أيها الشعب ( السعودي ) الشقيق . جزاكم الله عنا كل خير على مدى سنوات من أستضافتكم لنا . لقد ابتلاكم الله بنا مثلما ابتلانا بمن كان حجر عثرة في طريق رزقنا الذي كان من المفترض ان يأتينا الى بلادنا . لقد اختار الله بلادكم كي تكون مهبط رزقنا واختاركم كي تكونوا أنتم الامناء على مستحقاتنا من ربنا وما كان ذلك الا عندما علم الله طيب نفوسكم وسماحة خلقكم وحبكم للآخرين وعطفكم على المحرومين والمعذبين . أخواني الكرام . نقسم لكم بالله العظيم أن ما نأخذه نحن من رزق أو نكنزه من مال حلال ونحن نكد صباح مساء في بلادكم نمزج الليل بالنهار والحلو بالمر كي نوفر لقمة عيش لأولادنا إن كل مانحصل عليه لقاء ذلك نقسم لك أنه ليس إلا رزقنا المقسوم لنا من رب العالمين ولم نأخذ من رزقكم شيئا يسيرا ولا كثيرا , بل إن كثيرا منكم قد استفاد منا بقدر ما استفدنا نحن منه وتلك سنة الحياة . أيها الاشقاء الاكارم : إنني أود أن أذكركم فقط أن قصة اصحاب الجنة التي ورد ذكرها في القرآن قد جرت أحداثها هنا عندنا في اليمن وأن أصحابها كانوا يتعاهدون الفقراء والمساكين ويرزقوهم منها فكان الفقراء يعيشون منها وأصحاب الجنة أيضا يتنعمون بمحصولها . فلما غيّر أصحاب الجنة نياتهم وظنوا أن الفقراء يأكلون حقهم ويقاسمونهم رزقهم وقرروا ذات مساء أن يمنعوا عنها الفقراء والمساكين ليستحوذوا هم بخيرات مزرعتهم وحدهم ويكنزوا غلات محصولها ويستأثروا به لأنفسهم فقط من دون غيرهم ، ونسوا أنهم إنما كانوا يأكلون ويتنعمون بفضل الله وحده لابقوتهم وبفضل مايسوقه الله للفقراء والمساكين من خير بواسطة تلك الجنة وأصحابها لا أقل ولا أكثر . فماذا جرى ؟ عندما قرر أصحاب الجنة أن يحرموا المساكين من حقهم ؟ لقد أصبحت المزرعة برمتها محروقة وصارت كالصريم !! فضاع كل شي في لحظات . ايها الشعب( السعودي) العظيم : إن أرض الجنتين المذكورة في القرآن إنما هي أرضنا وقد أستحالت جحيما بعد إن كانت جنة ونعيما . وتلك خلاصة قصة الايام حينما يداولها الله بين الناس . إخواننا وأشقائنا : هذا قدرنا معكم وقدرنا مع أنفسنا ونحن به راضون . سنغادر أرضكم مطرودين وكلنا ثقة أن الله لن يضيعنا وسيأتي برزقنا الى حيث يصلنا ونصل إليه ونرجو أن يكون هذه المرة رزقنا في أرضنا . ومن يدريكم ؟!. إننا نحبكم ونقدر ظرفكم ونحفظ لكم سالفة كرمكم ،ونرجوا أن لانجدكم كأصحاب الجنة قد بدل الله عنكم ما أنتم فيه مثلما بدلتم نياتكم تجاهنا وتجاه أسرنا ومن نعيل . سنسامحكم وربما يوما سنشكركم على مافعلتم عندما صرفتمونا لنجد رزقنا ينتظرنا في بلادنا وبين أهلنا وأزواجنا واطفالنا . ربما أنتم لاتدركون حقيقة الكلمات الأخيرة تحديدا من كلامي السابق . لأن بعظكم إن لم يكن معظمكم لايدرك قسوة الغربة . تخيلوا حينما يصل خبر لحظة فراق أمك او ابيك لهذه الحياة الدنيا ولم تتشرف بسماع كلمة وداع او تنال منه سماحا أو على الاقل تتمكن من طبع قبلة وداع أو نظرة أخيرة على خد أعز إنسان عليك . إنتم لاتدركون معنى ان يرزقك الله البكر من أولادك وأنت عنه بعيد ولاتراه الا وهو يستقبلك قد بلغ من العمر سنين , وأنتم لاتدركون قيمة ان تتزوج ولاتمكث مع أهلك غير شهر أو شهرين ثم تغادر وقدماك لاتكاد تحملانك ولكنك تجبر نفسك تحت ضغط حاجات الحاية القاسية .. إنكم لاتدركون أشياء كثيرة كنا نعانيها وسفاهات كنا نصطلي بنيرانها . وجور كنا نتجرع مرارته ابتداء من المنفذ ومروراً بالكفيل والتجاديد الكثيرة والغرامات التي لاتكاد تترك لك غير فتات تنتزعه من بين مخالب الاقدار لترسله لصبية صغار وأهل كبار ينتظرونه بفارغ الأصطبار . إخواني لاتظنون أننا نتنعم بالغربة أو نتلذذ بفراق الأهل والديار لكنها الاقدار ساقتنا إلى هذه الديار . نستودعكم الله ونحن مطرودين من أرضكم لكننا نقول يا أهلا بكم في أي وقت إن ضاقت بكم أرضكم يوما ما وجرت عليكم سنة الحياة التي جرت علينا حينها سنقاسمكم رغيف خبز أولادنا غير كافلين ولا مكفولين في بلاد الاسلام والمسلمين . أرجوا أن لاتندمون عندما تفتقدوننا بينكم أو تتمنون أنكم لم تفعلوا مافعلتم وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري لله!