تتأهب تعز للاحتشاد غدا السبت في مظاهرة ضخمة دعا لها ناشطون على مواقع التواصل ولاقت ترحيب لافت في أوساط سكان المدينة . ويناهض شباب تعز ثقافة المليشيا وظواهر العنف والطائفية وحمل السلاح ، وتعهدوا بعدم السماح لأي مليشيات مسلحة باجتياح المدينة . وتعكس الدعوة إلى الحشد طبيعة التكتل العريض الذي تشهده تعز في مواجهة الفوضى والعنف والطائفية ويحشد للتظاهر نشطاء من مختلف التوجهات والاطياف والمكونات السياسية والمجتمعية في تعز وتسعى تظاهرة الغد الى إيصال رسالة موحدة من تعز الى كل اليمن . وكانت جماعة الحوثي - وهي جماعة دينية متشددة - قد توعدت باقتحام تعز تحت ذريعة نشر لجان رقابية وثورية فيها لحفظ الامن ومكافحة الفساد والتسيب الاخلاقي ، وهو الامر الذي استفز ابناء تعز ولاقى استهجان شعبي واسع في المدينة . ويتميز المسلحون الحوثيون " اللجان الثورية " بطبائع شرسة ، ويعرف عنهم الإقدام على أي سلوك حال تلقيهم توجيهات من قيادة جماعة الحوثي التي ينخرطون في صفوفها . ويشكوا مواطنو صعدة والعاصمة ومحافظات إب والحديدة وذمار ممارسات هذه اللجان ويقولون إنها لا تتورع عن ارتكاب أي شيء بما في ذلك القتل والاغتيال . وكانت تعز قد شهدت حالة من الاستنفار العسكري والأمني غير المسبوق مع تكاثف الانباء عن سعي مسلحي الحوثي لاجتياح المدينة وإغراقها في الفوضى كما هو حال المحافظات التي تقع ضمن خارطة النفوذ العسكري لجماعة الحوثيين . وشهدت تعز خلال الأيام القليلة الماضية انتشار كثيف لوحدات الجيش والأمن في المدينة وتم استحداث عشرات النقاط العسكرية على مداخلها وفي شوارع رئيسية وفرعية فيها. وتعد المظاهرة التي دعا لها ناشطون غدا هي الأولى من نوعها التي تجمع مختلف توجهات وأطياف المدينة . وأبدى نشطاء محسوبون على أحزاب التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري حماسهم للمشاركة في التظاهرة التي سوف تنطلق من قلب المدينة . وعكس اختيار مكان التظاهرة حذر النشطاء من ان يتسبب المكان في خلق اي حساسيات سياسية ويحمل مغزى مفاده أن جميع الأطياف بلا استثناء مدعوة للمشاركة وتسجيل حضورها في فعالية غير موجهة أو مجيرة لحساب فصيل سياسي او حزبي بعينه . ويتلخص الهدف من التظاهرة في مناهضة العنف والمليشيات المسلحة والحفاظ على مدنية محافظة تعز كحاملة لمشروع التنوير والتحديث .
