الان: عدوان امريكي صهيوني على الحديدة وانباء عن ضحايا    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    «كاك بنك» يكرم الموظفين المثاليين للعام 2024/2025    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    مؤسستي الكهرباء والمياه بذمار تحييان الذكرى السنوية للصرخة    إلى رئيس الوزراء الجديد    القسام توقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح بكمين مركب في خانيونس    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مأرب.. نيران عشوائية فوق رمال الأرض المحرومة
الغموض يلقي بظلاله على ملامح المستقبل القريب في المحافظة..
نشر في الصحوة نت يوم 27 - 06 - 2010

تصدرت محافظة مأرب واجهة الأحداث منذ حوالي أكثر من عشرين يوماً مضت بعد مقتل الشيخ جابر الشبواني أمين عام المجلس المحلي للمحافظة عن طريق الخطأ أو الخيانة أو كليهما معاً، ومنذ الخامس من يونيو الجاري لا زالت مناطق وادي عبيدة ترزح تحت طائلة الحصار المطبق ونيران القصف المكثف تقول السلطات إنها في إطار حملة أمنية لتعقب المطلوبين أمنياً بتهمة الانتماء للقاعدة والمتورطين في اغتيال أركان حرب اللواء315محمد صالح الشايف في الخامس من يونيو ، لكن الواقع يتحدث عن سلامة المطلوبين وتضرر الأبرياء جراء تلك العشوائية المفرطة.
مغفل من يعتقد أن هناك وجوداً حقيقياً لتنظيم القاعدة في وادي عبيدة بمأرب كما هو في وادي سوات، وواهم من يتوقع أن هذا الوادي اليمني يشبه ذلك الوادي الباكستاني وذلك ما حرصنا على توضيحه للرأي العام في أكثر من وسيلة إعلامية خلال الأعوام الماضية، أما وقد عادت القاعدة إلى الواجهة من جديد تزامناً مع تواجد وزير الداخلية ووكلاء الأمن القومي والسياسي في مأرب والذي يفترض أنها في إطار استكمال مهام (لجنة تقصي الحقائق المكلفة رئاسياً بكشف تفاصيل العملية التي أودت بحياة نائب محافظ مأرب في24مايو الماضي) قبل أن تسير تلك القيادات الأمنية في اتجاه مواصلة الحرب على ما يسمى بالإرهاب وملاحقة المطلوبين بتهمة الانتماء للقاعدة والشخصيات الأجنبية التي تتحدث أجهزة الأمن عن قيام القبائل بتوفير الإيواء والحماية لهم في بعض مناطق محافظة مأرب.. فإن إنكار التواجد القاعدي في مأرب قد يكون غير مجد من وجهة نظر البعض، لكنه قد يكون حقيقيا إذا تتبعنا الأسباب وأمعنا قراءة الشواهد، فما حدث في وادي عبيدة الأسابيع الماضية لا يعدو عن كونه محاولة لصرف أنظار الرأي العام عن تفاصيل حادثة اغتيال الشبواني كون السلطة تسعى لإخفاء نتائج التحقيقات ، وتعمل في ذلك السبيل على فتح ملف القاعدة لقطع الطريق أمام أي مطالبات شعبية وقبلية بالنتائج ، في المقابل تسعى إلى إقحام مشائخ وأفراد قبائل عبيدة في معركة ليست معركتهم من خلال مطالبتهم بتسليم المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة والذين كانوا قد تخلوا عنهم في سنوات سابقة ، كما أن الدولة تسعى من خلال تلك الأعمال الغير قانونية إلى استعادة هيبتها ورد الاعتبار لمكانتها بعد التنازلات التي قدمتها ل (قبيلة عبيدة) عقب مقتل الشبواني.
