"من تزوج بأمنا كان عمنا" قالها صالح والمرارة في فمه!! المفهوم السطحي للسلطة وكأنها مغامرة غرامية بين مهند ونور جاء بعد ثلاثين سنة من الخبرة والتجربة. "وحمى"!! أيام " العزوبية" وصالح ما زال يبحث عن شريكة حياته، رأى في السلطة فتاة أحلامه، ولأن ديننا يحث "العزبان" على الزواج ويعتبره نصف الدين فإن صالح لم يرد أن يطبق السنة فحسب ويكمل نصف دينه فقط وإنما أراد أن يمضي هرم "الشيبات" في حضنها الدافئ، ولأن المرأة تنكح لأربع فقد ظفر صلح بذات المال وتربت يداه!! لم تشأ السلطة أن تتخذ صالح محرما فاقتحم بيتها دون أن يستأنس أو حتى يسلم على أهلها، واغتصبها بزواج عرفي على حين غفلة من المأذون والشهود لثلاثين حولا.. يا عريس الغفلة "لا حول من ذا الحول..". الاغتصاب أشعل الغيرة في الأهل فأسقطوه وخلعته السلطة خلعا بائنا لا رجعة فيه وما على صالح إلا أن يحتسب، ولأن الشريعة تحرم أن ينكح الابن أمه من الرضاعة فإن "الأم" تبتعد عن الوريث المفطوم ألف ميل كل يوم!! ثلاثة عقود من الزواج اللا شرعي أنجب لنا ما يمكنني تسميته ب"العهر السياسي" وتعريفه: عندما يكون الأنف قريبا من الأرض دوما تراه يلهث "إن حملت عليه أو لم تحمل" فهو يشتم رائحة المصلحة الشخصية، ويقتفي أثر من سيدفع أكثر، ويسيل لعابه لعظمة مرمية وإن كان على حساب الدين والوطن والشعب والضمير فيتغير لونه كالحرباء حسب البيئة غير عابه لحكم التاريخ ولعنة الأجيال. فالعاهر السياسي يجعل لكل موقف سعر، ولكل مبدأ ثمن، ووجهه مثل المرآة تعكس ما حولها ولا تعبر عن ذاتها، فذمته فاجرة يبيعها بسعر السوق حتى أيام "البورة والحراج" مقابل الرتبة والمنصب والسلاح "والحبة والربع". ولقد أصاب "فيروس صالح" الكثيرين ممن كنا نعدهم من الأخيار ولم يسلم من هذا الشلل إلا من تحصن بجرعة الشرف ضد أمراض صالح المزمنة، هذا البيع المخزي للذمم في بورصة صالح جعلت الوجوه تتقلب في السماء ليس بحثا عن قبلة يرضاها الله والضمير وإنما بحثا عن جيب مليء بما يرضي نفسية رخيصة. كف عن أسفك يا يعقوب!! فلدي ما أتحسر عليه "يا أسفاه على اليمن" التي تمشي على استحياء فوق السعير والشعب على أعصابه بينما الذمم والمواقف لها تسعيرة تهوي بها في سوق النخاسة كسلعة زهيدة معروضة للبيع "على شور وقول لول ما أعجبك ردها بكرة". العهر السياسي عندما تكون الضمائر والمواقف لا طعم لها ولا رائحة ولا لون فلا هي تعرف الخجل ولا تحوي قطرة دم عربي كعدة الحداد تقبل الطرق والسحب وتتشكل على نفخ الكير ونفخ المطرقة!! فمن يجفف منابع العهر السياسي ويصلح بيت السياسة اليمني يكون للضمير حضور وللرأي مبدأ مهما كان الثمن وأينما كانت المصلحة الفردية التي لن ترتقي يوما إلى ثمن الوطن أو مصلحة الشعب..