مما يلفت نظرالمتأمل ان مادة "حياة" غنية في القرآن الكريم ولقد ذكرت – بين الحياة المعنوية والبيولوجية - 199 مرة يتفرع عنها 44 اشتقاق. فكلمة الاستحياءوالحياء والتحية والمُحيى ... الخ مشتقة من " الحياة ". فالحياء مثلا يدل على حياة الحس، يقابله موت الضمير والإحساس الذي يؤدي إلى الوقاحة التي كانت سببا في طرد إبليس من مقام الملائكة، والتحية هي روح العلاقات الاجتماعية السليمة نحيي بها علاقات وأرحام. ولاهمية الحياة وقداستها فإنك لن تجد في ديننا الا حالة وحيدة تعمم فيها عبادة أو عمل فردي على الناس جميعا ذلكم ما اشارت اليه الاية الكريمة"ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" فلا تجد مثلا ومن صلى فكأنما صلى الناس جميعا أو ومن زكى فكأنما أطعم الناس. إذا كان أجر إحياء البشرية يصل إلى متبرع بالدم أو إلى طبيب ينقذ مريضا بعملية جراحية فكيف بمن يحيي بالقرآن والفكر والدعوة والعلم قلوبا ميتة، وكيف بالأنبياء وقد أحيوا أمما. في كل عام نتحدث عن إحياء ليالي رمضان وإحياء ليلة القدر أي كأن ليالي باقي الشهور ميتة وأن النوم أو قضاء الليل في معصية موت. لكي نحي بالقرآن علينا الا نكتفي بالقراءة التجزيئية لقضايا الإسلام المنطلقة من السنة النبوية – التي بطبعها مرتبطة بمواقف وسياقات - تعيق فهم الإسلام عوض أخذ الصورة كاملة بقراءة منهجية للقرآن، مثل قضية سبب خروج آدم وزوجه من الجنة حيث يعتمد الناس على الإسرائيليات التي تلصق التهمة بالمرأة بينما القرآن الكريم يحمل المسؤولية تسع مرات لآدم ومرتين للمرأة والرجل معا. هذا الامر مهم في تصحيح التصور من خلال التركيز على منهج الحياة بالقرآن يقول الله "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم" ويقول "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" ان اية واحدة في كتاب الله كفيلة بحل مايدندن حوله فئام من الناس كمشكلة المناصفة وإنصاف المرأة وقضايا الجندر "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييه حياةطيبة" . هل نستعرض نماذج مجسدة للحياة بالقران؟ هل نعرج على نماذج اخرى هزها القرآن ولم تؤمن كبعض صناديد قريش علنا نجيب على سؤال معلق حول سبب ضعف تفاعلنا مع القرآن اليوم أهو الغفلة أم الجهل أم الذنوب أم الضعف اللغوي أم تراكم الثقافة الشعبية...