السلطة في ذات الوقت رفعت من درجة السخط والغضب لدى المواطنين في وادي عبيدة بعد استهدف القرى والآمنين والأبرياء بالصواريخ وقذائف الدبابات والتي دمرت فيها خلال يومين (التاسع والعاشر من يونيو) خمسة عشر منزلاً في جو العبر والمرداء ليس بينها أي منزل للمطلوبين بالإضافة إلى مسجدين بقرى آل مثنى وآل الغويبي مع قتل مواطن وإصابة ثلاث نساء وطفلين، والاستهداف بتلك الطريقة العشوائية ، هو بكل المقاييس دليل فشل في تحقيق الحملة العسكرية لأهدافها ومحاولة لحفظ ماء وجه هيبة الدولة والذي لا ينبغي أن يكون على حساب أرواح وممتلكات المواطنين الأبرياء.
وزير الداخلية يصل مأرب ووادي عبيدة يستقبل القذائف والصورايخ
يوم الاثنين السابع من يونيو وصل اللواء الركن مطهر رشاد المصري إلى محافظة مأرب وهناك التقى بمشائخ آل حتيك من قبائل عبيدة ، وخلال اللقاء منح الوزير المشائخ مهلة حتى السادسة من مساء ذلك اليوم لتسليم عناصر مطلوبة أمنياً من القبيلة أو تحتمي بها، وهدد بقصف المنطقة إذا لم تتم الاستجابة للطلب.
صباح الأربعاء التاسع من يونيو الماضي قامت قوة عسكرية من أفراد مكافحة الإرهاب بمداهمة منطقة المنين في جو العبر 10كم جنوب مدينة مأرب بحثاً عن مطلوبين متهمين باغتيال الشايف ومرافقيه لتقوم المواقع العسكرية والقوات المحاصرة للمنطقة منذ أربعة أيام بإطلاق نيران كثيفة من فوهات الدبابات ومنصات الكاتيوشا وقذائف الهاون بشكل عشوائي أدت إلى تدمير عدد كبير من منازل الأبرياء في قرى (آل مثنى الحدد آل الغويبي العرش السد التحويلي) بينها منزل والد (حسن العقيلي) المتهم بالانتماء للقاعدة بالإضافة إلى سقوط عدد من القذائف على مساجد المنطقة ، وقد أسفر القصف والاشتباكات التي أعقبته عن سقوط قتيل وسبعة مواطنين بينهم طفلين مع جرح ضابط وسبعة جنود آخرين بعد اشتباكات مع بعض أهالي المنطقة لتنسحب الحملة الأمنية بعد إصابة قائد كتيبة المدفعية باللواء 315 العقيد علي عبد الله الشكيلة.
تلك الأحداث التي طالت الأبرياء لم تساهم في وقف ذلك العنف العسكري ، كما أن السلطات لم تلتفت لدماء النساء والأطفال لتستمر عند الحادية عشر والنصف من مساء الخميس الماضي في مواصلة القصف من مواقع المنطقة العسكرية وصحن الجن على قرى في وادي عبيدة بصواريخ الكاتيوشا التي انطلقت باتجاه منطقة (المردا) التي يعتقد بأن علي سعيد بن جميل وناصر بن علي بن دوحة (المطلوبين بتهمة القاعدة) يتواجدان فيها، غير أن ذلك القصف لم يخلف أي أضرار بشرية باستثناء تدمير منزلين بالقرب من منازل المطلوبين ، كما أن الجهات الأمنية قد قامت بإشعار الأهالي بإخلاء المنازل قبل الضربة بساعات قليلة،وقد جاءت تلك الإجراءات بعد ساعات من انتهاء لقاء برئاسة وكيل محافظة مأرب علي الفاطمي ضم إلى جانب ممثلي الجهات الرسمية بعض مشائخ عبيدة تم خلاله مناقشة الأحداث الكارثية والأضرار التي خلفها قصف الجيش لجو العبر في الوادي يوم الأربعاء الماضي.
