقة مؤلفة من الجيش والحرس الاتحادي تعرضت لنيران فريقين من رجال العصابات كانوا يطلقون النار من مراكز تقع في الجانب الجبلي ويتألف الفريقان من ثمانية وثلاثين رجلاً على التوالي، وكان هؤلاء بقيادة راجح غالب لبوزة الذي عاد مؤخراً من اليمن، يحمل أسلحة وقنابل يدوية وألغاماً يحاول إشاعة الإرهاب في المنطقة، ولم يصمد بحسب البيان البريطاني اتباع لبوزة أمام القوات الاتحادية المدربة تدريباً عالياً، التي أرغمتهم على الفرار رغم تحصينات رجال العصابات في مراكزهم، وقد خسر رجال العصابات اثنين منهم، كان أحدهما راجح لبوزة نفسه، بينما أُصيب أربعة آخرون، ولم تُصب القوات الاتحادية بأي خسائرهذا كان نص بيان الاذاعة في تلك الفترة.
تشويه الحقائق
كانت بريطانيا تعتبر من يخرج عن طاعتها إرهابياً، لهذا نجد كل بياناتها التي صدرت بمناسبات عدة وخاصة في عمليات قتالية وقعت بين قواتها والثوار، تصف المقاتل اليمني بأبشع الصفات بغرض تشويه الحقائق أمام الرأي العام المحلي، وفي هذا البيان ما يدل على ذلك، ليس فقط في تشويه المناضلين من أبناء ردفان وقائدهم راجح غالب لبوزة، وإنّما في ذكر عدد الضحايا من الطرفين، ففي هذا اليوم قالت بأنّ الثوار خسروا اثنين من بينهما راجح لبوزة نفسه، والحقيقة أنّه استشهد من الثوار لبوزة فقط، وقالت في بيانها إنّه أُصيب أربعة منهم، شخص واحد بجراح وهو سعيد العنبوب، الذي كان يُقاتل إلى جانب لبوزة في موقع واحد، كما أنّها لم تعترف بخسائرها، لكن شهود عيان من أبناء المنطقة شاهدوا بأم أعينهم بعد انتهاء المعركة، في الساعة الثانية بعد ظهر يوم 14 أكتوبر 1963م، الدماء النازفة في المواقع التي كانت تتمركز بها القوات البريطانية.
مواصلة مسيرة الكفاح
بعد مرور ستة أيام على إذاعة البيان البريطاني من إذاعة عدن ومرور تسعة أيام على استشهاد الثائر راجح غالب لبوزة، أصدرت قيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل في 23 / 10 / 1963م بياناً أعلنت فيه استشهاد لبوزة مؤكدةً عزمها على مواصلة مسيرة الكفاح المسلح التي بدأها لبوزة ورفاقه
وتوعدت القوات البريطانية بزيادة مسيرة القتال حتى تحرير الوطن المحتل واعتبرت لبوزة قائداً من قادتها المتفردين بالشجاعة والرجولة والقدرة القيادية.. وقد عملت الجبهة القومية على توزيع بيانها على وسائل الإعلام العربية وفي مقدمتها إذاعة صنعاء التي أذاعت البيان نصاً في تاريخ 26 / 10 / 1963م.
توحيد حركة النضال
لقد غيّرت الثورة السبتمبرية مجرى النضال ضد الاستعمار في الجنوب المحتل حيث أججت الشعور الوطني وألهبت حماس الجماهير، وهيأت المناخ الذي مهد لقيام الثورة الأكتوبرية، بدءاً بفتح معسكر لتدريب الحرس الوطني الذي استوعب جموع المتدفقين من المناطق الجنوبية دفاعاً عن الثورة في شمال الوطن وعقد العزم على إشعال الثورة في جنوب الوطن.
