الاعتداء على الصحفي هاشم الأباره من قبل حراسة الوزير واعد باذيب بالضرب عمل مدان وغير مبرر.... مثل هذه الأعمال هي من بقايا التخلف وثقافة العنجهية التي تمتهن المواطن وهي من رواسب الماضي، يجب أن تعامل بحساسية لصالح المواطن ولترسيخ المساواة والعدالة ومبدأ (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) لا فرق أن تصدر من حراسة واعد باذيب أو حسين الأحمر أو محمد الشائف أو طارق الفضلي أو محمد السعدي، فالخطأ يبقى خطأ يصحح ويدان ويستحضر القانون وحق المعتدى عليه, والوقوف مع الضعيف هنا وقوف مع الشعب والناس جميعاً وربما يكون فرصة لتركيز الضوء على بعض السلبيات التي تنمو مثل الطفيليات على حين غفلة، فنرى الأمور السلبية التي ثار عليها الشعب تنمو رويداً حتى تصير الهمجية ثقافة وسلوكاً ملازماً للمسئولين ومرافقيهم. ومن الجميل أن تأتي من مرافقي مسئول مدني يقدم القدوة في التواضع والاعتذار وأخذ الحق لصاحب الحق إما بالاعتذار وقبوله كما في حالة الوزير باذيب أو بتسليم الجاني إلى القانون كما في حالة مرافق رئيس الوزراء باسندوة.. نحن أمام مثالين رائعين لتحجيم الهمجية واحترام حق المواطن وهذه المواقف ستعمل على نشر النبل الأخلاقي وتغيب الهمجية والاحتكام للقانون واحترام كرامة الإنسان وسنراها من زعماء القبائل يتسابقون عليها كمفخرة عندما يوجد قدوات عمليه وبفضل الثورة الشعبية التي رفعت من منسوب احترام المواطن وكرامته ... وهنا يكون من العيب تناول مثل هذه الحوادث من باب المكايدة والاصطياد في المياه العكرة أو الكيل بمكيالين. الاعتداء على الناس من قبل المسئولين أو مرافقيهم همجية مغلظة، كما أن الاعتذار وتصحيح المسار وإعطاء الناس حقوقهم بدون أنفة أو استعلاء يعكس موقفاً رائعاً وإنسانياً يجب أن نراه وأن نطمئن إليه كما يلزم تثقيف المرافقين وإنزال العقوبة اللازمة والتخلي عمن لا يمثل صفات المسئول الذي يسهر على حقوق الناس وكرامتهم. لكن علينا أن نعرف أن أسوأ من السوء ومن هذه الهمجية هو تناول هذه الوقائع بنفس مناطقي وعصبوي حزبي بدلاً من النظرة المجردة لنصرة المظلوم وإحقاق الحق بغض النظر عن الأشخاص أو ألوانهم... قتلتنا العصبية ودمرنا غياب الإنصاف. [email protected]