تحكيم رئاسي لتهدئة الأوضاع بعد تقجير الأنبوب وقطع إمدادات النفط والغاز
مأرب ليست وكرا للقاعدة، لكن أفراد التنظيم ينظرون إليها كممر يتمتع بمنافذ مفتوحة، يلجأون إليها لعقد ملتقياتهم كموقع متوسط بين المناطق التي يختبئون فيها، كما أن الأفراد الذين تلاحقهم السلطات وهم من أبناء قبائل مأرب بتهمة القاعدة، جلهم لا ينتمون لذلك التنظيم أصلا، وإنما هم من المطلوبين أمنيا أو ممن تعرضوا للتعذيب النفسي أو الجسدي في سجون الأمن السياسي فالملاحقات المستمرة التي يتعرضون لها والخوف من العودة إلى زنازين السياسي مجددا. تدفعهم لمواجهة حملات السلطات بالسلاح ولذلك لجأت الجهات الأمنية إلى رفع سقف التهم وابتكرت تهمة القاعدة كنوع من التبرير لتلك المطاردات، وكذا للحيلولة دون تعاطف قبائلهم معهم حتى لا تعم التهمة القبيلة بشكل عام.
تظل (القاعدة) قرار اتهام بيد السلطة ترمي به على من شاءت لأهداف سياسية، كما هو الحال مع أنصار القاعدة وعملياتها التي تحركها السلطة بالريموت كنترول لأهداف جلب الدعم الأجنبي، وإلصاق تهمة القاعدة بمأرب مهم من وجهة نظر الدولة لاستمرار تدفق الدولار واليورو، كون أمريكا والدول الأجنبية لم تتعرف على مأرب إلا من خلال الصورة التي رسمها النظام اليمني الذي يعتبر الرابح الوحيد من ذلك التأييد الدولي فالأموال تتدفق باسم مكافحة الإرهاب، والعمليات العسكرية تتواصل من أجل إنهاك قبائل مأرب بدعوى إيواء القاعدة لضمان عدم ظهور أية دعاوى تتعلق بحقوق المحافظة وثرواتها التي تنهب يوميا فيما الجميع مشغولون بشبح ناصر الوحيشي!!
مساء الجمعة قبل الماضية ارتفعت موجة الغضب والاستياء من ذلك القصف العشوائي وساد التوتر لدى كافة قبائل عبيدة على إثر تلك الأخطاء العسكرية أثناء القصف والتي وقع تضررت بسببها بيوت المواطنين وتروع الآمنين في المنطقة وحدوث أضرار في أكثر من منطقة في المنازل والمزارع والمواشي.
خلال ساعات متأخرة من ذلك المساء تم استهداف جرافة (شيول) كانت في طريقها للحفر على أنبوب النفط في كيلو 39 بأربع قذائف (هاون) ، غير أنها لم توقف المسلحين عن تفجير الأنبوب وهي المرة الثالثة منذ مقتل الشبواني ، كما باءت مساعي الشيخ ناصر بن عوشان (من مشائخ عبيدة) في إيقافهم عن ذلك العمل بالفشل مع أنه دفع إليهم (قطعة سلاح) كمقدمة لإرضائهم وتحكيمهم ، كما قامت قبيلة (آل حتيك ) بالتوافد إلى جوار محطة قماد حيث نصبت قطاعاً قبلياً على طريق صافر لقطع إمدادات النفط والغاز عن العاصمة صنعاء.
على خلفية تلك التداعيات بعث رئيس الجمهورية واللواء ركن علي محسن الأحمر عبر الشيخ مبخوت بن علي العرادة بسيارة تحكيم لقبيلة عبيدة كاملة في محاولة لامتصاص الغضب الذي تولد نتيجة أحداث القصف العشوائي وأخطاء الحملة العسكرية التي طالت الأبرياء.
التحكيم الرئاسي وضع حداً للأوضاع المتفاقمة في وادي عبيدة , وقد كان له دور بالإضافة إلى جهود كل من الشيخ أحمد محمد بن حيدر الشريف والشيخ مبخوت بن علي العرادة والشيخ محمد الأمير في رفع نقطة القطاع والسماح للفرق الفنية بعملية إصلاح أنبوب النفط الذي تم تفجيره بشكل كبير، وكذا رفع التجمعات المسلحة التي أقامها (آل حتيك) على خط مأرب صنعاء بعد سلسلة تفاهمات مضنية ومحاولات إقناع متعددة بذلت من قبل المشائخ لتخفيف حدة الغضب المسيطرة على حالة الشيخ ناصر قماد الذي قطع رحلته العلاجية بعد تلقيه أنباء القصف، وقد اعتبر قماد في تصريحه ل (الصحوة) أن الدولة تضرب بيوت الموالين وتترك منازل المعادين، وقال نحن ضد تنظيم القاعدة ، وضد الإضرار بالمصالح العامة ، لكن الدولة هي التي تدفع الناس لعمل مثل تلك الأعمال.
