وسط حضور رسمي وشعبي غير مسبوق في تاريخ المنطقة اختتمت اليوم في مدينة دمت بمحافظة الضالع بطولة الفقيد أحمد العمدة لكرة القدم والتي استمرت على مدى شهرين كاملين بتنظيم من نادي سلام الحقب تحت شعار " حوارنا .. مستقبلنا ". البطولة التي نظمها نادي السلام وتنظيم اللجنة المنظمة برئاسة الكابتن علي الشعباني ، شملت ثلاث محافظات هي الضالع والبيضاء وإب واحتضنت محترفين من أغلب مدن الجمهورية وأنديتها العريقة ، عدد اللاعبين المشاركين ( 1840 ) لاعبا ، حضرت فيها مكامن الجمال وسحر الكرة الآسر ، وشارك خلال هذه البطولة أكثر من 80 ناديا وفريقا من مختلف المستويات العمرية ( فئة كبار ، ناشئين ، أشبال ) وقد قام وكيل المحافظة المساعد الشيخ محسن الحلالي ومدير عام المديرية سلطان فاضل ومدير مكتب الشباب والرياضة محسن نهشل بتسليم الكأس للفريق الفائز بالبطولة فريق شباب خاب الذي تغلب على نظيرة سلام الحقب بضربات الترجيح بعد لقاء كروى رائع امتع الجماهير التي فاق حضورها التوقعات ، وأداره الحكم الدولي علي الجعدي . فيما تم تكريم فريق الحمراء بالعرفاف بكأس البطولة فئة الشباب بعد فوزه على فريق الرشيد مريس ، كما جرى تكريم اللجنة المنظمة والحكام والمبرزين والاعلاميين وغيرهم . وفي الاحتفال جرى السحب على الجائزة الكبرى سيارة كاميري 2005م الطفل " احمد صالح محمد الددبيسي" حيث سلم وكل المحافظة ومدير عام المديرية وأعضاء اللجنة المنظمة مفتاح السيارة للطفل .ووالده الذي كان حاضرا اللقاء الكروي وحفل الاختتام . حضر حفل الاختتام قيادات السلطة المحلية والشخصيات الاجتماعية وقيادات الاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وعشاق ومحبي كرة القدم من مختلف الفئات العمرية . وأقيمت الدورة برعاية كريمة من شركة سبأفون وشركة أرض الجنتين وداعمين محليين ومغتربين في السعودية والامارات على رأسهم الاخ احمد الدبيسي ونصر الوقزة وغيرهم .. وامتازت الدورة التي انطلقت في ال 11من نوفمبر الفائت وتستمر حتى ال 15 من يناير القادم هو الكثافة العددية للفرق المشاركة في الدورة وبمستويات مختلفة ناشئين / شباب / كبار وتخطي اللجنة المنظمة الإطار الجغرافي للمحافظة إلى خارجها حيث استضافة فرق من محافظتي إب والبيضاء .. كما أن اللافت بهذا الموسم الكروي هذا العام كان قرار اللجنة المنظمة ترك الباب مفتوحا أمام الفرق المشاركة لاستقدام لاعبين محترفين وبمستويات عالية من قبيل لاعب المنتخب الوطني "علاء الصاصي" ، و" أكرم الورافي " وآخرين ، بل ووصل الأمر إلى درجة استقدام فرق كاملة من أندية الدرجة الأولى والثانية في الدوري اليمني من محافظات عدن وأبين وتعز وصنعاء وذمار وإب . وصل عدد اللاعبين المحترفين إلى أكثر من 75 لاعبا تقريبا وتتراوح ما ستدفعه الفرقة المستضيفة لهؤلاء اللاعبين من تكاليف مالية وفقا لمصدر في اللجنة المنظمة بحوالي 10 مليون ريال أي ما يعادل 50 $ أمريكي . تنافس قوي ولعل ما يفسر حجم التكلفة الباهظة والكبيرة بمستوى الدورة - طبعا – التي تخلفها عملية استقدام لاعبين كبار من أندية عريقة ومعروفة على المستوى المحلي والدولي هو سعي الفرق المشاركة في الدورة للحصول على البطولة والمشاركة القوية في بطولة أخذت بعدا رياضيا كبيرا وطابعا تنافسيا لم تحظ به حتى تصفيات أندية الدرجة الثانية من الدوري اليمني بإمكاناتها الرسمية . ويأتي هذا التنافس المحموم بنظر متابعين سعيا من بعض الفرق لنيل البطولة بأي شكل من الأشكال ولعب المغتربون بدول الخليج وأمريكا دورا كبيرا