استعادت قوات الجيش اليمني صباح اليوم الثلاثاء السيطرة على مدينة جعار معقل القاعدة الرئيسي في محافظة أبين إثر انسحاب مسلحي التنظيم بعد قتال عنيف وحصار استمر عدة أيام. وقالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» إن المسلحين انسحبوا من جعار فجر اليوم بعد أن وزعوا منشورات تأسف للسكان بشأن أي مشاكل سببوها للمدينة، ويقولون ان انسحابهم يجنب المواطنين الأذى، وانهم سيوضحون أسبابه في وقت لاحق. وسيطر مسلحو القاعدة الذين يطلقون على أنفسهم «أنصار الشريعة» على مدينة جعار في مارس العام الماضي وأعلنوها «إمارة إسلامية» وغيروا اسمها إلى «وقار» وكانوا يحكمون المدينة بطريقتهم التي يقولون إنه حكم الشريعة الإسلامية. وذكرت مصادر ان اشتباكات عنيفة استمرت منذ مساء أمس على تخوم مدينة جعار أجبرت المسلحين على الانسحاب وتمكنت قوات الجيش من دخولها فجر اليوم.
وذكر سكان ان مدينة جعار شهدت مظاهر احتفال بدخول الجيش، بينما لم تنتشر القوات الحكومية في أرجاءها بسبب الخشية من ألغام وعبوات ناسفة أو كمائن زرعها مسلحو القاعدة. وقتلت امرأتان ورجل في وقت متأخر من مساء أمس في سقوط قذيفة قيل انها تتبع الجيش على منزلهم في منطقة الحصن القريبة من جعار. وكان الجيش ومسلحين قبليين مساندين له شنوا هجوماً على مدينة جعار من ثلاثة محاور، ففي الجهة الغربية للمدينة تقدمت قوات اللواء 201 الذي يقوده اللواء محمود الصبيحي، بينما تقدمت قوات اللواء 119 التي يقودها العميد فيصل رجب من الجهة الشمالية، وتساند اللجان الشعبية التي يقودها عبداللطيف السيد من الجهة الشرقية. ويعتقد أن مسلحي القاعدة انسحبوا باتجاه مناطق ما تزال تحت سيطرتهم، خاصة مدينة شقرة الساحلية ومدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين حيث ما يزال المسلحون يتواجدون في أجزاء منها. وشهدت منطقة «العرقوب» القريبة من شقرة اشتباكات بين الجيش والمسلحين الذين يستميتون في الدفاع عنها بينما تحاول القوات الحكومية تحريرها من قبضتهم.
وكان مراقبون يتوقعون أن تكون المعركة الحاسمة في جعار، لكن منشور القاعدة الذي وزعوه على الأهالي نسف تلك التوقعات.
وتدهورت سيطرة مسلحي القاعدة على جعار بسبب الحصار المطبق للجيش وقطع الإمدادات عليهم من مدينة عزان معقلهم الآخر في محافظة شبوة المجاورة.
وقالت مصادر للمصدر أونلاين ان مسؤولين يمنيين دخلوا مدينة جعار، ومن بينهم نائب رئيس مجلس النواب الشيخ محمد الشدادي وهو من أبناء محافظة أبين.
الصورة لمبنى اتخذه مسلحو القاعدة مركزاً للشرطة في جعار (25 يناير - غيتي).