سقط عدد من الشهداء والجرحى في قصف قوات النظام السوري لمناطق مختلفة في ريف دمشق صباح اليوم، وذلك بعد جمعة دامية شهدت استشهاد 140 سورياً في مختلف أنحاء البلاد. فقد قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ وطائرات الميغ مدن وبلدات حوش عرب والمليحة ومسرابا ومدينة الزبداني ومعضمية الشام بريف دمشق. وأفادت شبكة شام بأن قوات النظام عمدت منذ الصباح الباكر لقصف مدينة سقبا ومحيطها وبساتين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى، وتدمير عدد كبير من المنازل. وحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن تسعة أشخاص استشهدوا اليوم بنيران النظام بدمشق وحمص ودير الزور ودرعا. وقال شبكة شام إن أربعة شهداء وعددا من الجرحى سقطوا بمدينة درعا جراء استهداف قوات النظام لإحدى الحافلات وسط المدينة بإطلاق النار عليها. وبدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات النظام استهدفت أيضا حي الخالدية بمدينة حمص، كما سمع دوي انفجارات شديدة بالحي، فيما تحاصر عشرات الآليات العسكرية بلدة بصر الحرير بمحافظة درعا تمهيدا لاقتحامها بعد أن سيطر عليها مقاتلو الجيش الحر إثر اشتباكات عنيفة استمرت 48 ساعة، ترافقت مع قصف وأسفرت عن استشهاد 10 عناصر من الحر و12 من القوات النظامية. وفي محافظة إدلب، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام، وكتائب أخرى بمحيط معسكر وادي الضيف وعين قريع وحاجز الحامدية، كما تسمع أصوات انفجارات شديدة بمحيط حاجز للقوات النظامية بمنطقة حيش تترافق مع اشتباكات عنيفة وقصف من قبل قوات النظام على قرى التح وبابولين وتلمنس. وتأتي أحداث اليوم بعد جمعة سقط فيها نحو 140 شخصا برصاص النظام معظمهم في حلب وحمص ودمشق وريفها، وشهدت مناطق مختلفة في سوريا مظاهرات مناوئة للنظام تحت عنوان "جمعة خبز الدم". كما انفجرت أمس سيارتان مفخختان بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق مما أدى لوقوع إصابات. ووجه أهالي المخيم نداء عاجلا لكل الهيئات والمنظمات الإنسانية للتدخل لضمان وصول المساعدات الضرورية من دواء وغذاء. وقال الأهالي إن المخيم يتعرض لحصار قاتل يتسبب يومياً في وفاة العديد من الأطفال والأهالي بسبب نقص الأوكسجين في المستشفيات. كما تسبب منع دخول الطحين في اختفاء الخبز أغلب الوقت. ويعاني أهالي المخيم من الصقيع بسبب منع دخول المازوت للتدفئة. وقد طالبوا بتحييد مخيمهم وباقي المخيمات الفلسطينية عن الصراع في سوريا. من جانبها,قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس السوري بشار الأسد يعيش في عزلة وتتملكه مشاعر الخوف، وذلك في ظل اقتراب النظام السوري من الانهيار، وقالت إن صورة الأسد الرسمية بوصفه أمل الأمة باتت تتلاشى، مضيفة أن الجيش السوري الحر يضيق الخناق على النظام برمته. وقالت الصحيفة إنه بعد أشهر من النكسات المستمرة لنظام الأسد، فقد اختفى الأسد في الأسابيع الأخيرة عن الأنظار، ولم يعد يسمح بمقابلات أو يجريها، أو يلتقي أحدا، أو يلقي خطابا على شاشة التلفزيون. وتقول واشنطن بوست إن المسؤولين في الولاياتالمتحدة وفي الشرق الأوسط يقولون إن الأسد منعزل وسط نظامه، وإنه وضع قيودا على الاتصالات، وأبقى اتصالاته ضمن دائرة صغيرة من أفراد العائلة والمستشارين الموثوقين. ويقول محللون إن الأسد تخلى عن بذل أي جهود عامة لدعم قواته المحاصرة، وإنه أصبح يركز أكثر على سلامته الشخصية، وصار ينام في غرفة مختلفة في كل ليلة، ويشدد الرقابة على الطعام تجنبا لأي عملية اغتيال.