توفى شاعر الثورة الكبير صالح سحلول، بعد عمر حافل قضاه في خدمة الوطن. أطلق عليه اسم شاعر الثورة، لقب أعتز به الشاعر الشعبي سحلول الذي يساوي كل بيت شعري يقوله قوة مدفعية هاوتزر. و بوفاة الشاعر والمناضل الكبير صالح سحلول يكون اليمن قد ودع احد ابرز شعراء الثورة والذين ضحوا بأرواحهم لأجل الدفاع عنه وعبروا عن حبهم لوطنهم بالشعر والأدب. وبعث الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية برقية عزاء ومواساة إلى الدكتور عبدالملك صالح سحلول وجميع إخوانه وكافة أفراد أسرته وذلك في وفاة شاعر الثورة المناضل صالح أحمد علي سحلول الذي وافاه الأجل وانتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة قضى معظمها في خدمة الوطن. وأشاد الرئيس هادي في برقيته بمناقب وإسهامات الفقيد الوطنية خلال مسيرة حياته النضالية حيث كان الفقيد من الرعيل الأول من رجالات ثورة 26 سبتمبر.. مشيرا إلى أن الوطن خسر برحيل الفقيد سحلول واحدا من الرموز الثورية التحررية وعلما من أعلام الثقافة والأدب والإبداع. نبذة عن حياة الشاعر سحلول ولد شاعر الثورة في قرية بيت العميسي مخلاف مديرية ) العرش - منطقة رداع - البيضاء عام 1238ه الموفق 1919. ادخله جده التعليم وعمره ست سنوات وحفظ القران الكريم والقراءة والكتابة ولكن ظروف الأسرة المعيشية لم تمهله في التعليم سوى ستة أشهر فقط. تولى رعايته جده وأعمامه نظراً لغياب والده الشاعر الكبير احمد علي سحلول في بلاد الغربة يكد ويكدح ليرسل للأسرة ما يحتاجون إليه من أموال. أخذه والده إلى الحبشة واريتريا مع بداية الحرب العالمية الثانية وعاش هناك حتى عام 1942م وقد تعلم اللغة الحبشية واللغة الايطالية واكتسب من والده اللغة الانجليزية . بدا ينظم الشعر وهو شاب وزادت موهبته الشعرية أثناء غيابه عن الوطن وقد تأثر بالجو الذي يحيط به فجده شاعر وعمه صالح من أعظم شعراء عصره ووالده شاعر كبير، وتولى رعاية جميع أسرته بعد عودته من الغربة اثر موت جده وأعمامه بسبب كارثة الوباء ( الجدري) التي اجتاحت اليمن عام 1942م وحصدت آلاف الأرواح. عاد من الغربة فرأى بلاده لا تزال غارقة في ظلمات الجهل وظلام التخلف وريقة الفقر فاثر في نفسه كل ذلك خصوصاً وانه قد شاهد العالم من حوله يسير نحو الرقي فأخذ ينظم القصائد المنددة بأوضاع اليمن وجور الحكام. عندما قامت الثورة اليمنية المباركة عام 1962 م كان شاعرنا الكبير احد أبطالها ورجالها المخلصين وقد شارك في التصدي لأعدائها بسلاحه وشعره. قلده الرئيس المناضل المرحوم عبدالله السلال قائد الثورة وسام شاعر الثورة في الأسبوع الأول للثورة اعترافاً منه بنضال الشاعر ودفاعه المستميت عن الثورة. للشاعر إسهامات كبيرة في حركة النضال والتنوير الوطني والثقافي . وخلال مسيرته الإبداعية تقلد الشاعر سحلول العديد من الأوسمة تقديرا لأدواره البطولية والحماسية وتأثير كلماته الشعرية في إذكاء وتأجيج نيران الغضب والتضحية والفداء في نفوس الثوار والأحرار. شارك الشاعر في عدد من المؤتمرات والأسابيع والمنتديات الثقافية خارج الوطن وداخله ، كما ساهم بفاعلية في تأسيس اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين واشترك في تأسيس جمعية الشعراء الشعبيين اليمنيين. له مجموعة من الكتب والدواوين الشعرية هي "يقول سحلول"،"وصوت الثورة"، "وديوان سحلول في النقد والنصائح والحكم والأمثال"، "وروائع الكتاب الرابع "، وأشعار الحكماء من القدماء. الصورة للفقيد سحلول أثناء تكريمه من وزير الثقافة السابق الرويشان
