كشف وزير النفط هشام شرف عبدالله عن تدابير حكومية صارمة لمنع تكرار الاعتداءات المسلحة على أنبوب النفط والمنشآت النفطية بمأرب شرق البلاد . وأشار الوزير في تصريح ل"الخليج" إلى أن الحكومة اليمنية أقرت فرض حراسات عسكرية مشددة لحماية المنشآت النفطية في مأرب، مؤكداً أن اليمن سيستأنف تصدير النفط من مأرب بحلول الأسبوع المقبل . وقدر الوزير إن الخسائر التي تكبدها اليمن جراء الاعتداءات المتكررة على أنبوب تصدير النفط خلال العام المنصرم بأكثر من 15 مليار دولار، منوهاً بأن عائدات بيع النفط تعد المصدر الرئيس للدخل القومي للبلاد . من جهة أخرى، علمت "الخليج" أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجه كلاً من وزير الدفاع وقائد المنطقة العسكرية الوسطى باتخاذ التدابير الأمنية والعسكرية كافة لتأمين حماية دائمة للمنشآت النفطية، ومواجهة أية محاولات لشن اعتداءات جديدة عليها، بصرامة . كما وجه محافظ مأرب ببدء مفاوضات مع القبائل كافة التي تقع مناطقها بالقرب من مواقع المنشآت النفطية لحثها على التعاون مع الحكومة لوقف ظاهرة الاعتداءات المسلحة . وتعرض خط أنابيب نفط مأرب الرئيسي الذي ينقل الخام إلى مرفأ راس عيسى للتصدير على ساحل البحر الأحمر لثلاث هجمات متتالية في أكتوبر تشرين الأول وحده. وأبلغ الوزير هشام شرف رويترز "فرق فنية تحت حماية الجيش ستنتهي من أعمال إصلاح خط الأنابيب هذا الأسبوع .. سنبدأ ضخ النفط من حقول مأرب إلى ميناء راس عيسى على البحر الأحمر بحلول الأسبوع القادم". وكانت الهجمات التي تعرض لها الخط قد أجبرت اليمن أيضا على غلق مصفاة تكرير عدن البالغة طاقتها 150 ألف برميل يوميا مما جعل البلد يعتمد على الواردات والمنح بدرجة أكبر. وبسبب موقع اليمن المطل على مضيق باب المندب ذي الأهمية الاستراتيجية حيث تمر به شحنات بملايين البراميل من النفط بين آسيا وأوروبا والأمريكتين فإن عدم الاستقرار هناك يشكل تهديدا على التجارة العالمية. التخريب وسيلة للثراء السريع كشفت صحيفة القدس العربي نقلا عن مصادر حكومية يمنية عن تلقي بعض رجال القبائل مبلغ مليون ريال (قرابة 5000 دولار) مقابل كل تفجير لأنبوب النفط أو أي تفجير لأبراج الكهرباء ذات الضغط العالي التي تنقل الطاقة الكهربائية من محافظة مأرب إلى العاصمة صنعاء'. وقالت الصحيفة إن العديد من رجال القبائل المسلحين وجدوا من التفجيرات التي يقومون بتنفيذها على أنابيب النفط وأبراج الكهرباء في محافظات مأرب وشبوه وصنعاء وغيرها وسيلة رابحة للثراء السريع. وذكرت نقلا عن المصادر ذاتها أن الأجهزة الأمنية ترصد يوميا العديد من الجرائم بهذا الشأن أطرافها شخصيات سياسية ورجال قبائل، بهدف إرباك الأمن والاستقرار والدفع بالوضع الاقتصادي نحو الانهيار إثر تراجع الدخل القومي.