أشاد سياسيون وأكاديميون بانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة على الاحتلال الصهيوني الذي سارع إلى طلب هدنه مع المقاومة بعد فشله في تحقيق أيا من أهداف عدوانه الذي دام ثمانية أيام مخلفا مئات الشهداء والجرحى. جاء ذلك في ندوة نظمها مكتب حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في اليمن وصحيفة (صوت فلسطين ) صباح اليوم الخميس حول " العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة والصمود الأسطوري للمقاومة ". واعتبر ممثل حماس د.عبدالمعطي زقوت النصر الذي حققته المقاومة في غزة نصرا للأمة جمعاء,وقال إن الاحتلال الصهيوني لم يدرك ان هناك أمة تغيرت على ضوء ثورات الربيع العربي . وأشار إلى أن الاحتلال هو من بدء بالحرب لكن المقاومة هي من تحكمت بقرار نهايتها بإجباره على القبول بشروط المقاومة الثلاثة الأساسية وهي وقف إطلاق النار والاغتيالات وفتح المعابر وحرية تنقل الأشخاص والبضائع. وقال القيادي في حماس إن المقاومة استطاعت نقل المعركة إلى تل أبيب وضربته في العمق,مرجعا أسباب النصر إلى تطور قدرات المقاومة وتوحدها والتفاف الشعب في غزة خلفها والأمة من بعدها. وأشاد بدور مصر الثورة ورئيسها الدكتور محمد مرسي الذي اتخذ خطوات قوية أعادت الاعتبار لمصر بعدما كانت في عهد الرئيس المخلوع نقطة انطلاق حرب الفرقان. وتعهد زقوت بالثبات على كامل حقوق الشعب الفلسطيني ومقدسات الأمة وعدم التفريط فيها بما في ذلك حق العودة وحرية فلسطين كلها. من جانبه,طالب الدكتور عبدالقوي الشميري عضو الهيئة الشعبية لمناصرة الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة,الحكومات العربية بدعم المقاومة عسكرياً دعماً كاملاً ,مؤكدا أن هذا العدوان الأخير سيكون وقود لثورات أخرى على حكام لا يزالون في مربع الاستعمار وليس في مربع الأمة. ودعا الشميري إلى إعادة برنامج التصنيع العسكري العربي الذي وأده الحكام العرب,كما دعا وزراء الدفاع العرب الذين غابوا طوال 30 عاما إلى إحياء هذا البرنامج. وشدد على ضرورة الوحدة الفلسطينية باعتبارها أساس قاعدة المقاومة والتحرير. ورأى المناضل عبدالسلام العنسي ,عضو مجلس الشورى في مداخلته أن حركة حماس أقوى مما كانت عليه دون أن يغفل التغيرات الي طرأت مؤخرا في بلدان الربيع العربي. وقال إن القرارات الجرئية التي اتخذها الرئيس مرسي مثلت صدمة للاحتلال لم يكن يتوقعها,داعيا إلى اكتمال ثورات الربيع العربي في جميع الدول من أجل إعادة المجد التليد للأمة. وأكد المهندس عبدالله الاكوع,عضو المجلس الوطني لقوى الثورة أن الشعب الفلسطيني ليس هو ذاك الذي عاصر حرب 67,مشيرا إلى أن الشعوب العربية تغيرت ومعها العالم ولم تعد مسيرات التضامن مع فلسطين تخرج في بلد عربي دون اخر. وذهب رئيس الدائرة السياسية للإصلاح , سعيد شمسان,في مداخلته إلى أن الاحتلال الصهيوني أراد بعدوانه الأخير على غزة جس نبض الأمة واختبار حكامها بعد ثورات الربيع العربي. وأشار إلى أن ردة الفعل خاصة تلك التي جاءت من الرئيس المصري أصابت الاحتلال بصدمة غير متوقعة,كما قال أيضا إن رد المقاومة لم يكن هو الاخر في حسبان الاحتلال. وقد أثريت الندوة بالعديد من المداخلات من قبل نخبة من السياسيين والناشطين والصحفيين والحقوقيين اليمنيين والذين اشادوا بعظمة الانتصار والدور البطولي والصمود الاسطوري للمقاومة الفلسطينية في هذه المعركة وأكدوا على اهمية الوقوف مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.