ملتقى مأرب يعتبر القاعدة من أساطير السلطة
وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري الذي لا يزال متواجداً في محافظة مأرب للإشراف على الحملة العسكرية قال إن الأجهزة الأمنية ستظل تلاحق المطلوبين من أعضاء تنظيم القاعدة والعناصر الخارجة عن النظام والقانون حتى يتم إلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة، وأن الحملة ما زالت متواصلة ولن تتوقف إلا بإلقاء القبض على المجموعة الإرهابية المتورطة في تلك جريمة اغتيال الشايف ، كما تحدث عن نجاحات لوزارته في إلقاء القبض على بعض عناصر القاعدة تمهيداً لمحاكمتهم ، غير إن الشيخ مبخوت بن عبود الشريف رئيس إصلاح مأرب شكك في دقة التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري والتي قال فيها أن الأجهزة الأمنية حققت نجاحا كبيرا في ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة وتمكنت من القضاء على العشرات , وقال بن عبود أن عناصر القاعدة هي التي نجحت وليس أجهزة الأمن ، وذلك نظراً لأن الدولة خلال الأيام الماضية مارست مجموعة من الأخطاء جعلت المواطنين يقفون صفا واحداً لمواجهة الدولة ، وحول تعامل الدولة مع القبائل في قضايا التحكيم القبلي بعد كل ضربة تحصل قال بن عبود أن ذلك التعامل قد درجت علية الدولة منذ نشأتها وأردف معلقا « من شب على شئ شاب علية « ، وأضاف من المفترض أن الدولة لا تقع في أخطاء مع المواطنين حتى تضطر لمعالجة أخطائها في إطار خارج النظام والقانون.
أما الشيخ مرسل علي القبلي نمران عضو الهيئة العليا لملتقى مأرب ، فقد قال إن السلطة تبحث لها عن حروب وأزمات تغطي على فشلها فبعد نهاية حربها مع الحوثيين في صعدة ، اتجهت بطائراتها ودباباتها ومدافعها إلى مأرب للقضاء على ما تتوهم أنهم عناصر لتنظيم القاعدة، في ذات الوقت تتجه بالعتاد العسكري إلى الضالع ولحج للقضاء على من تصفهم بالانفصاليين، وهي بذلك تدخل اليمن وفقا لتلك الخطة في سلسلة حروب وموجات عنف تغطي بها عجزها في إدارة البلاد ، ودعا القبلي كافة العقلاء والشرفاء في السلطة والمعارضة إلى وقف هذه الحروب العبثية فالعنف لا يولد إلا عنفاً والدم لا يأتي إلا بدم، والخاسر الحقيقي مما حدث في صعدة أو ما يدور في مأرب أو ما سيطال غيرها من المحافظات هو اليمن كأرض للكل ووطن للجميع، والناس باتوا غير قادرين على احتمال هذا الوضع الذي يكتوون فيه بنار الغلاء وفساد السلطة وتدهور الاقتصاد ويختنقون في ظله برائحة (البارود) والدم والأشلاء.
وكان ملتقى مأرب قد دان الأحداث والتطورات التي تشهدها محافظة مأرب والتي أدت إلى سقوط ضحايا بين السكان وإلحاق أضرار بالغه بالممتلكات، وقال الملتقى في بيان له حصلت الصحوة على نسخة منه هذه الأحداث والتطورات تأتي وفق تراتبية مخطط لها من قبل أجهزة همها الاسترزاق بأرواح الناس ، محملاً السلطة وأجهزتها مسؤولية الزج بأفراد القوات المسلحة في مواجهات «عبثيه» مع المواطنين تحت «ذرائع وحجج واهية أغلبها من صنعها.
ودعا ملتقى مأرب جميع أبناء المحافظة إلى محاربة أي عناصر خارجه عن القانون وتهدف إلى إلحاق الأذى بالمحافظة وأبنائها ،داعياً السلطة إلى الكف عن ممارسة الغطرسة إزاء مأرب وأهلها.