وفي 24/3/1963م عقد في صنعاء لقاء حضره أكثر من ألف شخص من ممثلي حركة القوميين العرب وحزب الشعب الاشتراكي، وعدد كبير من الجنود والضباط الأحرار الذين تركوا الخدمة العسكرية في جيش الجنوب المحتل، كما ضمّ اللقاء عدداً من رجال القبائل والعمال والموظفين الذين تركوا مناطقهم ووظائفهم وأعمالهم في الجنوب، ونزحوا إلى الشمال استجابة لنداء حماية الثورة السبتمبرية.. وتم في ذلك اللقاء الخروج ببيان يدعو كل التنظيمات السياسية والفئات الوطنية إلى الالتقاء في جبهة واحدة توحد حركة النضال في الجنوب المحتل، وأُردف البيان بخروج المجتمعين بقرار الاستمرار في العمل الجبهوي على قاعدة الكفاح المسلح حتى التحرير، وتشكيل الجبهة تحت كل الظروف، والاتفاق على تسميتها باسم الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل.. فيما أعقب قيام هذه الجبهة نشوء منظمة تحرير الجنوب المحتل من كل من حزب الشعب الاشتراكي ورابطة أبناء الجنوب العربي، ومجموعة من المشايخ والسلاطين، وقررت في اجتماع لها بمقر الجامعة العربية بالقاهرة في 5/7/1964م، النضال المقدس ضد الاستعمار البريطاني، وتم التوقيع بعد ذلك على دستور المنظمة، وتكوين قيادة عامة، ثم عقدت أول مؤتمر لها في تعز في مايو 1965م. ثم الثاني في يوليو من العام نفسه، وفي ذلك الوقت طرحت فكرة الدمج لهذه المنظمة بالجبهة القومية في كيان سياسي واحد تحت مسمى "جبهة تحرير الجنوب اليمني" في 13 يناير 1966م. غير أنّ الغالبية العظمى من قيادات الجبهة القومية وقواعدها رفضت قرار الدمج، وانسحبت في نهاية 1966م، وكانت قد اتخذت من مدينة تعز التي تعتبر الحاضنة للمناضلين من جنوب الوطن مقراً لقيادتها، فيما تم تشكيل جهاز من الضباط المصريين لمساعدة قيادة الجبهة القومية في مهامها النضالية
الثورة تعم الجنوب
وأيّاً كانت مسارات الحوار بين المناضلين تتأرجح بين الدمج والافتراق فإنها تلتقي على تصعيد النضال ضد المستعمر المحتل.. فبعد اندلاع الثورة المسلحة في 14 أكتوبر 1963م. من قمم جبال ردفان الشماء، على يد المناضل الشهيد راجح بن لبوزة، عمت الثورة عموم الجنوب المحتل.. وقد وفرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر السند والقاعدة لانطلاقة ثورة 14 أكتوبر .. والتحم كل أبناء اليمن في اصطفاف وطني رائع في منازلة الاستعمار، وفتحت جبهات القتال في مختلف مناطق وجوده، وكانت الجماهير هي المحرك الأساس والداعم للعمليات الفدائية التي أقضت مضاجع الاحتلال، وهزت كيانه خاصة عملية حصار مدينة كريتر في 1967م. بعد نكسة حزيران، إثر التمرد العسكري في أرم بوليس (الشرطة المسلحة)، حيث قام بعض السجناء بأعمال تكسير السجن ومحتوياته، واستولوا على الأسلحة فيه... وتفاقمت الأوضاع، واستمر الحصار لمدة أسبوعين، قطعت خلالها خدمات الكهرباء والمياه عن سكان المنطقة، ونتج عن الحصار مقتل الكثير من الجنود البريطانيين الذين كانوا يحاولون التسلل والهرب من مدينة كريتر، وكان الفدائيون يطاردونهم في الشوارع ... واستقدم الانجليز فرقاً عسكرية خاصة (الشياطين الحمر) وأعطيت صلاحيات واسعة في قمع المواطنين، الأمر الذي أدّى إلى اشتداد المقاومة واتساعها في كافة المحافظات الجنوبية بعد أن كانت محصورة في عدن .. وتصاعد الكفاح المسلح حتى تم جلاء آخر جندي بريطاني نهائياً في 30 نوفمبر عام 1967م، وتسلم الجبهة القومية مقاليد الحكم، ونزوح جبهة التحرير إلى الشطر الشمالي.
(وحدة الحركة الوطنية)
المحطة الثالثة: ملحمة حرب السبعين يوماً واستسلام منصر
تعتبر ملحمة حرب السبعين يوماً من المعارك التاريخية التي لا تختلف عن بدايات الثورة، والتي تأكدت فيها وحدة الشعب اليمني، ووحدة الحركة الوطنية في الدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري، حيث تعد هذه الملحمة خاتمة المعركة الطويلة التي خاضتها الثورة من أجل تثبيت النظام الجمهوري، واستمرارية الثورة .. وقدمت الدليل القاطع والبرهان الساطع على واحدية الثورة اليمنية، وأنها قادرة على الدفاع عن نفسها، لحظة القوات المصرية الشقيقة العودة إلى بلادها إثر حرب حزيران 1967م
والتي انعكست نتائجها السيئة على مجريات الأحداث في الساحة اليمنية.
بداية الحصار
وتقدمت جحافل الملكيين المغرر بهم والمرتزقة الأجانب صوب العاصمة صنعاء، وسقطت بعض المدن مثل صعدة، وحوصرت حجة، والمحويت واحتلت المعسكرات والمواقع التي انسحبت منها القوات المصرية وزحفوا للسيطرة على الجبال المحيطة بالعاصمة لوضع استحكاماتهم ومدافعهم بعيدة المدى، وقطع الطرقات الرئيسية، وضرب الثكنات العسكرية والمطارات، وضرب محطة الإذاعة والمنشآت الاقتصادية والحيوية وقطع التموين على صنعاء، والقيام بعمليات تفجير داخل العاصمة لإلحاق الرعب والإرباك في صفوف المواطنين ومحاولة الدفع بالقبائل المحيطة بصنعاء إلى التمرد .. وضُرِب الحصار الشرس على صنعاء وبات سقوطها قاب قوسين أو أدنى، وانسحبت كل السفارات فيما عدا سفارتي الصين والجزائر .. ولم يعد أمام قوى الثورة والجمهورية إلا أن تعجل باتخاذ خطوات الاصطفاف الوطني وأن تستنفر الجماهير بأقصى درجات الاستنفار وأن يزداد الصف الجمهوري تماسكاً لردع الهجمة الشرسة.. فكان الشروع بتشكيل حكومة برئاسة الفريق المناضل حسن العمري في 21 ديسمبر 1967م. ووضعت خطة للدفاع عن صنعاء وكان هناك الكثير من المناضلين من جنوب الوطن شاركوا فيها.
