دخلت قوات الجيش واللجان الشعبية,صباح اليوم الثلاثاء,مدينة جعار المعقل الرئيسي لجماعة ما يسمى " أنصار الشريعة",واستعادتها بعد أكثر من عام على وقوعها في قبضة المسلحين. وجاءت عملية الاقتحام للمدينة بعد أيام من القتال العنيف,أعقبه انسحاب للمسلحين وفرار إلى أكثر من مدينة أخرى,واعتقال آخرين منهم. وقال مصدر عسكري إن الجيش يجري حاليا عملية تمشيط ومطاردة لتعقب من سماهم" العناصر الإرهابية",الفارة,بينما فتح الجيش واللجان الشعبية عقب دخولهم جعار طريق عدن- أبين. وأعلن الجيش البدء بتنفيذ عملية أطلق عليها اسم " السيوف الذهبية",في المحافظة. وقالت وكالة سبأ الرسمية,إن البحرية اليمنية أغرقت عشرة قوارب لمن وصفتهم ب" فلول القاعدة",أثناء هروبهم من مدينة زنجبار عاصمة المحافظة. وتفيد الانباء الواردة من جبهات القتال,إن الجيش بدء يستعيد مدينة عاصمة أبين بعد انسحاب مسلحي القاعدة وتطهيرها من الألغام. وتدور في الاثناء اشتباكات عنيفة من منطقتي «الكسارة، والخُضْر المراقشة» على مشارف مدينة شقرة الساحلية بين الجيش والقاعدة. وقد وصف محافظ محافظة أبين جمال العاقل في تصريح ل" 26سبتمبرنت " الانتصارات العظيمة التي يحققها أبطال القوات المسلحة والأمن ومعهم اللجان الشعبية والتي تكللت بالسيطرة على مدينة جعار ودحر العناصر الإرهابية منها بأنها تاريخية في حياة شعبنا اليمني عامة وأبناء محافظة أبين خاصة. وقال إن هذه الانتصارات تحققت بفضل تكاتف الجهود وتلاحمها ما بين دعم القوات المسلحة والأمن وجهود اللجان العشبية والالتفاف الشعبي الكبير في ملاحقة ومقارعة فلول العناصر الإرهابية وتكبيدها الكثير من الخسائر في الأرواح والعتاد والذي اجبر تلك العناصر على التقهقر والانسحاب من مدينة جعار وجر ذيول الهزيمة والخيبة. وأكد محافظ أبين على " أننا ماضون في تطهير كامل محافظة أبين من تلك العناصر الإرهابية التي أقلقت الأمن والاستقرار والسكينة العامة وأفسدت الحرث والنسل في محافظة أبين. ودعا جميع أبناء محافظة أبين في هذه اللحظات التاريخية إلى التكاتف والتعاون والعمل على استتباب الأمن والاستقرار والحفاظ على ما تبقى من الممتلكات العامة وأن نستشعر جميعا مسئوليتنا في إعادة بناء كل ما دمرته عناصر الإرهاب وعودة الحياة الطبيعية إلى ماكانت عليه وأفضل بإذن الله تعالى. ولفت الأخ محافظ أبين إلى أن ما بين 200 إلى 300 إرهابي ممن يسمون أنفسهم ب" أنصار الشريعة " وعناصر القاعدة بينهم قيادات خطيرة في التنظيم وأجانب من جنسيات مختلفة فروا من مدن جعار وزنجبار وشقرة ويجري حاليا تعقبهم للقبض عليهم. ودارت مساء امس الاثنين اشتباكات عنيفة على تخوم مدينة جعار أجبرت المسلحين على الانسحاب وتمكنت قوات الجيش من دخولها فجر اليوم. وكان الجيش ومسلحين قبليين مساندين له شنوا هجوماً على مدينة جعار من ثلاثة محاور، ففي الجهة الغربية للمدينة تقدمت قوات اللواء 201 الذي يقوده اللواء محمود الصبيحي، بينما تقدمت قوات اللواء 119 التي يقودها العميد فيصل رجب من الجهة الشمالية، وتساند اللجان الشعبية التي يقودها عبداللطيف السيد من الجهة الشرقية.ويعتقد أن مسلحي القاعدة انسحبوا باتجاه مناطق ما تزال تحت سيطرتهم، خاصة مدينة شقرة الساحلية ومدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين حيث ما يزال المسلحون يتواجدون في أجزاء منها. وشهدت منطقة «العرقوب» القريبة من شقرة اشتباكات بين الجيش والمسلحين الذين يستميتون في الدفاع عنها بينما تحاول القوات الحكومية تحريرها من قبضتهم. وتدهورت سيطرة مسلحي القاعدة على جعار بسبب الحصار المطبق للجيش وقطع الإمدادات عليهم من مدينة عزان معقلهم الآخر في محافظة شبوة المجاورة. وكانت قوات الجيش بدأت مساء أمس الاثنين بشن هجوم واسع لاقتحام مدينة جعار معقل تنظيم القاعدة بعد سقوط البلدات المحيطة بالمدينة، بينما ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات بين الطرفين إلى نحو خمسين قتيلاً. وأحكمت قوات الجيش سيطرتها على منطقة مصنع 7 أكتوبر ومحيطها الواقعة شمال جعار بعد معارك عنيفة وقصف جوي متواصل استهدف مواقع المسلحين المتشددين. في الاتجاه ذاته، تدور اشتباكات عنيفة في سلسلة جبال العرقوب الوعرة المطلة على مدينة شقرة الساحلية والتي تعد بوابة تنظيم القاعدة الخارجية، حيث يعتقد انها كانت منفذاً لاستقبال صوماليين متشددين انظموا إلى القتال في صفوف «أنصار الشريعة".