في دعم فرق مناطقهم ، ناهيك عن التفاعل الكبير الذي أبداه غالبية سكان قرى المنطقة مع فرقهم المشاركة بالبطولة ، تجلى ذلك من خلال الدعم السخي بالمال والمساندة الواسعة من كافة شرائح وفئات المجتمع وعلى رأسهم مزارعي القات والتجار ومختلف القطاعات . يحاول القائمون على البطولة الظهور بمستوى ينافس الكبار سواء من حيث التنظيم للدورة وإضافة لمسات جديدة كل عام بهدف الارتقاء والتطوير وإيصال رسائل للجهات المعنية في وزارة الشباب والرياضة والسلطة المحلية والرأي العام ، الأولى تبحث عن اعتراف رسمي بنادي سلام الحقب والثانية تعزيز مستوى الفهم لدى المواطن اليمني بأن واجب البناء والتنمية وتحقيق الأمن والاستقرار وبناء المستقبل الواعد لليمن الجديد ليس مهمة الحكومة فحسب وإنما المجتمع ايضا . جمهور شغوف وواسع ولعل ما أعطى للدورة رونقها وأكسبها قوة وفاعلية كان الجمهور الكبير والواسع للدوارة برغم شدة البرودة وبخاصة على كبار السن ، جمهور المستديرة بما في ذلك متعاطي القات يحرصون على متابعة اللقاءات الكروية وبصورة مستمرة ، يحرص البعض على حجز موقعه في المنصة أو سفح الجبل الذي يربض عليه الملعب وبشكل. يومي متواصل منذ بداية الدورة بغض النظر عن قوة المباراة ومكانة الفرق التي يتابعها من عدمه ، فالكل في نظره سواء طالما وهناك أمتاع كروي كما هو الحال بالنسبة لكل من علي المعصري أبو شاكر وأحمد الأشرف أبو محمد والأثنان لا تفوتهما أي مباراة سواء للناشئين أو فئة الشباب والكبار . يتواجد أبو محمد من ساعة مبكرة من وقت الظهيرة حيث لا يؤذن لصلاة الظهر إلا وهو في الملعب حاجزا مكانة المعروف لدى جمهور الحقب بعد أن يكون قد استعد بكامل أغراضه المتعلقة بالقات ومتابعة المباريات . كما أن صوت المعلق الرياضي الشاب حميد الرقيمي هو الآخر حافز يستهدف كثيرين لمتابعة المباريات .. كما أن هناك بوفية تقدم الخدمات لغير المخزنين من الوجبات السريعة من سندويتشات وعصائر وغيرها تجعلهم يرتبطون كلية بالملعب وأجواء المباريات . استمتع جمهور الكرة بلمسات كروية خلال اللقاءات التي جمعت الفرق المشاركة ، سيما وأن تلك الفرق قد طعمت بلاعبين محترفين من أندية الدرجة الأولى والثانية في الدوري اليمني وهي ظاهرة بقدر ما اسعدت جمهور الوسطى بتقديم عروض كروية رائعة بمستوى الكبار ، إلا انها اظهرت فداحة الكارثة في حجم مستوى الكرة اليمنية بشكل عام وما تعانية من تجاهل واهمال للكادر البشري وضعف الاهتمام باللاعب ، وما تهافت لاعبوا أندية كبيرة على الاحتراف في فرق شعبية وبدورة كروية مغمورة معرضين أنفسهم للخطر مقابل الحصول على عائد مادي قد يكون بسيط يتقاضونه لقاء ذلك ، لهو دليل على المستوى السحيق للكرة اليمنية بشكل عام .. !! سحب على سيارة كما أن جديد هذه الدورة كان قيام اللجنة المنظمة للدورة الاعلان عن عملية سحب على جائزة كبرى هي عبارة سيارة نوع كامري على ما يبدوا ، سيجري السحب عليها من قبل الجمهور في الحقل النهائي وهي بصرف النظر الموقف منها قفزة كبرى تتجاوز الواقع طالما وليس هناك ملعب في الأساس بحيث يمكن جعل الجائزة والفقيد/ أحمد محمد ضيف الله ( العمدة ) الذي حملت البطولة اسمه هو مؤسس نادي السلام الرياضي والثقافي بالحقب وظل رئيسا للنادي حتى وفاته رحمه الله في ال 21/ 3 / 2012م ، أحد وجاهات المديرية وناشط كبير في ثورة ال11فبراير السلمية حيث كان عضوا في اللجنة الشعبية لدعم ومساندة ثورة الشباب بالمديرية وكان له دور كبير وفاعل في الدفع بالشباب إلى ساحة التغيير بصنعاء .