أعيرة المضادات للتعبير عن سخط الناس من استمرار تحليق الطائرات التجسسية
لا يزال السكان في مأرب وشبوة يعيشون أقسى ليالي الخوف وأيام الرعب، نظراً لكثافة الطائرات المنتشرة في تلك الأجواء.. بل إن أصوات الطائرات التجسسية ذات الأصوات العالية باتت تحرم الجميع من النوم والخلود للراحة أناء ساعات الليل، وإذ يتوقع الناس في تلك المناطق سماع خبر ضربة جوية في أي لحظة، فإن حالة القلق لا شك وأنها ستزداد خلال الأيام القادمة بعد إعلان أمريكا توسيع عمليات المراقبة في اليمن من خلال نشر عدد جديد من طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية.
صباح السبت قبل الماضي قام الطيران عقب تفجير الأنبوب بالتحليق وفتح حاجز الصوت ليرد مسلحين من آل حتيك على تلك الطائرات بإطلاق النيران من مضادات الطيران عيار( 23).
وكان أبناء قبيلة جهم من مديرية صرواح 30كم غرب مدينة مأرب قد قاموا بعمل مماثل مطلع الأسبوع قبل الماضي بعد أن ظلت طائرات مجهولة تحوم في سماء المنطقة طيلة أربعة أيام ، وإذ اعتبر الشيخ درهم الظمأ القيادي في ملتقى مأرب استمرار تحليق الطائرات التجسسية بتلك الصورة التي تثير الهلع والفزع لدى النساء والأطفال وتقلق الآمنين بأنها أساليب تستفز الناس ، حذر من مغبة أي قصف أو أعمال حربية قد تقوم بها تلك الطائرات في صرواح ، كونها باتت خالية من أي مطلوبين ، وأي أضرار قد تصيب الأبرياء ستطيح بالأمن والاستقرار، ودعا السلطات إلى اعتبار مأرب جزء من الجمهورية اليمنية أو إعلانها كولاية جديدة تابعة لأمريكا في إشارة إلى كثرة طائرات التجسس الأمريكية التي تجوب سماء المحافظة
يذكر أن تلك الطائرات كررت طلعاتها الجوية في مناطق صرواح ووادي عبيدة وكافة مناطق المحافظة بصورة متكررة ،و تختلف تلك الطائرات عن طائرات التجسس الأميركية التي عثر على بعض منها قبل أشهر في شواطئ جزيرة سقطرى على البحر الأحمر، إذ أن هذه الأخيرة من الحجم الكبير و تطير ببطء شديد على علو مرتفع لكن يمكن مشاهدتها بالعين المجردة ولها صوت يشبه إلى حدٍ ما أصوات مولدات الكهرباء.
الغموض يلقي بظلاله على ملامح المستقبل القريب في محافظة مأرب
إعلان الأجهزة الأمنية تحديد إحداثيات (12) منزلاً من منازل المطلوبين أمنياً تشير إلى أن موجة القصف قد تستمر وأن صورة الرعب قد تبقى سائدة ، خصوصاً مع تزايد الأخطاء الجوية ورغبة عدد من الجهات المحلية والأجنبية رفع وتيرة الانفلات المتفاقم في مأرب وإلصاق تهمة الإرهاب وإيواء القاعدة بها والذي يغذيه التخبط الرسمي ويلقي بظلاله الكئيبة على (محافظة) هي أحوج ما تكون إلى الهدوء والسكينة والسير بشكل سلمي باتجاه الحصول على تنمية حقيقية مستدامة والتخلص من مسلسل الحرمان، كما أن أي أخطاء جديدة من شأنها إضافة أحزمة ناسفة جديدة إلى صفوف القاعدة وانضمام عمالقة جدد للتخريب والدمار، وقد تتحول المحافظة إلى حقل مفخخ بالعبوات الناسفة مع خروج الوضع عن السيطرة ، ولن ينحصر الضرر على مأرب فقط بل ستعم أي مصيبة كافة محافظات الجمهورية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.