أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن عودة الآلاف من المهاجرين اليمنيين من السعودية بسبب قوانين الإقامة والعمل الجديدة سيكون له أثر كبير على حياة آلاف العائلات اليمنية ممن كانوا يتلقون تحويلاتهم المالية. ومؤخراً شددت المملكة العربية السعودية قوانين وإجراءات الإقامة والعمل على أراضيها للعاملين الأجانب ومنحتهم فرصة لتصحيح أوضاعهم بموجب القوانين الجديدة، ما أدى إلى مغادرة مئات آلاف من المخالفين من جنسيات مختلفة بينهم آلاف اليمنيين. وأشارت المنظمة الدولية للهجرة، ومقرها جنييف، إلى "أن حوالى 190 ألف مهاجر يمنى عبروا الحدود السعودية إلى اليمن منذ شهر يونيو الماضى"، لافتاً إلى أن معدلات عودة هؤلاء ارتفعت للغاية مع الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الجارى ليصل إلى حوالى 7 آلاف مهاجر يوميا يعبرون الحدود السعودية إلى اليمن. وقدرت المنظمة الدولية، في بيان لها صدر أمس الثلاثاء، أن إجمالي ما تم فقده من تحويلات العائدين اليمنيين فى شهرى أكتوبر ونوفمبر فقط بلغت ما يقارب 5 ملايين دولار كانت تحول من مهاجرين يمنيين يعملون فى السعودية إلى أسرهم في اليمن، بحسب الطبيبة في المنظمة "تريزا زكريا". وطبقاً لإحصائية جمعتها المنظمة في السابق، أكد 75% من العائدين اليمنيين أنهم كانوا يرسلون حوالات مالية إلى أسرهم في اليمن لإعاناتهم معيشياً بحوالى 200 دولار شهريا. وقالت تريزا "في الحقيقة أن ذلك يعنى أن الأسر التى كانت تعتمد على تلك التحويلات لن تستلمها بعد الآن، ما سيؤثر بشكل رئيسي عليها وعلى اقتصادات المناطق التى يعيشون فيها باليمن". وإذ لفتت إلى أن معظم هذه المناطق التي يصل إليها المهاجرون العائدون "تعانى معدلات عالية من انعدام الامن الغذائى وسوء التغذية"، أكدت أن "الخسارة الهائلة للدخل ستجعلهم يعيشون وضعاً سيئاً وصعباً لا محالة". وأوضح البيان أن معظم من تمت مقابلتهم قالوا إنهم كانوا يعملون في الغالب كعمال بناء، ولكن أيضاً كمزارعين وباعة وأصحاب محلات بيع "دكاكين" ونجارين وحدادين، في جيزان، ومكة المكرمة، وعسير، والرياض والمدينة المنورة والمدن الحدودية الشمالية. وطبقاً للبيان، قامت المنظمة، بناءً على طلب الحكومة اليمنية، بتقديم المعونات المستعجلة للعائدين من ضمنها عدد من الخدمات الإنسانية كالرعاية الصحية وتقديم الماء والغذاء والاحتياجات الآنية كالملابس والأحذية. وقالت ليليان امبيوسو، رئيسة مكتب المنظمة في مدينة حرض القريبة من منفذ الطوال: "إنه نظراً لظروف الصحراء القاسية فإن المنظمة تقدّم مياه الشرب للعائدين الذين يضطرون للمشي مسافات حتى يصلوا إلى المنفذ"، مشيرة إلى أن المنظمة تخطط لتوفير الاتصالات للعائدين "بحيث يتمكنوا من التواصل بعائلاتهم فور وصولهم إلى المنفذ". وأوضح البيان أن عدداً كبيراً من العائدين يصلون إلى الحدود دون أمتعتهم وبعضهم حُفاة ويعانون الجفاف والإعياء؛ نظراً لترحيلهم بأعداد كبيرة وما يؤدي إلى اكتظاظات خانقة أثناء الحجز والترحيل من قبل السلطات السعودية. وأكد البيان أن 35% من الذين تمت مقابلتهم من العائدين أكدوا "تعرّضهم لاعتداءات جسدية ومصادرة ممتلكاتهم". وفي الوقت الذي أكد فيه 62 % (الغالبية) اعتزامهم البقاء في اليمن قال 27 % إنهم ينوون العودة للعمل في السعودية إذا أمكن.