وأضاف الوالد احمد حسين غوث الدين : و هناك حقيقة تاريخية في ملحمة السبعين وهي ان اهم عامل للنصر في ملحمة السبعين هو استسلام قاسم منصر حيث كانت الاخبار لدينا بعد سقوط مسور حجة والطويلة وبني العوام والمحويت في الملكية بقيادة علي بن ابراهيم اتجهوا الى محاصرة صنعاء بسبب قوة السلاح التي كانت بحوزة الملكين (سلاح ميم ون ) الذي يتركب عليها ما يسمى بالبازوكة و(الويتات الجمس الامريكي) التي كانت احدث وافتك من السلاح الذي بيد الجمهورين ووصلت الامور الى درجة ان الاعلامين الذين كانوا مع الملكيين كانوا متهيئين للانتقال الى صنعاء لإعلان بيان المملكة وطبعا حصار السبعين وشحة الامكانيات وتكالب القبائل للوقوف مع الملكية من اجل الذهب الذي كانوا يوزعونه على القبائل شكل تحديات كبيرة ولا تطاق على قوات الجمهورية الا ان النصر جاء فعلا باستسلام الاخ قاسم منصر الذي كان احد اهم قادة الملكين وقائد فرقة الغزاة وقائد المنطقة الشرقية مع الملكين والذي كان له قدرة في دخول صنعاء لأكثر من مرة للتفجير بالألغام وتفجير المواقع فمسألة استسلامه وانضمامه الى القوات الجمهورية مع أسلحته وقواته كان له الاثر الاكبر في انتصار ملحمة السبعين وقد انضم قاسم منصر للثورة مقابل ان يمنح رتبة الفريق وفعلا منحه الفريق حسن العمري رتبه الفريق وتم تعينه قائداً لواء النصر داخل القصر الجمهوري ومن هنا كان هذا الامر قضية محورية في تحديد النصر وكما قلت اهم اسباب النصر في ملحمة السبعين هو انضمام قاسم منصر مع قواته وأسلحته للقوات الجمهورية الأمر الذي ادى الى انهيار القوات الملكية عن بكرة ابيها.

كيف ترى عملية ثوثيق مراحل تفجير ثورتي سبتمبر واكتوبر ؟
للأسف هناك اليوم من يحاول تزوير التاريخ في تلك المرحلة ويحاول ان ينسب لنفسه ادوار نضالية في ثورتي سبتمبر واكتوبر وحتى في ملحمة السبعين يوم لم يقم بها و هذا الامر يؤسف له .
كيف ترى اوضاع المناضلين اليوم ؟
طبعا هناك قصور في الرعاية والاهتمام بالمناضلين وهناك ايضا من يحاولون اهدار حق مناضلي الثورة اليمنية والتقليل من شأن تضحياتهم الكبيرة في تفجير ثورتي سبتمبر واكتوبر وهناك بعض الايجابيات التي لا نستطيع نكرانها وقبل فترة وقبل الاحتفال بالذكرى ال51 لثورة سبتمبر علمنا ان الأخ عبد ربه منصور هادى رئيس الجمهورية قد منح اوسمة لمناضلي الثورة ومناضلي حرب التحرير بشكل متساو وهذا امر اسعدنا جميعا. لكن ما أحزننا انه كان هناك مقترح باختيار عدد من المناضلين الأحياء لإيقاد شعلة الاحتفال بالذكرى ال51 لثورة سبتمبر ومنهم من اقترح خمسة الى ثمانية اشخاص للقيام بهذه المهمة لكن للأسف الشديد لم ينفذ المقترح ولم يمكن احد من المناضلين من اعضاء منظمة مناضلي الثورة اليمنية من ايقاد الشعلة وهذا الامر فعلا اثر على معنويات المناضلين باعتبار ان هذا حق لهم باعتبارهم ضحوا بالكثير وكانوا صناعاً للثورة اليمنية ويجب ان يكونوا هم في الصف الاول حتى يعرف الشباب من هم مناضلو الثورة وصناعها الحقيقين وطبعا هم كثيرون ويصعب حصرهم لكن اذكر بعضهم ومنهم اللواء علي عبد الله السلال الذي يستحق فعلا ان يقوم بهذا المهمة لأنه اول من حمل بندقيته وسافر الى المناطق الغربية والشمالية واتجه الى الطويلة ثالث ايام ثورة سبتمبر على رأس حملة للدفاع عن الثورة السبتمبرية ضد فلول الملاكيين والمرتزقة ومناضلون كثيرون في جنوب وشمال الوطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.