كشف تقرير لجنة تحقيق في وفاة طفل بإحدى مدارس ذمار عن تهالك مبنى المدرسة الذي أصبح آيلاً للسقوط، وأوصى بسرعة هدم المبنى القديم، وإغلاق الفصول التي أصبحت تمثل خطراً على الطلاب. وقال تقرير اللجنة المكلفة من مكتب التربية بالمحافظة إنه قام بالنزول إلى المدرسة التي توفي بها الطفل "عبدالكريم الهروجي" الأسبوع الماضي، مشيراً إلى سقوط أنبوب تصريف المياه على الطلاب، ما أدى إلى وفاته، لافتاً إلى أن تأكل قطع التثبيت الخاصة بالأنبوب المصنوع من الحديد الزهر، تحت تأثير وزنه الكبير، وبفعل الصدأ، أدى إلى اقتلاعه وسقوطه على الطالب، الذي كان يجلس لتناول طعام الإفطار في فترة الراحة.
وأوضح التقرير – حصلت الصحوة نت على نسخة منه- أن أحد مباني المدرسة "أولي" وبحاجة إلى صيانة كاملة، بينما المبنى الثاني شعبي قديم يعتبر آيل للسقوط، حيث يعاني من تشققات متعددة في المناطق العلوية للجدران، فيما يعاني السقف الخشبي من التآكل والتعفن وانكسار بعض الدعامات الخشبية وتلفها، فيما سقف الجهة الأخرى للمبنى اسمنتي تآكلت طبقة الاسمنت فيه، حتى ظهرت أجزاء حديد التسليح.
وأوصى التقرير بإغلاق الفصول القديمة التي أصبحت آيلة للسقوط، وسرعة هدم مباني الفصول القديمة وإحلال مباني جديدة مكانها، مشدداً على العمل لنزع جميع أنابيب تصريف مياه الأمطار المصنوعة من حديد الزهر في مدارس المديرية واستبدالها بأخرى من البلاستيك.
وكان مجلس الآباء بالمدرية عقد اجتماعاً عقب الحادث، وأكد في محضر الاجتماع أن المدرسة التي تقع جوار إدارة البحث الجنائي، غير مؤهلة أمنياً أو فنياً لاستقبال الطلاب، كما أنها غير مؤهلة لأداء الرسالة التعليمية، فضلاً عن الوضع الصحي الخطر فيها لعدم وجود دورات مياه، مطالبين بإعادة تأهيلها بشكل كامل.
وأعادت الحادثة الحديث عن مخصصات مالية كبيرة لترميم عدد من مدارس مدينة ذمار، لا يُعلم عن مصيها، فيما كثير من المدارس تعاني من تقادمها دون أن تقدم لها أي مبالغ لترميمها.
وقالت مصادر مؤكدة أن 17مليون ريال مخصصة لترميم عدد من مدارس المدينة أثارت خلافات كبيرة، بين مكتب التربية لمحافظة ذمار، ومكتب تربية مدينة ذمار من جهة، وقيادة المحافظة من جهة أخرى، مشيرة إلى أن المجالس المحلية بالمحافظة كانت قد أقرت بتحويل الرسوم التي يتم فرضها على الطلاب مع بداية كل عام، إلى حساب صندوق ترميم المدارس، وأنه يجري التلاعب بهذه المبالغ.
وكان المحافظ يحيى العمري قد أقدم على توقيف مدير مكتب التربية لمدينة ذمار، عبدالكريم الحبسي عن العمل لشهر كامل، بسبب مبلغ 17مليون مخصصات ترميم مدارس لم يتم ترميمها، غير أن ضغوطات لنافذين أعادت الحبسي إلى العمل قبل أسبوعين من حادثة مقتل الطفل الهروجي في مدرسة خالد بن الوليد.